وقفات تضامنية مع فلسطين في أكثر من منطقة لبنانية
في إطار التحركات التي تشهدها مدينة صيدا نصرة لفلسطين والقدس والاهالي في قطاع غزة، حرق العلمين الاسرائيلي والاميركي عند تقاطع إشارة إيليا من قبل عدد من الشبان، وسط هتافات تندد “بالاعتداءات الصهيونية الاسرائيلية واستهداف المدنيين العزل في قطاع غزة”.
هذا ونظمت الجماعة الإسلامية في لبنان، ظهر الأحد، وقفة تضامنية مع الشعب الفلسطيني، في مسجد الرحمن داخل الجزء المحرر من قرية العباسية في قضاء حاصبيا، شارك فيها عدد كبير من الفاعليات من المناطق اللبنانية كافة، تقدمهم العلماء ورجال الدين، رافعين الاعلام اللبنانية والفلسطينية، مرددين الهتافات الداعية الى “نصرة الشعب الفلسطيني والتصدي لجيش الاحتلال الإسرائيلي وفكره التدميري”، وذلك وسط إجراءات أمنية مشددة، فرضها الجيش وقوات “اليونيفيل” في المنطقة.
كما لبى الآلاف من أهالي بيروت والشعب الفلسطيني دعوة جمعية المشاريع الخيرية الإسلامية للتضامن مع القدس والأقصى وفلسطين، في مهرجان كبير أقيم أمام مسجد برج أبي حيدر والشوارع المحيطة به، في حضور ممثل سفارة فلسطين في لبنان وعدد من ممثلي الأحزاب اللبنانية والفصائل الفلسطينية.
وفي السياق، قال النائب عدنان طرابلسي “نشهد اليوم فصلاً جديداً من فصول التآمر، وفصلاً جديداً من البطولة والصمود والتصدي، في ظل صمت مستهجن، ولكن الشرفاء لا تزيدهم المحن إلا صبرا وشعب فلسطين اليوم أكثر شموخا وصلابة”.
ولفت الى أن “الصهاينة اليوم في مأزق كبير وتل أبيب لا تريد السلام، إنما هم يريدون سلامهم واستقرار مجتمعهم وكيانهم ومستوطناتهم، ونحن نحذر من أي اتفاق يضرب القضية الفلسطينية ويتنازل عن القدس ويبيع فلسطين”.
وقال طرابلسي “أيها القائمون على شؤون الأمة، مدوا يد العون إلى شعب فلسطين، كونوا عونا للضعفاء والمظلومين ولا تخذلوا فلسطين وشعوبكم، وقد آن الأوان لفعل أي شيء يوقف العدوان، وأنتم قادرون على ذلك، وما تكالب هذا العدو الصهيوني علينا إلا بانقسامنا وتفرقنا فكفانا شرذمة وضعفا”.
من جهته، قال نائب رئيس جمعية المشاريع الخيرية الإسلامية الشيخ عبد الرحمن عماش “فلسطين أرض مباركة ضمت جسد نبي الله إبراهيم وشهدت ولادة السيد المسيح، ووطأتها قدما سيد الخلق سيدنا محمد بن عبد الله، الأقصى أقصانا، والقدس قدسنا، وفلسطين فلسطيننا، من أقصى شمالها إلى أقصى جنوبها ومن شرقها إلى غربها من البحر إلى النهر، كلها فلسطينية عربية وكلها لنا”.
وأضاف “أنتم أيها الصهاينة حرفتم شريعة سيدنا موسى، كذبتم سيدنا عيسى وأردتم قتله فحفظه الله، أنتم أهل المكر والخديعة، ولكن الله ينصر عباده الصالحين على مكركم وخداعكم”.
وتابع “يا شعب فلسطين الأبي، أعداؤكم أعداؤنا أعداء العدل. كلما اشتدت المحن والمصائب استبشروا بأن الفرج قريب. أثبتوا كما ثبت الأنبياء في وجه الطغاة، وأكملوا المسيرة، فالحق عند الله لا يضيع، والأجر عنده لا يضيع، فأخلصوا النوايا لرب العالمين، وتضرعوا إليه، وخذوا بالأسباب، تمسكوا بالدين ودافعوا عن بيوتكم وأعراضكم، لن نتخلى عن شبر من أرض فلسطين الحبيبة. لن نتخلى عن القدس الشريف وعن المسجد الأقصى”.
