هل حان الوقت للتحرك لانقاذ فلسطينيي سوريا من حرب الإبادة المنظمة؟؟؟
موقع إنباء الإخباري ـ
د.محمد أبوسمره ـ
سياسي / مؤرخ وخبير استراتيجي ـ
رئيس الحركة الاسلامية الوطنية في فلسطين:
كأنه كتب على أبناء شعبنا في شتى بقاع الأرض أن يدفعوا ضريبة فلسطينيتهم أينما كانوا، في سوريا، في العراق، في ليبيا، في لبنان، في فلسطين المحتلة، في المنافي العربية والأجنبية، في شتى بقاع الأرض.
ولكن الثمن الذي يدفعه أهلنا وأحبتنا اللاجئون الفلسطينيين في سوريا لا مثيل له، فالقتل يومياً يطالهم بسبب الحرب المجنونة التي تحولت دولية يشنها أكثر من طرف دولي واقليمي ومحلي ضد سوريا الشقيقة عبر أدوات محلية وعربية واقليمية، وأصبحت سوريا موطنا لكل أدوات الاستخبارات في العالم، وحقلا لتجارب القتل، لأن هذه الحرب تستهدف سوريا الجغرافيا/ سوريا التاريخ/ سوريا الشعب/ سوريا التعايش/ سوريا المركز والثقل الجيو/ سياسي، والجيو/ استراتيجي، وأصبح الاستهداف المنظم من عصابات القتل والمرتزقة ضد أبناء شعبنا الفلسطيني في مخيمات سوريا، أحد أبشع أشكال هذه الحرب القذرة، وأصبح أهلنا يهربون من الموت إلى الموت.
ونظراً لأن التضامن العربي في أبشع أشكاله، فيوصد الأشقاء العرب أبواب مطاراتهم وموانئهم ومعابرهم الحدودية في وجوه أبناء شعبنا الهاربين من الموت في سوريا، لذلك يضطر هؤلاء المساكين أن يتعلقوا بقشّة عصابات الاجرام المنظم، عصابات الاتجار بمعاناة البشر، عصابات التآمر على شعبنا وقضيته العادلة، الذين يقدمون لهم أوهام الهجرة إلى أوروبا، فإن نحجوا بالهجرة، فالمقصود أبعادهم عن كينونتهم الفلسطينية، وإن لم ينجحوا فيكون هؤلاء المجرمون حققوا أحد الأهداف من وراء مخططاتهم الشيطانية، ألا وهو قتل المزيد من الفلسطينيين. ولقد حدثني صديق فلسطيني يقيم في أحد مخيمات اللجوء في سوريا أن هذه العصابات المجرمة تتقاضى عن كل من يرغب بركوب سفن الموت طمعا بالهجرة إلى الغرب (خمسة آلاف دولار)…
والمؤلم في القصة أن حالة العجز الفلسطينية تجاه أهلنا اللاجئين في مخيمات سوريا وصلت أقصى درجات العجز، فلم تستطع أيّ من الفصائل الفلسطينية الوقوف فعلياً إلى جانب أهلنا، سواء من بقي منهم في مخيمات اللجوء بسوريا، أو تهجّر إلى مخيمات لبنان، ليضيف بؤساً فوق بؤس، أو من تمكن من الهجرة إلى الدول العربية كمصر أو ليبيا أو الأردن، أو من تمكن من العودة إلى غزة. إنها معاناة تعجز كل كلمات اللغة عن وصفها، وانه عجز لا تكفي لتبريره آلاف البيانات الفصائلية البليغة اللغة والعنترية الموقف. هذه المأساة تنذر بما هو أبشع من ذلك بكثير.
انتبهوا أيتها الفصائل، انتبهوا أيها الفلسطينييون أينما كنتم، ما يحدث لأخوتنا اللاجئين في سوريا حرب إبادة منظمة، ووالله لو أن فصيلاً من الفصائل تبرع لهم بتكاليف حفلات انطلاقته التي يحييها في الوطن والشتات لاستطاع أن يحل لهم عددا لا بأس فيه من المشاكل.
إن دم هؤلاء المظلومين، الذين يُدفعون إلى الموت دفعا، في أعناقنا جميعاً، ومن المفروض أن كارثة استشهاد ما يزيد على مائتي فلسطيني في عرض البحر قبالة سواحل جمهورية ليبيا العظمى، التي أصبح خفر السواحل لديها عنده المقدرة على إطلاق النار على السفن في عرض البحر، يجب أن تجعلنا نتوقف أمامها طويلاً، وأن نعمل على إيقاظ الضمير الفلسطيني الجمعي والفردي والفصائلي، دون تصريحات عنترية، وأن نضع (خطة طوارئ انسانية وأخلاقية ووطنية) لكيفية مساعدة أهلنا في سوريا، ومساعدة كل من تهجر منها.
نحن بجهدنا الجماعي، ودون حاجة لأحد، نستطيع أن نقدم لهم الكثير الكثير لو أردنا، فهل نملك الارادة لنفعل، أم أن بيانات النعي والإدانة والاستنكار للقتل العمد والإبادة لعائلات بأكملها في عرض البحر قد كفتنا وأدت المهمة، وبهكذا بيانات عنترية عبقرية وضعنا حداً نهائياً لكل من يفكر بالتلاعب بمصير وأرواح أهلنا البائسين في سوريا الذين يفرون من الموت الى الموت؟؟؟؟
إن دم كل فلسطيني قتل في سوريا هو في عنق كل مسؤول فصائلي، وكل مسؤول فلسطيني، وكل مسؤول عربي ، وكل مسؤول اسلامي، وبالطبع في عنق كل مسؤول دولي، لأن المؤامرة الدولية على سوريا هي بالأساس مؤامرة على فلسطين، وبسبب فلسطين..
إننا في هذا اليوم المبارك من أيام الله، يوم عرفة، لا نملك إلا أن نترحم على الأرواح الطاهرة البريئة التي أزهقت، وأن نسأل الله العلي القدير أن يتغمدها برحمته الوافرة ، وأن يسكنهم فسيح جناته، ونسأله تعالى أن يكون سنداً وعوناً لأهلنا في سوريا ولبنان وفلسطين المحتلة وكل أماكن الشتات الفلسطيني.. وحسبنا الله ونعم الوكيل، وإنا لله وانا إليه راجعون..