يوم القدس العالمي.. من دعوة الإمام الثّائر إلى خيار المحور المُقاوِم
موقع قناة الميادين-
أحمد عبد الرحمن:
دعوة الإمام الخميني لجعل الجمعة الأخيرة من رمضان يوماً عالمياً للقدس وفلسطين تعني بالضرورة تحوّل المهادنة إلى مواجهة، والضعف إلى قوة، ومحدودية الخيارات إلى تعدّدها، والدفاع إلى هجوم.
لم يكن الكثيرون ليتوقّعوا أن تتحوّل “الفكرة” التي دعا إليها الإمام الخميني (رحمه الله) قبل 43 عاماً تقريباً إلى واحدة من أكبر التظاهرات السياسية الداعمة للقضية الفلسطينية والرافضة للاستكبار العالمي، الذي تقف على رأسه الولايات المتحدة الأميركية، وتمثّل “إسرائيل” رأس حربته المتقدّمة في قلب العالم العربي والإسلامي.
من كان يتابع الفعاليات المقامة على شرف تلك “الدعوة” خلال سنوات طوال تلت إطلاقها والاستجابة المحدودة للغاية معها في معظم البلاد العربية والإسلامية، لم يكن يعتقد أن تتحوّل إلى واحدة من أهم المناسبات التي يحييها الملايين في أكثر من 80 دولة حول العالم، بدءاً من الدول التي تنتمي إلى خط “الإمام” المقاوم، مروراً بالدول التي كانت تعتبرها محاولة إيرانية لاختراق العالم “السنّي”، وصولاً إلى قلب الدول الاستعمارية الكبرى، كأميركا وبريطانيا وغيرها، إضافة إلى اليهود الأرثوذكس المعادين للصهيونية من أتباع حركة “ناطوري كارتا”.
ولا نبالغ عندما نقول إن الاحتفال بيوم القدس العالمي، بكل ما يحمله من معانٍ لرفض الظلم ومناصرة الحق وإعلاء مفهوم تقديم خيار المقاومة على ما سواه من خيارات لاستعادة الأرض وحفظ المقدسات، شكّل رافداً أساسياً في مسيرة الصراع بين الشعب الفلسطيني والكيان الصهيوني، لا سيما بعدما تحوّل من مجرّد رفع شعارات وإصدار بيانات وإحراق أعلام دول الاستكبار وراياتها إلى ممارسة عملية على الأرض، تجسدت بالدعم السياسي والمالي والثقافي والفكري، وصولاً إلى الدعم العسكري الذي غيّر ملامح المعركة بين المقاومة الفلسطينية و”الدولة العبرية”، ورسم معادلة ردع باتت تُلقي بظلالها على المشهد بشكل واضح.
تجسّد الدعم العسكري في تقديم السلاح وتوفير الخبرات القتالية، وصولاً إلى ما يمكن أن نطلق عليه المشاركة المباشرة بشكل أو بآخر في المواجهة التي تُخاض في أكثر من جبهة، وعلى أكثر من صعيد، والتي تأخذ أشكالاً مختلفة وتستخدم أدوات متعددة، على غرار ما جرى خلال الأسبوعين الأخيرين، عندما تم استهداف “دولة” الكيان من ساحات مختلفة للمرة الأولى من نوعها، فيما يشبه إلى حد بعيد “المعركة متعددة الجبهات” التي يتوقع الجميع حدوثها في مرحلة لاحقة.
جزء كبير مما سبق أسّست له دعوة الإمام الخميني لجعل الجمعة الأخيرة من رمضان يوماً عالمياً للقدس وفلسطين ولكل المستضعفين في العالم، وهو ما يعني بالضرورة تحوّل المهادنة إلى مواجهة، والضعف إلى قوة، ومحدودية الخيارات إلى تعدّدها، وأخيراً وليس آخراً، الدفاع إلى هجوم، على أكثر من صعيد، وفي أكثر من مكان.
