هل عطلّت تفجيرات باريس مفاعيل الانقلاب الرباعي بشأن سوريا ؟
لوهلة يظن المتابع أن المشهدية الدموية أمامه هي سورية أو عراقية أو ليبية أو يمنية ، وحتى لبنانية مع عودة هاجس التفجيرات الإرهابية عبر تفجيري برج البراجنة الانتحاريين، لكنها الآن بانوراما دموية غربية، وفي قلب العاصمة الفرنسية باريس التي لم تشهد وربما منذ الحرب العالمية الثانية حدثاً أمنياً ضخماً كهذا، بحجمه ووقعه وعدد ضحاياه و.. وتالياً بتداعياته.
“نحن الغربيين كنا ننظر إلى الإرهابيين بوصفهم أناساً لهم مطالب سياسية محددة وضمائر تسيّرها بوصلات أخلاقية من نوع ما، ولكن نمط الإرهاب الجديد الذي شهدته باريس يبدو ضخماً وعدمياً ومحباً للموت….. ولهذا يشعر سكان مدننا اليوم – وللمرة الأولى – برعب حقيقي”!
الكلام للصحافي الفرنسي هيو سكوفيلد، الذي يعكس مزاج المواطن الفرنسي والغربي “المصدوم”، خاصة مع تبني تنظيم “داعش” للهجمات….ولكن هل ستغدو ليلة الجمعة في 14 تشرين الثاني/ نوفمبر حلقة أولى في مسلسل الرعب هذا؟
لدى وقوع الاعتداء على مجلة “شارلي إيبدو” في كانون الثاني/ يناير الماضي لم يسبر القلق الداهم أعماق الفرنسيين إلى درجاته القصوى، لكن المشهد في الهجمات الانتحارية الثماني على المسرح والإستاد الرياضي كان له وقع جلل وعميق في النفوس… وهنا يقول الخبير والمحلل الدكتور أمين حطيط لـ الميادين نت إن “الحدث مهم وخطير لأنه لم يأتِ منفرداً من قبل ارهابي واحد بل هو عمل منظم يذكّر بما حدث في 11 أيلول/ سبتمبر عام 2000 في الولايات المتحدة الأميركية التي شارك فيها مجموعة تتعدى العشرة أشخاص، وهو يشبهه أيضاً من حيث تعدد الأهداف وأيضاً في حجم الضحايا، رغم اختلاف الوسائل”.
الكلام للصحافي الفرنسي هيو سكوفيلد، الذي يعكس مزاج المواطن الفرنسي والغربي “المصدوم”، خاصة مع تبني تنظيم “داعش” للهجمات….ولكن هل ستغدو ليلة الجمعة في 14 تشرين الثاني/ نوفمبر حلقة أولى في مسلسل الرعب هذا؟
لدى وقوع الاعتداء على مجلة “شارلي إيبدو” في كانون الثاني/ يناير الماضي لم يسبر القلق الداهم أعماق الفرنسيين إلى درجاته القصوى، لكن المشهد في الهجمات الانتحارية الثماني على المسرح والإستاد الرياضي كان له وقع جلل وعميق في النفوس… وهنا يقول الخبير والمحلل الدكتور أمين حطيط لـ الميادين نت إن “الحدث مهم وخطير لأنه لم يأتِ منفرداً من قبل ارهابي واحد بل هو عمل منظم يذكّر بما حدث في 11 أيلول/ سبتمبر عام 2000 في الولايات المتحدة الأميركية التي شارك فيها مجموعة تتعدى العشرة أشخاص، وهو يشبهه أيضاً من حيث تعدد الأهداف وأيضاً في حجم الضحايا، رغم اختلاف الوسائل”.
انتقال الإرهاب خارج سوريا والعراق أمر منطقي
ولكن لماذا في فرنسا؟ وماذا عن توقيت هذه الهجمات؟ يجيب العميد المتقاعد بهدوء “وصول الإرهاب إلى فرنسا هو تسلسل طبيعي لتضخم الإرهاب وتفشيه في منطقتنا، مترافقاً أيضاً مع بدء الهجرة إلى أوروبا والتي نقلت معها أجواء الشرق القاتم، وبالتالي فكلّ السياق الطبيعي للأمور يقود إلى انتظار هذه الأعمال الإرهابية، وكل المحللين والباحثين الاستراتيجيين كانوا يتوقعون وصول هذه الأعمال إلى فرنسا وإلى اوروبا والخليج ودول العالم”.ويعقّب قائلاً، ” في المبدأ إن انتقال الإرهاب خارج سوريا والعراق والمنطقة إلى أـوروبا والخليج أمر منطقي لأن الإرهاب يتميز بالسلوك المتوحش، وهو عندما يستشعر فائضاً من القوة أو ثغرة معينة ينفذ منها، لا يسأل هنا ضد من يضرب، بل البحث دائما لديه: كيف يقتل”؟
بيان داعش وعنصر القلق لدى الفرنسيين
لم يتأخر تنظيم “داعش” فخرج ببيان يحمل عنوان “غزوة باريس المباركة”. اللهجة ليست غريبة عن بيانات “داعش” المعهودة، لكن عنصر القلق فيه تكمن في تسميته نقاطاً حيوية حُفرت في ذاكرة الفرنسيين، تجعلهم لا يتحملون مثلاً إخلاء الشرطة الفرنسية لساحة برج إيفل، أو تخيّل وجود إرهابي “يتمشى” في الشانزليزيه!
اسرائيل في طليعة المستفيدين
في هذه الحالة يطرح سؤال بديهي …من المستفيد؟ “هو صاحب نظرية فرض القرار بالإرهاب، من هو عدو للإسلام وللانسان، ومن يبتغي صرف النظر عن انتهكاته لحقوق الانسان هو المستفيد، لأن ما يجري وينفّذ يشكّل غيمة حاجبة لجرائمه، ويأتي في طليعة هؤلاء اسرائيل”. يجيب حطيط.
الهاجس السوري العراقي
قال المدعي العام الفرنسي فرانسوا مولان “إن المهاجمين كانوا يتألفون على الأرجح من ثلاث فرق وقد تحدثوا عن سوريا والعراق”. إذاً فهاجس ما يجري تحديداً في هذين البلدين يرخي بظلاله على الدول الغربية ومنها فرنسا، وربما سيكون لما جرى تأثير على مجريات الوضع في سوريا مثلاً، هنا يفنّد الدكتور حطيط الأمر كالتالي ” عندما تتألم القاعدة الشعبية جرّاء هذه الأعمال فإنها تستيقظ وتشكّل عنصر ضغط على الأنظمة، وتحدث تغييّراً ما في سلوك الأخيرة الذي يمكن أن يصنّف بأنه داعم للإرهاب، وهذا ما يعتبر البعض أن فرنسا تفعله في سوريا.
الميدان السوري و…تفجيرات باريس
بالتوازي، ماذا عن تأثير تفجيرات باريس على لقاء فيينا الثاني حول سوريا؟ يعتبر حطيط أن هجمات باريس هي أحد عاملين رئيسيين فرضا ايقاعهما على بيان فيينا2 ، وبالتالي فإن البيان النهائي للقاء يحاكي تطورات الميدان السوري أولاً، ويتأثر بما حدث في باريس ثانياً، وهذا عطّل إلى حدّ بعيد مفاعيل الانقلاب السياسي الذي كان يسعى إليه الرباعي الأميركي السعودي التركي القطري لتعطيل مفاعيل بيان “فيينا 1″، فأتت انجازات الجيش السوري وعمليات الإرهاب في باريس لتعطّل مفاعيل هذا الانقلاب”.