واشنطن بوست: تصاعد النفوذ العسكري الصيني والتوترات الآسيوية يدهور العلاقات الأمريكية – الصينية
اعتبرت صحيفة /واشنطن بوست/ الأمريكية أن تصاعد النفوذ العسكري للصين وزعمها المتزايد بشأن السيادة على عدد كبير من الجزر البحرية غير المأهولة يضعها على حافة صدام محتمل مع الدول المجاورة لها، التي تزعم بدورها سيادتها على هذه الجزر، وبالتالي مع الولايات المتحدة التي تربطها تحالفات هامة مع ثلاث من الدول المنافسة لبكين وستكون ملتزمة بالدفاع عنها في حال تعرضت لهجوم.
وأوضحت الصحيفة، في سياق تقرير نشرته على موقعها الالكتروني، أن مئات من الجزر والشواطئ البحرية والشعاب المرجانية والجزر الصغيرة المنخفضة تحت سطح البحر تقبع منتشرة عبر المياه الشرقية لقارة آسيا، وقد تبدو هذه الجزر للوهلة الاولى غير مهمة ، ولكنها في الحقيقة مهمة بما فيه الكفاية لإثارة ما يمكن أن يصبح أكثر تدهور مثير للقلق في العلاقات الأمريكية – الصينية منذ عقود.
وأضافت أنه مع تصادم سفن صينية وفيتنامية مع بعضهما البعض في مياه متنازع عليها، ونشوء استفزازات بين طائرات مقاتلة صينية ويابانية في أجواء آسيوية متنازع عليها أيضا، فإن مخاطر التصعيد العسكري تتنامي أكثر فأكثر.. وبصورة أكثر وضوحا، فإن الأزمة تولد مشاعر عدائية بين واشنطن وبكين من شأنها أن تنسف التعاون القائم حول عدد من القضايا الدولة الهامة، من بينها قضايا الشرق الأوسط والتغير المناخي والانتشار النووي.
وأشارت إلى أنه بينما ينصب تركيز الولايات المتحدة أكثر في الوقت الراهن على الأزمات الدائرة في كل من العراق وسوريا وأوكرانيا، فالبعض يري أن العلاقات الأمريكية- الصينية تواجه اختبارا هو الاكثر صعوبة منذ الزيارة التي أجراها الرئيس الامريكي السابق ريتشارد نيكسون إلى الصين في عام 1972.
ونقلت الصحيفة عن روبرت روسيل، أستاذ علوم سياسية بجامعة بوسطن، قوله “لقد تدهورت العلاقات الأمريكية – الصينية بصورة أكبر مما كانت عليه منذ تطبيع العلاقات، كما ان منطقة شرق آسيا تمر بحالة من زعزعة الاستقرار لم تشهدها منذ نهاية الحرب الباردة”.
واختتمت الصحيفة قائلة: “إن نهج إعادة التوازن في السياسة الخارجية الذي اتبعته إدارة الرئيس باراك اوباما تم تفسيره في الصين على أنه محاولة لاحتواء صعودها المتنامي.. فالجهود التي بذلتها الولايات المتحدة لتعزيز علاقاتها مع دول إقليمية مثل فيتنام وطمأنة حلفاء آسيويين آخرين مثل اليابان والفلبين بأن واشنطن مستعدة للدفاع عنهم عسكريا ضد أي هجوم يتعرضون له، ولد أفكارا سلبية جديدة لدى الصين وهي أن الولايات المتحدة شجعت الدول المجاورة لبكين على دفع مزاعمها الإقليمية بصورة أكثر عدوانية”.