فلسطين في فكر الإمام الخميني
في السابع من آب/أغسطس من العام 1979، أطلق الإمام الخميني نداءه الشهير إلى الأمة، الذي دعا فيه إلى تخصيص الجمعة الأخيرة من شهر رمضان المبارك من كل عام يوماً للقدس وفلسطين، التي عانت لسنوات التغييب والتهميش وإدارة الظهر من معظم الدول العربية والإسلامية.
في ذلك الخطاب الشهير، قال الإمام الخميني: “إنني أدعو المسلمين في جميع أنحاء العالم إلى تكريس يوم الجمعة الأخيرة من هذا الشهر الفضيل ليكون يوماً للقدس، وإعلان التضامن الدولي معها من قِبل المسلمين، ودعم الحقوق المشروعة للشعب المسلم في فلسطين”. وأضاف: “أطلب من جميع المسلمين في العالم ومن الحكومات الإسلامية العمل معاً لقطع يد هذه الدولة الغاصبة ومؤيديها”.
ولا شكّ في أن المتتبع لجزء كبير من أدبيات الإمام الخميني وإرشاداته، يجد أن قضية القدس وفلسطين كانت حاضرة باستمرار في فكره ووجدانه أكثر من غيرها من القضايا، وقلّما تجد في كلمات “المرشد الراحل”، سواء السياسية أو التعبوية، ولا سيما بعد سقوط الشاه، إشارات واضحة وجليّة كتلك التي كانت تخصّ القضية الفلسطينية.
كان يرى أن النصر الذي تحقق بإسقاط “الشاه” في إيران، والذي مثّل قطعاً لأحد أذرع الاستكبار العالمي في المنطقة، لا يمكنه أن يكتمل من دون قطع الذراع الأخرى في فلسطين المحتلة، التي يمثلها الاحتلال الصهيوني المجرم الذي لم يتوانَ لحظة واحدة عن استخدام كل الوسائل الشيطانية لتثبيت دعائم احتلاله وفرض وصايته على قبلة المسلمين الأولى بالحديد والنار.
وقد أوضح الإمام الخميني أن القضية الفلسطينية ليست صراعاً على حدود جغرافية، كما كان البعض يعتقدون، إنما هي صراع عقائدي وحضاري وتاريخي بين تمام الحق الذي يمثّله الشعب الفلسطيني وكل الذين يساندون قضيته في العالم وتمام الباطل المتمثّل في الكيان الصهيوني وكل داعميه من قوى الشر والاستكبار.
وأوضح أن المنخرطين في هذا الصراع من أهل الحق يجب أن يبتعدوا تماماً عن سياسة البحث عن المصالح أو تجيير مشاركتهم تلك في سبيل الحصول على فوائد مادية أو توسع جغرافي أو نشر أفكار ومعتقدات خاصة بهم، وهو بهذا نفى منذ البداية أن يكون المشروع الذي يدعو إليه مشروعاً مذهبياً أو طائفياً أو هادفاً إلى نشر عقيدة معينة على حساب أخرى.
ورأى الإمام أن قضية فلسطين لا تقبل المجاملة أو المهادنة بأي شكل من الأشكال، ولا تقبل كذلك أنصاف الحلول أو الطروحات المجزأة، وأن تحرير فلسطين، كل فلسطين، بحاجة إلى تضحيات كبيرة، ولا يجب الالتفات إلى حجم الخسائر التي يمكن أن تسقط خلال هذه المسيرة، ولا إلى العواقب التي يمكن أن تترتب على المشاركة فيها أو السير في ركبها.
ورأى أيضاً أن عدم مشاركة بعض الدول أو الأنظمة في هذه المسيرة، وربما معاداتها في بعض الأحيان، لا تعني بالضرورة تخلي المخلصين والغيورين عنها، إذ إن مرجع الأمر يعود في الأساس إلى التكليف الرباني الداعي إلى انتهاج خيار الجهاد في وجه قوى الشر، والإيمان بالوعد الإلهي المحسوم بأن ينصر الله من ينصره.
