وقف الإتفاق النووي رهان إنتخابي في إسرائيل
وكالة أنباء آسيا:
فيما يعكس تداولاً داخل الأوساط الامنية الصهيونية بالعودة لاعتماد أساليب العمليات السرية ضد البرنامج النووي والعودة لسياسات التخريب والتفجير والاغتيالات، قال رئيس الموساد السابق يوسي كوهين: “إن إسرائيل نفذت عمليات لا حصر لها ضد البرنامج النووي الإيراني خلال قيادته لوكالة التجسس، وستواصل فعل كل ما يلزم فعله لمنع إيران من حيازة أسلحة نووية إذا تم التوقيع على اتفاق”، في الوقت الذي دعت فيه لجنة الاستخبارات بمجلس الشيوخ الأميركي رئيس الموساد الحالي ديفيد برنياع إلى الولايات المتحدة لحضور اجتماعها الأسبوع الجاري ولبحث الاتفاق النووي الإيراني.
وتشن إسرائيل حملة مكثفة لثني الدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة عن إعادة إحياء اتفاق 2015 حول البرنامج النووي الإيراني، في وقت بلغت المفاوضات بين طهران والقوى الكبرى مرحلة متقدمة.
ووزعت الدولة العبرية، جهودها على عدة جبهات، من زيارات لمسؤوليها إلى واشنطن، ومباحثات مع قادة دول غربية، وتصريحات للصحافة الأجنبية.
وأصبح إسقاط الاتفاق النووي قضية انتخابية رئيسية في الانتخابات العامة الإسرائيلية المقبلة، التي ستجري في نوفمبر/تشرين الثاني أيضا، حيث يطمح بنيامين نتنياهو للعودة إلى رئاسة الحكومة من بوابة اتهام رئيس الوزراء الحالي يائير لبيد بالتخاذل، وإضاعة الوقت، والفشل في التصدي للاتفاق.
من ناحيته فإن لبيد يريد أن يثبت للإسرائيليين أنه هو «البطل» الذي سيسقط الاتفاق، وهو الأمر الذي عجز عن تحقيقه نتنياهو، الذي فشل في منع الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما من التوقيع عليه عام 2015.
يقول يائير لبيد إن حكومته «تقود حملة مكثفة تهدف إلى منع توقيع اتفاق خطير بين إيران والقوى العالمية، من دون تعريض العلاقات مع الولايات المتحدة لأزمة».
تصريحات لبيد الأخيرة منذ لقائه مع ديفيد بارنيه في الأسبوع الماضي، تشير إلى تحول كبير ومفاجئ في دبلوماسية تل أبيب تجاه واشنطن، بالانتقال من دبلوماسية الضغط بهدف «تقليل الأضرار المحتملة نتيجة لإحياء الاتفاق النووي»، إلى دبلوماسية الضغط بهدف «منع توقيع الاتفاق».
على عكس نتنياهو الذي فشل في منع توقيع الاتفاق الأصلي عام 2015. ومع زيادة حدة المنافسة والمزايدات الانتخابية، فإن قياسات الرأي العام حتى الآن لا تظهر أن كتلة سياسية واحدة ستتمكن من الحصول على أغلبية واضحة، كافية لتشكيل حكومة مستقرة.
لكن حزب الليكود من المرجح أن يفوز بأكبر عدد من المقاعد في انتخابات الكنيست المقبلة، وهو ما قد يزيد من احتمالات التطرف السياسي اليميني في تل أبيب، الذي يميل إلى خيار الحرب ضد إيران.