ودَّفت أمريكا …
صحيفة المسيرة اليمنية-
يحيى صالح الحَمامي:
ودّفت أمريكا.. كلمة مختصرة كانت تتردّد على لسان المجاهدين الأنصار الكلمة التي لم تكن بالحسبان رغم قلة العدد وشحة المال ومحدودية الإمْكَانية الأَسَاسية العسكرية وهي الأَسَاس للمواجهة أَو بما يملكه المجاهدون لقد تسحلوا الإيمَـان الذي هو أقوى من القدرات العسكرية فالإيمَـان بالله والتحَرّك في سبيلة أدى بالمجاهد اليمني إلى النصر والثقة بالغلبة والعاقبة لله في الأمر كله.
ودفت أمريكا الكلمة التي أتت من مصدر القوة الإيمَـانية والثقة المطلقة بالله وبما كان يحمله المجاهد اليمني في طياته من إيمَـان ثابت من العقيدة الإيمَـانية الراسخة والتصديق بوعد الله للمؤمنين والتمكين منه بالنصر المبين فهذا كان دافع القوة لمواقف الأنصار في اليمن، فسلام ربي على أحرار اليمن.
ودفت أمريكا كلمة تردّدت على مسامعنا منذُ وقت طويل وقبل ما يقارب عشرين عاماً ومنذُ الحروب الأولى وهي تتردّد على مسامعنا.
ودفت أمريكا كلمة انطلقت بالثقة الإيمَـانية للمجاهدين الذين حملوا نهج الجهاد بالمسيرة القرآنية، لقد أثمرت في هذه الأيّام وبما نلاحظه من متغيرات سياسية في الشرق الأوسط وما يدور في فلك الاستكبار العالمي أمريكا وحلفائها وعملائها من أحداث وانهيارات سياسية وعسكرية بعدد تنازلي وفشل متواصل منذُ العدوان على اليمن.
ودفت أمريكا في العدوان على اليمن التي نفذته عبر عملائها من العرب على رأس العمالة المملكة السعوديّة والإمارات ففشلت في التقدم وفشلت في الدفاع عن أراضيها ومنشآتها التي تنتشر حولها دفاعاتها الجوية الأمريكية الحديثة والتي أصبحت في عجز تام عن الحماية وأصبحت عالة على النظامين الإماراتي والسعوديّ ولا تجدي نفعاً فوجودها وعدمها متساوٍ بقوة الله سبحانه وتعالى.
ودفت أمريكا أثبت حالها بالماضي من الممالك في الواقع الملموس وعاقبة أمرها الاستكباري بالفشل في اليمن، وتفسر فشل قوة وعظمة أمريكا أحداث من سبق من الأولين في الأرض وأثبت عظمة الملوك والإمبراطوريات آيات من القرآن الكريم قال تعالى (الم، غُلِبَتِ الرُّومُ، فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُم مِّن بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ، فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الْأَمْرُ مِن قَبْلُ وَمِن بَعْدُ) صدق الله العظيم.
ودفت أمريكا كلمة تكتب بماء الذهب والتي تجلت في اليمن بالنصر المبين والتمكين من الله وبما قد هيأ لنا الله من عاقبة أمرنا بالنصر فهو صاحب الأمر كله, ولقد تلقت أمريكا من بأس الله من الهزائم المتوالية والتي تحطم كبريائها وتكشف حقائقها وما كانت تحيق باليمن من المكر السيء والشر الدائم لنا وللبشرية بكاملها من القمع والاضطهاد والبسط والاحتلال للشعوب ونهب ثرواتها وهذا ما عرفت به أمريكا وما هي عليه وما قامت به في فلسطين من تمليك العدو الإسرائيلي لأرض عربية إلا خير دليل على استكبارها، أي قانون دولي يسمح باحتلال الشعوب وتمليك المحتلّ.
ودفت أمريكا وتكشفت حقائقها أمام العالم وما كانت عليه من وحشية في أوكرانيا بتفعيل المعامل البيولوجية لصناعة الفيروسات لتدمير الدين المحمدي الذي أتى بالرحمة للإنسان المسلم وخير دليل فيروس كورونا لترهيب البشرية في هذه الأرض، ولقد تم إغلاق مكة المكرمة في وجه ضيوف الرحمن بحجّـة انتشار الفيروس القاتل خدمة لسياستها الوحشية والاستكبارية، كم راح من الضحايا وكم تضررت من الشعوب بانهيار الاقتصاد العالمي وكم تأثرت السياحية والصناعة والاقتصاد وعلى رأسها الصين وهذا ما بينت أمريكا حقيقتها المظلمة في أحداث الحرب الروسية مع أوكرانيا.
ودفت أمريكا في اليمن لقد خسرت الكثير والكثير من قدراتها وخبراتها وإمْكَانيتها، إذَ لم تستطعْ أن تحميَ حلفاءها في الشرق الأوسط بسلاحها الباهض الثمن الذي سيتحول بقوة الله إلى نفايات تتحدث عنها الأجيال.
ودفت أمريكا وتقهقرت وتدهورت في القرار السياسي والمالي والعسكري ومكانة القوة بالتسلط على الشعوب وما كانت عليه من فرض عملتها في التجارة العالمية، لقد وقعت في فخ الروبل الروسي والنظام الروسي الحر الذي عرى وكشف الستار الأمريكي.
ودفت أمريكا بالسياسة الاستكبارية على الشعوب المستضعفة لقد عاثت وقتلت ونهبت الأرض والإنسان، قال تعالى (وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ).