هل يؤثر التوتر بين بايدن ونتنياهو على مسار الحرب؟
موقع الخنادق:
تداولت وسائل الاعلام خلال الفترة الماضية، طبيعة العلاقة بين الرئيس الأميركي ورئيس الوزراء الإسرائيلي والتي باتت تأخذ طابعاً دراماتيكيّاً صرّح نتيجتها جو بايدن بأنه “لم يعد ينظر إلى بنيامين نتنياهو كشريك يمكن التأثير عليه حتى بالسر”. وعلى الرغم من أن الأنباء تحدثت عن أن كلا الرجلين قد وصلا إلى حافة القطيعة، يعكس السلوك الأميركي عكس ذلك، خاصة مع موافقة مجلس الشيوخ على اقرار أكثر من 95 مليار دولار لإسرائيل وأوكرانيا.
واقعياً، كانت ملاحظة التغيير في مسار الدعم الشامل لإسرائيل أكثر سهولة، لو أن بايدن كقائد عام للقوات المسلحة، ويمتلك حق النقض الفيتو على عدد من القرارات، للدفع بإبطالها أو إقرارها، يود حقاً اجراء التعديل اللازم، لمنع المجازر الجماعية ووقف الحرب. اذ لم يحصل أي تحول كبير في النهج الأميركي.
تقوم المعادلة على فكرة أن “غضب بايدن” من نتنياهو وتوتر العلاقات الجاري وراء الكواليس، لا علاقة مباشرة على مسار الحرب وزخمها. وتشير مجلة ذا نيشن الاميركية في هذا الصدد إلى عدد كبير من المقالات التي تحدثت عن توتر العلاقة بين بايدن ونتنياهو بعد أقل من شهر على بدء عملية طوفان الأقصى:
9- نوفمبر، بعد ما يزيد قليلاً عن شهر واحد من الحرب، ABC News كتب أن هناك “ضوء النهار المتزايد” بين بايدن ونتنياهو.
– 15 نوفمبر، قيل على بي سي نيوز أن “مسؤولي إدارة بايدن على خلاف متزايد مع حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو”.
-16 نوفمبر، الغارديان افادت أن “التوترات تتصاعد وراء الكواليس”.
-14 ديسمبر، سي إن إن: “توترات غير مسبوقة” بسبب الحرب.
-31 ديسمبر، نيويورك تايمز افادت أن الأمور “أصبحت مشحونة بشكل متزايد” بين الطرفين.
14 يناير، أكسيوس افادت أن بايدن “أصبح محبطاً” من نتنياهو.
في 17 يناير، إن بي سي نيوز المشار اليها إلى “إحباطات إدارة بايدن المتزايدة”.
في 19 يناير، NPR قالت أن “الصدع يتعمق” ووكالة أسوشيتد برس كتب أن “العلاقة بين الزعيمين أظهرت بشكل متزايد علامات التوتر”.
تجمع التقارير أن الإحباط آخذ في الارتفاع، وأن مقياس الخطورة ارتفع للتو إلى مستوى متقدم، وأن الضغوط أصبحت أكبر. لكن المراقبة عن كثب لوتيرة الدعم الأميركي لإسرائيل، خلافاً لتصريحات المسؤولين الأكثر دبلوماسية مع قرب موعد الانتخابات الرئاسية، تشي بواقع مختلف.
واصل بايدن وشركاؤه التشريعيون تسليح إسرائيل. في الواقع، عقد الديمقراطيون في مجلس الشيوخ جلسة يوم الأحد للتصويت على مشروع قانون من شأنه، إلى جانب إعادة تسليح أوكرانيا، أن يرسل لإسرائيل 14.1 مليار دولار أخرى. يطلق عليها مجازاً “المساعدة الأمنية”.
كما يرفض بايدن استخدام حق النقض من أجل وقف دائم لإطلاق النار في الأمم المتحدة ويرفض ممارسة أي ضغط علني على إسرائيل للمساعدة في تنفيذه. التايمز ذكرت يوم الجمعة أنه في اجتماع مصمم خصيصا لتخفيف التوترات بين البيت الأبيض والجالية العربية الأمريكية في ميشيغان، رفض مساعدو بايدن “القول ما إذا كانوا قد نصحوا أو سينصحون الرئيس بالدعوة إلى وقف إطلاق النار، وهو ما طلبه الحاضرون”.
“يدرك بايدن ان الأسلحة الأميركية التي تصل إلى إسرائيل ترتكب فيها الأخيرة مجازر جماعية بحق المدنيين. لكنه اختار اخبار المراسلين الصحفيين سراً عن انزعاجه من نتنياهو بدلاً من إيقاف هذا الامداد العسكري”، على حد توصيف ذا نيشين، التي أضافت “فقط السياسة الخارجية الأمريكية تدار بهذا الشكل”.
والآن، بينما يخطط نتنياهو لغزو بريٍّ كارثي لرفح – المنطقة التي كان من المفترض أن تكون “المنطقة الآمنة” للمدنيين – يشير بايدن مرة أخرى إلى استيائه بينما لا يفعل شيئاً لوقف إسرائيل. وتقول ذا نيشين “سيكون هناك العديد من الفرص للصحفيين للتخلي عن فكرة أن بايدن يمارس أي نوع من الرقابة ذات المغزى على إسرائيل… إذا كانوا يريدون حقاً محاسبة بايدن بدلاً من مساعدة البيت الأبيض على الترويج لنفس الخيال الأجوف مراراً وتكراراً- فعليهم البدء الآن”.