واشنطن تسعى لتدريب قوات عراقية خاصة في الأردن
الحكومة الأميركية تجري مناقشات مع العراق بشأن تدريب قواته الخاصة للقوات العراقية الخاصة في الأردن لتمكنيها من دخر تنظيم القاعدة في الحدود الغربية للبلاد.
تدرس حكومة الرئيس الأميركي باراك أوباما تقديم تدريب جديد لقوات عراقية خاصة في الأردن في إطار سعي المسؤولين الأميركيين لمساعدة حكومة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي على دحر حملة لتنظيم القاعدة بالقرب من الحدود الغربية للبلاد.
وفي وقت سابق من هذا الأسبوع قال مسؤولون أميركون ان الولايات المتحدة تجري مناقشات مع العراق بشأن تدريب قواته الخاصة في بلد ثالث الأمر الذي سيتيح لواشنطن تقديم قدر من المساندة الجديدة في مواجهة المتشددين في غياب اتفاق بشأن القوات يتيح لجنود أمريكيين العمل داخل العراق.
وقال مسؤول عسكري أميركي: “تجري مناقشات في هذا الشأن والأردن ضمن هذه المناقشات”.
وقال المسؤول الذي طلب ألاّ ينشر اسمه أن مركزاً للتدريب على العمليات الخاصة بالقرب من عمان هو أحد المواقع التي يجري دراستها.
والأردن الذي يسعى جاهداً للتغلب على الآثار المتزايدة للصراع الدائر في سورية المجاورة من أوثق حلفاء الولايات المتحدة في الشرق الأوسط.
ولم يتضح على الفور من على وجه الدقة سيتولي تقديم التدريب الجديد للقوات العراقية لكنه قد يضطلع به جنود من القوات الأميركية الخاصة أو متعاقدون.
وزاد قلق المسؤولين الأميركيين على العراق خلال الأسابيع القليلة الماضية بعد أن تمكنت “القاعدة” من العودة إلى محافظة الأنبار في غرب العراق حيث تسعى الدولة الإسلامية في العراق والشام إلى اقامة دولة اسلامية في غرب العراق ومناطق متاخمة في سورية.
وبعد عامين من سحب ادارة اوباما كل القوات الأميركية من العراق كان رد فعل واشنطن محدوداً على تصاعد التوترات الطائفية وأعمال العنف في العراق نظراً لأحجامها عن زيادة تمكين رئيس الوزراء العراقي الشيعي المختلف مع الأقلية السنية ونظرا لعدم رغبتها في تورط جنودها في حرب أخرى في الشرق الأوسط.
ووافقت الولايات المتحدة بالفعل على إرسال صواريخ هيلفاير وطائرات استطلاع ومعدات أخرى طلبها المالكي.
لكن واشنطن لم تقدم للعراق طائرات الهليكوبتر الهجومية التي طلبها المالكي لأن عدداً كبير من أعضاء الكونجرس الأميركي يرون في رئيس وزراء العراق نزعة سلطوية ويعارضون علاقته الوثيقة مع ايران.
ويرى عدد من أعضاء مجلس الشيوخ أن الولايات المتحدة يجب الا تبيع او تؤجر بضع عشرات من طائرات اباتشي للعراق دون ضمانات محددة لكيفية استخدامها.
وفي غياب اتفاق (لوضع القوات) لا تستطيع القوات الأميركية القيام بأي أنشطة عسكرية داخل العراق وكان تقديم الدعم للقوات العراقية خارج العراق أحد الطرق التي لجأت اليها ادارة اوباما لمساعدة العراق على التصدي لخطر القاعدة المتجدد.
وكان الاتفاق الامني الذي توصلت اليه واشنطن مع حكومة المالكي عام 2008 قد انتهى بحلول نهاية عام 2011 وانسحاب القوات الأميركية.