وِحدةُ الرُّوسيين السَّاطعة وروسيا الأُم بيَوم وِحدَة الدَّولة
موقع إنباء الإخباري ـ
يَلينا نِيدوغينا*:
يَحتفل شعب الروسيا بمختلف قومياته وشعوبه وإثنياته في12 حزيران الجاري بـ”يوم روسيا”. ويوم روسيا هو يوم جامع ومُوِّحدٌ لجميع الروسيين في الوطن – الأُم والمهاجر وأصقاع الشتات، وتعبير عن وحدة الامة الروسية العظيمة التي أنتجت العُظماء في فتوحات العلوم والاكتشافات المُكرّسة لخدمة كل البشرية وتعزيز فكرة وِحدتها الانسانية وعقيدة الآنسنة.
في المراجع التاريخية، نقرأ أن تاريخ هذا العيد – الذي هو من أهم الأعياد الرسمية الحديثة في الروسيا – يعود إلى الثاني عشر من حزيران للعام1990، حين أصدر المؤتمر الأول لنواب الشعب في جمهورية روسيا الاتحادية الاشتراكية السوفييتية مرسوماً بإعلان سيادة دولة روسيا. وفي عام 1994 وقّع الرئيس الأسبق بوريس يلتسين مرسوماً بإعلان يوم12 حزيران من كل عام عيداً للدولة، وأطلق عليه حينها “يوم استقلال روسيا”، حيث تم تبنّي إعلان سيادة روسيا بالتزامن مع إعلان جمهوريات الاتحاد السوفييتي السابق لإستقلالها. وتُشير المصادر الروسية، الى ان هذه التسمية “أثارت جدلاً كبيراً وتساؤلات كثيرة في مختلف أوساط المجتمع الروسي، وفي عام 1998 وضع يلتسين حداً لذلك الجدل باقتراح إعادة تسمية هذا العيد بيوم روسيا، لتتم وبشكل رسمي إعادة تسمية هذه المناسبة في عام 2002.
يوم روسيا هو يوم توحيدي وجَمعي لجميع الروسيين مِن حَملة شتى العقائد، وهو كذلك لكل المؤمنين بمختلف المنابر الفكرية والمَشارب الأيديولوجية، عدا تلك المُضادّة للعقل والعقلنة وسوية التفكير. وفي جوهر العيد الوطني هدف سامٍ هو التطلّع الذي لا تلين له قناة لجَمع أبناء روسيا من كل المنابت والاصول وتآلفهم وتناغمهم الوطني والأنسني في بوتقة واحدة أحد، تصهرهم في نجيع التاريخ الواحدة وفرن الأهداف المستقيمة المُطابِقة للإستقامة التاريخية لشارع غوركي في موسكو و نيفسكي بروسبكت في لينينغراد – سانت بطرسبورغ.
وتحتفل روسيا الواحدة والموَّحدة خلف الرئيس فلاديمير بوتين، بعيدها الوطني الجامِعِ والشامل لكل أبنائها البرّرة في الداخل الروسي والشتات الإجباري، في ظروف دولية جِد معقدة، وفي صيرورات داخلية بنّاءة وبنائية لا مَثيل لعُنفوانها وأوجهها في تاريخ الامة المجيدة، بهدف إعادة إنهاض أُنفتها الوطنية لتصل مشارف الأكوان، وتعزيز مكانتها الدولية لتملأ فضاءات التبّانة، ورفع قدراتها الاقتصادية والزراعية والعسكرية شسساعة المكانية، واستكمال منظوماتها الحضارية، بحيث أضحت روسيا بوتين بكل ذلك وغيره مِثالاً ساطعاً يُحتذى به في البشرية، وغدت صفحتها مضاءة بنورٍ ونارٍ في سِفرِ الخلود الأبدي، وأفضت الى ان تسابُق الشعوب بعضها بعضاً لتنجز عِقد صداقتها مع موسكو، وأملها الواثق بروسيا لتشييد غدٍ عادل ومعطاء، لا تغوّل فيه من طبقة على اخرى، وأمة على أمة، وشعب على شعب آخر.
في يوم روسيا المجيدة، وطني – الأعز، الذي بألفِ وبأئِهِ كنت، وبدونه لا أكون، يَكتسب العيد لجميعنا حُلّة قشيبة، ويجوب حول العالم مدوّياً، ويكتسب صدىً لم يَسبق لقوته قوّة، ويتجدّد العهد والوعد والولاء لروسيا – الأُم بمزيد من خدمتها، التي هي بالضرورة والأنسنة عملاً شريفاً لخدمة أهداف البشرية في سلام العالم وتقدّمه الحضرني والأنسني وتلاقيه عى كلمة سواء.
في يوميات روسيا، إنقاذها سوريا الدولة والشعب والأطفال والرُضّع والمدارس والمستشفيات والمستقبل السوري، وعلاج قروح دولة عمل الارهاب تنكيلاً بها وتجريحاً وقهراً بأمالها. ففي هذه العَملانية الانقاذية التاريخية التي تنجزها روسيا على الارض العربية، نرى تواصلاً مبدئياً مع عملانيتها التاريخية على الارض العربية منذ مئات السنين، إنقاذاً للصورة الناصعة للعلاقات الروسية – العربية ذات العُروة الوثقى، وإنقاذاً للإسلام الواحد والصحيح وكلمة الله في الارض، وإنقاذاً للعروبة المجيدة، واللغة العربية والثقافة العربية وحضارة الامة العربية التي تآخت مع الحضارة الروسية، إذ تقف الامة العربية والعالم بأجمعه اليوم على مُفترق تاريخي: الموت وسيادة الوحشية أو الانبعاث والنهوض والنهضة الشاملة، التي لا يمكن نيلها ولا إنجازها بغير المساهمات الروسية في مختلف الحقول والمناحي. وفي مقدّمة تلك المساهمات، قَصم روسيا ظهر الارهاب الدولي، الذي لا يَستهدف الانسان العربي والروسي فقط، بل والعالم برّمته، حتى أن استهدافات الارهاب الفالت من عِقاله، يَنسحب على تلك الحكومات التي تربّى في كنفها، وموّلته، وشدّت من عزائمه، ليقوى عوده خلال عشرات السنين، ليغدو جيشها العالمي وقواتها تدخلها السريع، لإعادة العالم الى عصور الجهل وأزمان التخلف وعقود وقرون التوحّش.
تحية للرئيس الشجاع والمِقدام بوتين وشعب الروسيا في عيدهم الوطني، عيد أحرار واستقلاليي العالم، وتحية تقدير للامة العربية وقواها الشريفة الواثقة فعلاً لا قولاً بروسيا الصديقة، وتحية لكل مَن يعمل في سبيل التحالف الاستراتيجي والواعي والثابت مع روسيا من أجل غدٍ أفضل ومضيء للبشرية جمعاء ووحدة المصير الانساني.
*كَاتِبَة ونَائب رَئِيس رَاَبِطَة الَقَلَمِيِّين الاَلِكْتْروُنِيّةِ مُحِبِّيِ بُوُتِيِن وَرُوسيِّهَ فِيِ الأُردُن وًالعَالَم العَرَبِيِ