وتوجه إلى المجتمع الدولي، متسائلاً “أين حقوق الإنسان والمواثيق الدولية؟ أين قرارات الأمم المتحدة وأين الدفاع عن العدالة؟. لا تسكتوا عن الظلم. اتحدوا صفا واحدا في الدفاع عن الشعب الفلسطيني المظلوم، في الدفاع عن أطفال فلسطين ونسائها وجميع المظلومين. أين المجتمع الدولي وحقوق الإنسان؟”. وقال “فلسطين توحدنا وتجمعنا، فلسطين قضية الأمة والأحرار، أرض المقدسات أرض المسجد الأقصى”.
من جهة ثانية، نظمت لجنة أصدقاء عميد الأسرى في السجون الإسرائلية يحيى سكاف، لقاء تضامنيا حاشدا مع الشعب الفلسطيني ومقاومته، أمام النصب التذكاري للأسير سكاف عند مدخل مدينة المنية، في حضور ممثل قطاع الشمال في حزب الله أبو علي مصطفى، مسؤول “المؤتمر الشعبي اللبناني” في الشمال عبد الناصر المصري، وممثلي الأحزاب والقوى الوطنية والاسلامية اللبنانية والفصائل الفلسطينية ورجال دين ومخاتير من المنية.
وتوجه شقيق الأسير يحيى سكاف جمال سكاف ، متوجهاً باسم أبناء المنية والشمال بـ “التحية الى الشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة الذين يقفون بمواجهة العدو ويقدمون أرواحهم دفاعا عن عزة وكرامة الأمة وعن المقدسات الاسلامية والمسيحية”، مناشداً “الشعوب العربية والاسلامية “ازالة السفارات الصهيونية الموجودة في بعض البلدان العربية، ووضع رايات فلسطين مكانها، لأن وجودهم يشكل إساءة للدماء التي تسيل على أرض فلسطين”.
كلمة “الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين” ألقاها مسؤولها السياسي في لبنان سمير لوباني، قائلاً “إن ما يجري اليوم على أرض فلسطين من مقاومة بطولية تتحدى الاحتلال وتقصف عمق كيانه الغاصب هو مقدمة لتحريرها من البحر الى النهر، وهو استكمال للطريق التي بدأها المناضل يحيى سكاف ورفاقه منذ 43 عاما”، واعتبر أن “الشعب الفلسطيني يثبت اليوم أنه سيبقى يناضل ويقاوم لو سقط منه يوميا مئات الشهداء، لأن الانتصار والتحرير يتطلب التضحيات”.
بدوره، أكد رئيس “المركز الوطني في الشمال” كمال الخير أن “خيار المقاومة هو الخيار الوحيد لدحر الاحتلال عن التراب الفلسطيني كافة”، ورأى أن “المطلوب اليوم من كافة الاحرار هو دعم المقاومة التي تقدم التضحيات”.
وتوجه بـ “التحية من مدينة عميد الأسرى يحيى سكاف الى الجمهورية الايرانية والقيادة السورية الداعمين الأساسيين لرجال المقاومة في فلسطين ولبنان، والتحية الى شهداء وجرحى الشعب الفلسطيني الأبي الذي حطم بفضل نضاله حلم التطبيع العربي مع كيان العدو”.
من جهته، رأى مسؤول حركة “فتح” في الشمال محمد فياض، أن “الشعب الفلسطيني سينتصر على العدو لأنه شعب مناضل اختار المواجهة بكافة الوسائل، حتى تحقيق اهدافه بتحرير الأراضي والمقدسات والأسرى، وسينال النصر بفضل الدماء الذكية لآلاف الشهداء، وأكد أن الانتفاضة التي تجري على أرض فلسطين لن تتوقف حتى زوال الاحتلال”.