تشخيص الإمام الخميني لأسباب ضياع فلسطين
نظر الإمام الخميني إلى قضية استمرار الاحتلال في السيطرة على فلسطين والقدس من زوايا عدة، وأرجع الفشل في دحره منها وإعادتها إلى أصحابها الحقيقيين إلى أسباب كثيرة، تعلّق جزء أساسي منها بالحكّام العرب والمسلمين الذين فضّلوا الحفاظ على كراسيهم وعروشهم بدلاً من العمل على طرد الاحتلال، فيما أرجع الأسباب الأخرى إلى تخاذل الشعوب التي يقع على كاهلها مسؤولية عظيمة يجب عليها الاضطلاع بها، مهما كانت الظروف، وبصرف النظر عن عِظم التضحيات.
ومن تلك الأسباب التي رأى الإمام أنها ساهمت في خسارة فلسطين والقدس أن الحكّام ليسوا ممثلين حقيقيين لشعوبهم، إنما هم متسلّطون أو مستبدّون وغير لائقين للتصدي للمسؤوليات الكبرى الملقاة على عاتقهم.
وفي هذا المجال، يقول الإمام: “لو كان حكام البلدان الإسلامية ممثلين حقيقيين للناس، ومؤمنين بأحكام الإسلام ومنفذين لها، وواضعين الاختلافات الجزئية جانباً، كافّين أيديهم عن التخريب والتفرقة، ومتّحدين في ما بينهم، لما استطاعت حفنة من اليهود الأشقياء أن تفعل كل هذه الأفعال، مهما كان الدعم الذي تقدمه لها أميركا وبريطانيا”.
السبب الثاني هو الخلافات الحادّة بين العديد من الدول العربية والإسلامية، والتي شغلت الجميع عن محاولة وضع حلول جذرية للقضية المركزية للأمة أو التصدّي للوضع الحالي المتمثّل في الاحتلال. وقد رأى الإمام أن تلك الاختلافات تعطّل الجهود الساعية لحل القضية الفلسطينية، وتساهم في تعقيد الأمور بشكل مبالغ فيه.
إضافةً إلى السببين السابقين، فقد نظر الإمام إلى اعتماد الأنظمة الإسلامية على الحل السياسي من خلال المفاوضات مع العدو الصهيوني بصفته خياراً لا طائل منه، وأنه إضاعة للوقت ليس أكثر، وأن المضار الناتجة منه، مثل “تبييض” وجه “إسرائيل” وإظهارها “دولة تؤمن بالحوار والمفاوضات”، أكثر من فوائده، ولا سيما أن تلك المفاوضات لم تحقق أي إنجاز يُذكر، وأن الحل الحقيقي والوحيد هو الجهاد والقتال.
على مستوى الشعوب، كان الإمام الخميني يرى أن الصعوبات الهائلة التي يواجهونها، والأعباء الحياتية الكبيرة التي تُثقل كواهلهم، لا تعفيهم من القيام بواجباتهم تجاه قضية فلسطين، وأن تقاعس الحكّام وخيانة بعضهم، واستسلامهم للمشيئة الأميركية، وامتناعهم عن تقديم يد العون والمساعدة لفلسطين وشعبها، ليس مبرراً لوقوف الشعوب والجماهير موقف المتفرّج، ولا سيما أولئك الذين يمثلون الطليعة النخبوية لشعوبهم، من المثقفين والإعلاميين والعلماء والسياسيين وغيرهم، الذين تقع عليهم مسؤولية قيادة الجماهير وتوجيهها إلى الطريق السليم، وخصوصاً فيما يخص قضية المظلومين في فلسطين.
وقد أشار الإمام الخميني إلى عدة نقاط، رأى أن على الشعوب العمل بموجبها، لتتحمل جزءاً من المسؤولية على طريق تحرير فلسطين، إذ دعا إلى ضرورة اعتماد الشعوب المسلمة على المنهج الرباني في تقييم ما يحيط بهم من أحداث، والابتعاد عن الاعتماد على المعسكرات المختلفة من شرقية وغربية.
