واشنطن تراقب 200 مليون رسالة قصيرة يومياً.. أوباما يؤكد وقف التجسس على الحلفاء
أكد الرئيس الأمريكي باراك أوباما أن وكالات الاستخبارات الأمريكية توقفت عن التجسس، إلا في الحالات الاستثنائية، على اتصالات قادة الدول الصديقة والحليفة للولايات المتحدة، وذلك عقب ساعات من كشف النقاب عن قيام وكالة الأمن القومي الأمريكية بجمع قرابة 200 مليون رسالة إلكترونية قصيرة في اليوم من مختلف أنحاء العالم بشكل غير محدد، من أجل استخراج معلومات مخابراتية منها .
وقال أوباما في خطاب متلفز خصص لموضوع إصلاح عمليات المراقبة التي تجريها وكالات التجسس الأمريكية “كنت واضحاً جداً حيال أفراد مجتمع الاستخبارات: إذا لم يكن أمننا القومي مهدداً، لن نتجسس على اتصالات قادة حلفائنا المقربين وأصدقائنا” . كما اعتبر أوباما أن تبيان حجم تبعات التسريبات التي قام بها مستشار المعلوماتية السابق في وكالة الأمن القومي الأمريكية أدوارد سنودين بشأن برامج التجسس الأمريكية سيتطلب “سنوات” . وقال أوباما: إن “الطريقة المثيرة التي تم بها نشر هذه التسريبات على العلن سببت مشاكل أكثر من كشفها حقائق، مع كشفها في الوقت عينه لخصومنا طرقاً يمكن أن تكون لها تبعات على عملياتنا لن نتمكن من فهمها قبل سنوات” .
من جهة أخرى، كشفت وثائق فائقة السرية نشرت مضمونها صحيفة “الغارديان” البريطانية أمس (الجمعة)، أن وكالة الأمن القومي الأمريكية تجمع نحو 200 مليون رسالة نصية قصيرة يومياً من مختلف أنحاء العالم، وتستخدمها لاستخراج بيانات تتعلق بمكان وشبكات اتصال وتفاصيل تتعلق ببطاقات الائتمان .
وأفادت الصحيفة أن تحقيقاً أجرته مع القناة الرابعة البريطانية، مستندة إلى مواد سربها المتعاقد السابق في الوكالة سنودين، أظهر أن الوكالة تجمع وتخزن يومياً قرابة ال200 مليون رسالة نصية قصيرة من مختلف أنحاء العالم . وذكرت أن الوثائق السرية التي بحوزتها تشير إلى أن وكالة الاستخبارات البريطانية “جي سي إتش كيو” استخدمت قاعدة بيانات الوكالة الأمريكية للبحث عن بيانات اتصالات “غير موجهة وغير مرخص لها” لأشخاص في بريطانيا . وأوضحت أن وثائق الوكالة البريطانية تشير إلى أن برنامج الوكالة الأمريكية، الذي يحمل اسماً مرمزاً هو “ديشفاير”، يجمع كل ما يستطيع بلوغه، بدلاً من تخزين اتصالات أهداف تعتزم مراقبتها وحسب . ولفتت إلى أن الوكالة الأمريكية استخدمت قاعدة بيانات الرسال القصيرة لديها لاستخراج معلومات عن خطط سفر أشخاص وسجلات اتصالاتهم ومعاملاتهم المالية، بما في ذلك أشخاص لا يشتبه بتورطهم بأي نشاط غير قانوني، لكن متحدثة باسم الوكالة الأمريكية قالت في بيان: إنه لا صحة لكل إشارة إلى أن الوكالة تجمع البيانات “بشكل عشوائي وغير مقيد” . وشددت المتحدثة على أن قدرات الوكالة موجهة ضد “أهداف استخباراتية أجنبية” وهي تخضع لمعايير قانونية صارمة .