والقى القيادي في حركة “الجهاد الإسلامي” بسام موعد كلمة المقاومة الفلسطينية شاكراً “الشعب اللبناني على تضامنه مع الشعب الفلسطيني ومقاومته حيث يثبت دائما الشعب اللبناني الشقيق بأن القضية الفلسطينية هي في صلب اولوياته ولم يبخل عن تقديم التضحيات الجسام، لا سيما ونحن نقف أمام النصب التذكاري لعميد الأسرى العرب ابن مدينة المنية يحيى سكاف الذي يعتز الشعب الفلسطيني بنضاله، واعتبر أن المقاومة ستنتصر وسيسقط مشروع التطبيع في المنطقة الى غير رجعة”.
ولبت مدينة طرابلس وجوارها ايضاً الدعوة الموجهة من حزب “طليعة لبنان العربي الاشتراكي” وحركة “التحرير الوطني الفلسطيني – فتح”، الى “لقاء الوفاء لفلسطين وانتصارا لصمود القدس ومقاومة غزة البطلة المترافقة مع الذكرى الثالثة والسبعين للنكبة، التي حولتها المقاومة اليوم الى نكبة للاحتلال الصهيوني، بفعل الصمود البطولي للشعب الفلسطيني وفصائله”.
وفي كلمة له، حيا مسؤول حركة “فتح” في الشمال أبو جهاد فياض “الشعب الفلسطيني الموحد اليوم بالمقاومة وبالمسيرات الغاضبة في الضفة الغربية وأراضي ال 48 والتضامن من الشتات الفلسطيني والشعوب العربية والاسلامية التي تقول للحكام العرب والمتخاذلين والمطبعين ان اخجلوا من دماء الشهداء والاطفال الذين يستشهدون بالاجرام الصهيوني في قطاع غزة أمام أعينكم”.
من جهته، رحب رئيس بلدية طرابلس رياض يمق، مرحبا بالحضور في “طرابلس الابية التي ما توانت يوما عن الوقوف الى جانب قضايا الامتين العربية والاسلامية”، قائلاً “الموقف عظيم والحدث جلل، فآلة القتل والتدمير الاسرائيلية تعيث فسادا في الأقصى والقدس الشريف وغزة العزة، والعالم لن يحرك ساكنا لا بل العرب والمسلمين يهرولون نحو التطبيع، إنها أيام عجاف على العالم بأجمعه، وأيام عز وفخر على الفلسطينيين الذين يقاومون المخرز بالعين”.
وتابع “إننا في طرابلس وبلديتها كما عهدتمونا دائما، نعتبر قضية فلسطين القضية المركزية الام ولم نضيع البوصلة يوما في مساندة الشعب الفلسطيني والمقدسات الفلسطينية التي هي مهبط الديانات السماوية ومسجدها الأقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين، ولها صفة عظيمة بالنسبة الى موقعها الجغرافي، فلسطين بلد الأحرار الذين يواجهون الكيان الصهيوني الغاصب حتى يومنا هذا للدفاع عن أراضيهم بكل شجاعة أمام الإنتهاكات الصهيونية بحق الفلسطينيين، قناعتنا التي لن نحيد عنها تقول فلسطين عربية والقدس لنا، وقلوبنا تنبض وتهفو أقصى وقدس وغزة”.
وأضاف يمق “في ظل هذه الهجمة الصهيونية الشرسة، علينا جميعا كشعب عربي واسلامي التكاتف في صف واحد وكلمة واحدة لنصرة اهلنا واخوتنا في بيت المقدس وغزة وكل فلسطين المحتلة والعمل على مساندتهم في الدعم اللوجستي، إضافة للدعم المادي والمعنوي”.
اما كلمة الختام، فكانت لرئيس حزب طليعة لبنان العربي الاشتراكي حسن بيان قال فيها “إن المقاومة وجدت لتبقى وتنتصر والمراهنة على الجيوش العربية والانظمة لن يجدي نفعا وقد قال الاستاذ ميشال عفلق يوما ان فلسطين لن تحررها الحكومات، وانما الكفاح الشعبي المسلح، وان ما أخذ بالقوة لا يسترد بغير القوة كما قال الرئيس عبدالناصر”.