هم ولا أحد يشبههم
موقع إنباء الإخباري ـ
ماجدة ريا:
ينبتون لا من الأرض ولا من السماء، بل من بطون الغباء، على وجوههم الشعثة عبثت أصابع الشياطين، رسمت الحقد في دوائر مقيتة، جمعت كل دوائر الظلام والظلامية، أسقطتها نحو قلوبهم، بنت فيها قلاع الغدر ومتاريس البغض وشظّتها بألوان لم نكن نراها حتى في التاريخ الغابر.
هل كان الإنسان الحجري هكذا؟ لا أعتقد…
ليس لإفعالهم ما يشي بأي عنوان يخص الإنسان، عندما تنظر إلى الواحد منهم لا تستطيع تفسير مشاعرك، فمنظر وحش يفترس طريدة لا حول لها ولا قوة أهون من منظر الإجرام الذي يتفننون في صنعه بالأبرياء، حيث لا يقبل ذلك عقل ولا دين ولا مبدأ.
لا تستطيع أن تنظر، لا تستطيع أن تشعر، فالشعور في داخلك انفجار مليء بالإشمئزاز من هؤلاء الشرذمة الذميمة التي تطل علينا تحت مسميات عديدة تشوّه صورة الإسلام الحنيف، هذا الدين الذي جاء بالرحمة للناس. لم يعرفوا منه رحمة ولا رأفة، ولا أدنى حس إنساني، لم يبقوا شيئاً، سوى الغدر والمكر والخبث والكفر بكل شيء.
أعجب كيف لا تلفظهم الأرض، كيف يتكاثرون كالجراد، يحرقون الحجر والبشر، يعلمون أطفالهم قطع الرؤوس، وأكل الأكباد.. يعلمونهم الكره والحقد لكل العباد، لا مكان للحب ولا للرأفة ولا للإنسانية، كان يجب أن يكون لهم كوكبهم الخاص، كوكب يشبههم، بسواده وفجوره ليحتمل صنائعهم المشينة، ولا يكون معهم من يختلفون معه بالفكر والعقيدة، كوكب لعقيدتهم التي لا تتآلف مع أي شيء آخر، سوى الشر المعتمل في نفوسهم، لعل الشر يأكل بعضه، ولعل العالم يرتاح من شرهم وإلى الأبد.
مهلاً… لن تستطيعوا أن تُدخلوا الظلمة إلى حياتنا، مهما كانت ظلاميتكم، مهما بدت بشاعة منظركم، حتى لو كنتم أشر من الشر، فالشر حياته قصيرة، مهما عربد، هكذا تخبرنا حكايات التاريخ، هكذا تعلمنا طبيعة الحياة، الحياة نور وطمأنينة، الحياة حق وخير، الحياة امتداد لبني الإنسان، وتستمر بالإنسان، وما هؤلاء سوى شذاذ آفاق، لا يمكن أن يكون لهم استمرارية، ولا يمكن أن يكونوا سبباً في أي حياة، هكذا تخبرنا الجدات، وهكذا سوف نخبر الأحفاد، سنخبرهم عن حكاية كحكايات الغيلان التي كانت تروى، وعن ذكرى شاذة في تاريخ البشرية، دخلته عنوة، فأُخرجت منه عنوة، إذ لا مكان لها في الحياة.