وهابيّو إدلب يتّهمونَ جبهةَ النصرة بعمليّاتِ نَهْب
تشهدُ مدينةُ سلقين في ريفِ محافظةِ إدلب شمال سوريا، توتّراً أمنيّاً بعد اقتحامِ مجموعةٍ تابعةٍ لهيئةِ تحريرِ الشّام صيدليةً في قلبِ المدينةِ ليقومُ عناصرُ المجموعةِ بسرقةِ كلّ ما بداخلِها من أدويةٍ ومُستلزماتٍ طبّية، كما نهبت محلاتٍ عدّة مُجاورة، بلغت 18 محلّاً ومخزناً.
يُذكرُ أنَّ صيدليّةَ شام خيريّةٌ وغير ربحيّةٍ، وتقدّمُ الخدماتِ للمدنيّينَ في المنطقةِ منذُ عام 2014.
لكنَّ جماعاتِ تنظيمِ القاعدة تُمارسُ نهبَ المدنيّينَ بزعمِ أنّهم زنادِقةٌ وشاذّون عن ملّةِ الإسلام، إذ لمْ يكن أصحابُ المحلّاتِ من العناصرِ التابعة لجبهة النصرةِ بشكلٍ مباشر.
وهذه الحادثةُ تحدثُ بشكلٍ مماثل عند فصيل الزنكيّ الذي اتّهمَ النصرة بنهبِ العديدِ من مخازنِ المؤسّساتِ التابعةِ لمدنيّينَ بداعي فتوى “التحطيب”، أيّ جواز نهبِ المدنيّينَ إنْ لمْ يكونوا من عناصرِ المجاهدينَ بحسبِ وصفِهم.
هذا الفهمُ الدينيُّ الشّاذ ليس محصوراً بالنصرةِ وبفتاوى “أبو محمد المقدسي” وغيره؛ بل هي حالةٌ عامّةٌ يُمارسها كلُّ فصيلٍ وهابيٍّ في الثورةِ السوريّة سابقاً.
وفي رصدٍ للمعلوماتِ حولَ أحداثِ الريفِ الإدلبيّ، تبيّنَ أنَّ أهالي سلقين وبابيلا وكفرلوسين، يخرجون يوميّاً بمظاهراتٍ ضدَّ هيئة تحريرِ الشّام مُطالبينَ “الجيشَ الحرّ” بوقفِ انتهاكاتِ “المجموعاتِ المتطرّفة” بحسبِ ما وصفوها.
وبحسبِ ما ذكرَ ناشطونَ على مواقعِ التواصلِ الاجتماعيّ فإنَّ جميعَ أهالي هذهِ القُرى قد اكتشفوا متأخّرينَ أنَّ الهيئةَ ومجموعاتٍ أُخرى تابعةً لتنظيمِ القاعدةِ، “جماعةٌ منافقون وكاذبون واستغلّوا الدينَ للسيطرةِ على البلداتِ في ريفِ المحافظةِ لمصادرةِ أموالِها والتلاعبِ بعقولِ الناسِ من منطلقٍ دينيّ”.
وشاركَ ناشطونَ مقاطعَ مُصوّرة تُظهرُ عدداً من عناصرِ الهيئةِ يَجولونَ في شوارعِ سلقين وهم يرفعونَ علمَ القاعدةِ بعد أنْ كانَ علم الجيشِ الحرّ يزيّنُ ساحتها” بحسبِ قولِهم، داعينَ لمحاربتِهم وطردِهم من المدينة.