يمنُ الأنصار
صحيفة المسيرة اليمنية-
جبران سهيل:
إلى العام الثامن أوصل اليمنيون العدوان السعوديّ الأمريكي بإمْكَانياته المذهلة وفي تدشين العام الثامن من الصمود والاستبسال الضربات اليمنية أشد خطورة من سابق الأعوام جعلت جدة ونفط النظام السعوديّ يحترق يومين كاملين والعربية هي من تكفلت بتغطية هذا الأمر العظيم.
فما أغنت عنهم أمريكا وما كانوا منتصرين، فمعية الله دائماً وأبداً مع اليمنيين وبجانبهم، فَـإنَّهم على طريق الحق يدافعون عن وطنهم ودينهم وكرامتهم ومظلومية شعبهم؛ لذا أذن الله لهم بالانتصارات وجعل العالم يقف مذهولاً متعجباً فقد عملوا كُـلّ شيء لتحالف العدوان؛ مِن أجلِ كسب المعركة لكن دون جدوى أمام قوة الله وتأييده.
كان من سمات هذه الحرب العبثية على اليمن أنه لم نجد أحداً في صف هذا الشعب المظلوم عدا البعض ممن وقف معهم بالكلمة فقط.
اختلفت عن الحرب في سوريا وليبيا وحَـاليًّا أوكرانيا وروسيا، فلليمنيين رب يحميهم فهم أكثر من عرف الثقة بالله والتوكل على الله والإيمَان بيقين لا حدود له أن الأمر بيده وحده مهما كانت المؤامرة الكونية عليهم، وإمْكَانياتهم البسيطة فعلموا حقاً أن القوة الحقيقية هي بين يدي الله يمنحها لمن يشاء من عباده فما خافوا وما ضعفوا وما استكانوا وواجهوا ما يسمى القوى العظمى وأنظمة العمالة الخليجية والعربية أمراء وملوك النفط والدولار بكل شجاعة وعنفوان.
حين نقول اليمنيين فهم بالتأكيد من عذّبَ وأذل وَقَهَرَ اللهُ بهم الطغاة والمستكبرين وأدواتهم على مدى سبع سنوات مضت من العدوان، هم من هزموا تحالفاً عالمياً كما هزم الله جيش جالوت على يد طالوت وجنوده وهم من سيقتل الله بهم كُـلّ الطغاة والعملاء كما قتل داوود جالوت، هم من آمنوا بمحكم آيات الله في كتابه ووعوده لأوليائه، كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله، هم من كلما عظمت المصائب عليهم قالوا حسبنا الله وازدادوا إيمَانًا، هم من وقفوا مع قضية فلسطين بعدالتها بكل وضوح وهم يعيشون مظلومية أكبر منها ويتعرضون لعدوان وحصار جعل شعبهم يعاني أكثر من معاناة الشعب الفلسطيني، لكن ليس في قاموسهم التخاذل، شعب يحمل مبادئ ثابتة لم تتغير حتى في ظل زمن أقرب ما نسميه زمن الزيف والخداع والمصالح.
اليمن هو شعب فضح الله به كُـلّ الأقنعة المزيفة وكلّ العناوين الباطلة التي لطالما انخدعنا بها من المنادين بالحقوق والحريات والقيم والأخلاق والقوانين والأعراف الدولية والمنظمات والهيئات الدولية كمجلس الأمن ومنظمات الأمم المتحدة وغيرها وهو شعب هيّأ الله له قائدًا شجاعًا لا يخشى في الله لومة لائم، ها هو يقود معركة الكرامة والاستقلال بكل ثقة وإيمَان عجزت عن قهره كُـلّ دول النفاق والخيانة ومن يقف خلفهم من أعداء الأُمَّــة.