يبرود أم المعارك أدواتها “حصار وبركان وطائرات استطلاع”
عباس عبد الكريم –
موقع النشرة الإخباري:
“أحسم نصرك في يبرود”، شعارٌ اتخذه جمهور “حزب الله” ليطالب الحزب بحسم معركة يبرود، لما لها من انعكاسات ايجابية على أمن المناطق التي استهدفتها التفجيرات، بعدما ثبت ان يبرود هي “خزان” السيارات المفخخة التي أرسِلت الى لبنان.
اذًا لمعركة يبرود أهمية كبرى، على غرار معركة القصير التي كانت تشكل ممراً ومنطلقاً للمعارضة السورية لا سيما بين المناطق المتداخلة بين سوريا ولبنان. تم اقتحام القصير والقضاء على المسلحين فيها، ومنهم من هرب، لكن في هذه النقطة يوضح مصدر لـ”النشرة” أنّ معركة القصير تختلف عن معركة يبرود، فالأولى أرضها مسطحة وليست جبلية على غرار منطقة القلمون التي تضم يبرود، والتي تضم مغاور طبيعية يمكن للمسلحين التحصن داخلها، ويشير إلى أنّ بعد السيطرة على مزارع ريما والسحل وغيرها من المناطق المحيطة بيبرود، أصبحت المعركة أقرب إليها، بانتظار السيطرة على بلدة فليطة القريبة من الحدود اللبنانية، ليكون بذلك اكتمل الطوق على البلدة.
ويشير المصدر إلى أنّ “حزب الله والجيش السوري لن يعمدا إلى اقتحام يبرود، كما تم في القصير، ولعدة أسباب منها التقليص من الخسائر البشرية التي كانت كبيرة نوعاً ما في القصير، وثانياً لوجود عدد كبير من المسلحين المتحصّنين في منطقة جغرافية وعرة وصعبة”، ويلفت إلى أنّ المسلحين بموقع دفاع لا هجوم، ولهذا السبب سيكون هناك شراسة من قبلهم في القتال، ويؤكد أنّ الاستراتيجية المعتمَدة ستكون محاصرة البلدة من جميع الجهات لإضعاف المعارضة المسلّحة وقطع امدادات السلاح عنها ومنعها من الخروج او الدخول اليها الا من خلال اتفاق مع الحكومة السورية على غرار الاتفاقات التي حصلت في بعض مناطق دمشق وريفها، والاعتماد على عناصر القوات الخاصة لتنفيذ مهمات محددة في قلب مواقع الجماعات المسلحة. وفيما يؤكد المصدر أنه “سيتم الاعتماد على القصف الصاروخي والمدفعي باستخدام صواريخ بركان وغيرها من الصواريخ المتطورة والموجهة لاضعاف قدرات المعارضة”، ويكشف انه “يتم استعمال طائرات بدون طيار تابعة لحزب الله لمراقبة مساحات العمليّات العسكرية ومتابعة مجرياتها”، ويؤكد ان “المعركة لن تكون قصيرة كما يروج، لانها تتطلب جهوداً كبيرة، وخططاً دقيقة، بسبب طبيعة البلدة الجغرافية والتحصينات الكبيرة التي بنتها الجماعات المعارضة”.
ويرى المصدر أنّ “يبرود ستكون أم المعارك، من ناحية الشراسة في القتال، والاسلحة المستخدمة”، وتربط أي نتائج ايجابية في سير المعركة لصالح الجيش السوري النظامي على الرغم من صعوبتها بالحد من دخول السيارات المفخخة الى لبنان، وباستعمال الحكومة السورية لأي تقدم ميداني في يبرود كورقة أساسية في أي مفاوضات سياسية.
اذاً ستشكل معركة يبرود منعطفاً جديداً في الازمة السورية، وستنعكس نتائجها بشكل كبير على مسار الاحداث العسكرية الدائرة في المحافظات السورية، ولكن هل سيخرج حزب الله من سوريا بعد انتهاء المعركة وتأمين الشريط الحدودي مع لبنان؟