واشنطن تعرّض أوروبا والعالم للخطر
صحيفة البعث السورية-
عناية ناصر:
قال وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن في مؤتمر صحفي في بولندا بعد زيارة لوزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكين إلى كييف إن الولايات المتحدة تريد رؤية روسيا ضعيفة. وبهذا الاعتراف توقفت واشنطن عن التظاهر، وكشفت أخيراً عن هدفها الحقيقي من إثارة الصراع الروسي الأوكراني والمتمثل في إضعاف روسيا، وهو الأمر الذي يدركه المجتمع الدولي على نطاق واسع.
لقد سئمت موسكو من محاولات واشنطن المزيفة، وتجسّد ذلك في اجتماع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع كبار المسؤولين في مكتب المدعي العام، الذي اتهم الولايات المتحدة وحلفاءها بالسعي إلى تقسيم المجتمع الروسي وتدمير روسيا من الداخل.
وفي هذا الشأن، ذكر مقال في صحيفة “نيويورك تايمز” أن جوهر الصراع بين روسيا وأوكرانيا قد تغيّر، وتحوّل من معركة للسيطرة على أوكرانيا إلى معركة تضع واشنطن بشكل مباشر في مواجهة موسكو.
إن خطاب رؤية روسيا ضعيفة من قبل البنتاغون يشير بوضوح إلى أن الولايات المتحدة كانت تحاول استنزاف القوات العسكرية الروسية. وكما قال لو شيانغ، الباحث في الأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية: “قد تخطّط واشنطن لتقديم المزيد من الأسلحة الهجومية لأوكرانيا لتجهيز القدرات الهجومية للجيش الأوكراني ضد روسيا، فالولايات المتحدة لا تريد أن ترى أي إمكانية أو مجال للتفاوض”. وعلى الرغم من أن لافروف أشار إلى أن محادثات السلام مع أوكرانيا ستستمر، إلا أن اتصالاتهما أصبحت دون أي أهمية.
لا يمكن أن تفعل الاستفزازات الأمريكية العمياء تجاه روسيا سوى أن تزيد الوضع سوءاً، مما يؤدي إلى حالة من عدم اليقين بين روسيا وأوكرانيا. ورداً على ذلك، حذّر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الغرب من عدم التقليل من المخاطر المتزايدة للصراع النووي، وأرسل تحذيراً من خطر حقيقي لاندلاع حرب عالمية ثالثة، مضيفاً بالقول إن الناتو متورّط بشكل كبير في حرب بالوكالة مع موسكو من خلال تزويد كييف بالأسلحة. وفي حال استمر الناتو بقيادة الولايات المتحدة بتزويد أوكرانيا بتدفق مستمر من الأسلحة الهجومية وحتى المدمرة، واستمر في استفزازاته اللفظية ضد روسيا، فلن تقف موسكو مكتوفة الأيدي، الأمر الذي سيدفعها إلى البحث عن طريقة تصعيدية للتعامل مع أزمة أوكرانيا، وهذا من شأنه أن يثير تداعيات خطيرة.
إن ممارسات الولايات المتحدة تجاه روسيا تُنذر بشكل متزايد بخطر تحويل أوروبا إلى ساحة معركة، ما سيكون بمثابة كارثة كبيرة للدول الأوروبية والعالم. لقد كان الغرض الرئيسي من رحلة بلينكين وأوستن هو إطالة أمد الصراع العسكري بين روسيا وأوكرانيا، ومحاولة إضعاف روسيا، فأوكرانيا في نظر الولايات المتحدة ما هي إلا مجرد بيدق وأداة لتحقيق نواياها. كما أن إراقة دماء الأوكرانيين مجرد أداة لخدمة هدف واشنطن في ردع روسيا. ووفقاً لبعض المسؤولين هناك أعضاء من داخل الناتو يريدون استمرار الحرب ولا يهتمون كثيراً بالوضع في أوكرانيا.