وفي هذا المجال، يقول: “لو أن الشعوب المسلمة، وبدلاً من الاعتماد على المعسكر الشرقي أو الآخر الغربي، اعتمدت على الإسلام، ووضعت تعاليم القرآن النورانية والتحررية نصب أأأعينها وعملت بها، لما وقعت أسيرة للمعتدين الصهاينة”.
وعدّ الإمام الخميني تفرّق المسلمين وتشرذمهم، وانشغالهم بالمسائل الخلافية غير الضرورية، وإفساحهم المجال لقوى للاستكبار، نقطة ضعف أساسية أفقدتهم جزءاً مهماً من قوتهم، وجعلت عددهم الكبير والهائل بلا تأثير أمام حفنة صغيرة من اليهود.
وفي هذا المجال، يقول: “لو اجتمعت قدرة ملايين العرب والمسلمين، فإن أميركا لن تستطيع أن تفعل شيئاً”، ويقول أيضاً: “إن الاختلافات هي التي سببت وجود الصهاينة هنا، وأتاحت لهم الفرصة لتثبيت أنفسهم”.
إضافة إلى ما تقدم، فقد نبّه الإمام لضرورة عدم تهاون المسلمين أو تقاعسهم عن القيام بكل ما من شأنه تغيير الواقع المأساوي في فلسطين وعدم الركون إلى الأقوال والخطابات فقط، فيما أعداء الأمة يعتمدون على الفعل والحركة والمبادرة.
أمميّة الدعوة “الفكرة”
دعوة الإمام الخميني لم تلقَ الاستجابة المطلوبة في بداياتها، وواجهت العديد من الحملات الجديّة لتشويهها والتقليل من شأنها، كما واجهت الإساءة والتهجّم الذي وصل حد إيذاء كل الذين استجابوا لها وتعاطوا إيجاباً معها جسدياً، وقذفهم بأبشع الألفاظ، ونعتهم بأسوأ الأوصاف.
وقد أشرفت على تلك الحملات دول وجماعات وأجهزة استخبارات محلية وعالمية، وقفت على رأسها الأجهزة الإسرائيلية والأميركية، وأُنفقت من أجل ذلك ملايين الدولارات، وأُسّست المراكز البحثية والمؤسسات التعليمية بشقيها العلمي والشرعي، إضافةً إلى إصدار آلاف الكتب والمجلّات والنشرات، وعقد الندوات والمؤتمرات، وتجيير الدين واللغة والتاريخ والعادات والتقاليد لمناهضتها.
رغم كلّ ذلك، فإنَّ دعوة الإمام الخميني ليوم القدس العالمي تحولت إلى دعوة أممية سمع بها الجميع، وسار في ركبها الملايين، وأصبحت مناسبة عالمية فارقة، يُحتَفى بها في أرجاء المعمورة، حتى في عقر دار أولئك الذين شيطنوها وجرّموها وحاولوا منعها بالحديد والنار. وقد بات شعارها الأساسي “الموت لإسرائيل” يُرفع على رؤوس الأشهاد من دون تردد أو وجل، ومن دون خوف من سياط الجلّاد ورصاص الطغاة.
الفكرة تتحوّل إلى خيار
بما أنَّ دعوة الإمام الخميني إلى اعتبار الجمعة الأخيرة من رمضان يوماً للقدس وفلسطين ويوماً لمعاداة قوى الاستكبار ورفض هيمنتها على بلاد المسلمين ومقدّراتهم، وفي مقدّمتها أرض فلسطين التاريخية، فقد بات واجباً على أنصار هذه الفكرة ترجمتها فعلاً ميدانياً على أرض الواقع يواجهون من خلاله دول العدوان، ويتصدّون لمخططاتها، ويسقطون مؤامراتها، ويُنزلون الهزائم بجحافلها.
وبما أن الساحات المؤيدة والداعمة لفكرة مقاومة المحتلين اتسعت وتجاوزت التأثيرات المناطقية والطائفية وشكّلت ما بات يُعرف بـ”محور المقاومة”، فقد تحولّت الفكرة إلى خيار عملي يتم التعاطي معه بوسائل متعدّدة وطرق مختلفة، غير أنها جميعاً تحمل الخلفية نفسها، وتنطلق من المضمون نفسه، وتدعو بوضوح إلى انتهاج خيار المقاومة الشعبية والمسلحة كخيار وحيد في وجه محور الشر، بعيداً من كل الخيارات الأخرى التي تمت تجربتها لعشرات السنين من دون تحقيق نتائج تُذكر.
ومن أجل ذلك، فقد تم توحيد كل الساحات وحشد كل الطاقات واستخدام كل الإمكانيات في سبيل تحقيق الهدف الأساس الذي بدا أنه قابل للتحقيق، لا سيما خلال السنوات الأخيرة، ولم يعد ضرباً من الخيال أو المستحيل، كما كان يصوّره الانهزاميون والاتكاليون على مدار سنوات طوال.
ونتيجة لتلك التغيّرات المفصلية، أصبحت المقاومة الضعيفة والمتواضعة في فلسطين أكثر قوة وأكثر عنفواناً، وباتت تملك من الإمكانيات ما مكّنها من فرض شروطها على العدو في كثير من المراحل، وتحوّلت المقاومة الإسلامية في لبنان، التي كانت تخشى أن يخطفها الطير في بداية انطلاقتها، إلى قوة إقليمية مهابة الجناح يبذل العدو كل ما باستطاعته لتجنّب المواجهة معها.
هذا الأمر تكرّر في العراق الّذي انتصر في حربه على الإرهاب ببركة دماء شهداء “المحور”، وفي اليمن الذي واجه بفقره وجوع أبنائه حرباً شرسة دمرت الأخضر واليابس، إلا أنه استطاع كسب المعركة وإجبار أعدائه على التسليم بمشيئة الشعب اليمني العزيز.
أما في سوريا، فحدِّث ولا حرج، إذ إنها تعرّضت لحرب كونية خُصّص لها مليارات الدولارات، واستُنفر من أجلها شذاذ الآفاق من مشارق الأرض ومغاربها، غير أنَّها لم تسقط ولم تنكسر رغم حجم التضحيات الهائل، وها هي تبدأ بالتعافي من جرحها وتعود من جديد عزيزة وأبية كما كانت على الدوام.
أما إيران، قائدة مشروع المقاومة في المنطقة، التي تعرّضت لأكبر حصار اقتصادي في التاريخ، ولحملات غير مسبوقة من التشويه والتكفير، فقد صمدت وعضّت على الجرح وقاومت، وما زالت تحافظ على إرث زعيمها ومفجّر ثورتها الإسلامية حتى يومنا هذا.
الخاتمة
أخيراً، يمكننا أن نقول، وفي ظل المتغيّرات الحاصلة في المنطقة والإقليم، وخصوصاً على صعيد المواجهة مع قوى الشر، وفي مقدمتهم الكيان الصهيوني المجرم، إن دعوة الإمام الخميني التي أطلقها في مرحلة الضعف وقلة النصير أثمرت أخيراً وحدةً وتضامناً وتضافراً للجهود في بقاع شتّى من عالمنا العربي والإسلامي، وتجاوزت ذلك إلى ساحات أخرى بعيدة، لم يكن أشد المتفائلين يتوقع انضمامها إلى هذا المحور الواسع الذي يعادي المستكبرين ويواجههم، وبات يشكّل عقبة كأداء في طريق استمرار هيمنتهم وعدوانهم وتوسّع مشاريعهم.
لقد كانت كلمات الإمام الخميني دعوة تحوّلت لاحقاً إلى فكرة، ومن ثم انتقلت بعد عمل كبير ومتواصل من مؤيديها ومناصريها إلى خيار. وقد بتنا الآن نلمس تأثيرات هذا الخيار على أرض الواقع، ليس من خلال الشعارات والصرخات والاحتفالات فحسب، بل أصبحت الصورة أوضح من ذلك، ويكاد يُبصرها القريب والبعيد. صارت صورة زاخرة بمشاهد العز والفخر والنصر والازدهار.