هل يستعيد الأزهر الشريف دوره في مواجهة التحديات؟!
صحيفة المنار الصادرة في فلسطين المحتلة عام 1948:
الازهر الشريف، ليس لمصر وحدها، فهو المرجعية الاولى والرئيسة لكل المسلمين، ولعب الأزهر دورا تاريخيا مهما على مدى العصور، وواجه بشدة التحديات والاخطار التي كانت تستهدف المسلمين، منذ تأسيسه، ومن جنباته تخرج كثيرون من العلماء وانتشروا في بقاع الارض لنشر الاسلام والدفاع عنه ونشر تعاليمه التي تدعو الى الاخاء والتسامح والمحبة لكن، السنوات الاخيرة شهدت تراجعا لدور الازهر الشريف، وبات في حالة تغييب عن الاحداث التي تعصف بالعالم الاسلامي، وبشكل خاص في المنطقة العربية.
لذلك، هناك دعوات تطالب الازهر بتحمل مسؤولياته واستعادة دوره، بعد أن تم خطف الخطاب الاسلامي على أيدي أعداء الاسلام والعصابات الارهابية، التي تسيء للدين، وتتلقى الدعم من دول هي الاخرى تسعى لنشر الوهابية التكفيرية. وتخشى دوائر متابعة من اغراءات سعودية وهابية، وضغوط سياسية تمارس على الازهر الشريف في ظل الظروف الصعية التي تعيشها وتمر بها مصر، وهي أيضا تحت ضغوط مؤلمة وقاسية. وتلاحظ الدوائر، أن الأزهر الشريف قد أخذ يبتعد عن رسالته السامية، وينحرف باتجاه خندف آخر، تقوده المملكة الوهابية السعودية.
ومن هنا، جاء انتقاد الشيخ خالد الملا رئيس هيئة علماء العراق للأزهر الشريف، واستهجانه عدم قيام الازهر باستنكار الجريمة البشعة في حي الكراده ببغداد، وراح ضحيتها أكثر من ثلاثمائة شهيد ومئات الجرحى، في حين استنكر الأزهر وندد بجريمة مقتل أربعة سعوديين في عملية ارهابية على مدخل المسجد النبوي الشريف في المدينة المنورة. وتحذر الدوائر من اخضاع الأزهر للقرار السياسي، أو انصياعه لتعليمات النظام الحاكم، واذا ما تم ذلك، فانه يكون قد فقد دوره ورمزيته، ليتحول الى اداة تخدم الانظمة التكفيرية التي تحارب الاسلام وتسيء اليه من خلال سياسات مرتبطة بواشنطن وتل أبيب. وتفيد الدوائر أن العالم الاسلامي اليوم هو أحوج ما يكون الى دور الازهر الشريف الداعم لقضايا الامة، بمعنى، أن يكون الازهر هو الذي يحمل الخطاب الاسلامي الذي اختطفته قوى الشر والفتنة.