هل تنسف «إسرائيل» مفاوضات الترسيم؟
جريدة البناء اللبنانية-
عمر عبد القادر غندور:
هل كُتب على اللبنانيين ان يتلقوا جرعات الترسيم البحري مع العدو «الإسرائيلي» على دفعات دون ان تلوح في الأفق نقاط محددة لتصبح أمراً واقعاً للدعوة الى استئناف المفاوضات من جديد؟
ومع الأخذ في الاعتبار تطمينات وزير الخارجية اللبنانية وقبله للوسيط الأميركي هوكشتاين، من انّ المفاوضات إيجابية، وانّ الأمور الى خواتيمها السعيدة، في ضوء تسريبات «إسرائيلية» لا تأتي من فراغ ومفادها انّ الكيان المحتلّ طلب من شركة التنقيب عن الغاز «انرجين» ان تبدأ عملية الضخ من حقل كاريش ضمن المنطقة المتنازع عليها، معتمدة على الجيش «الإسرائيلي» حسب صحيفة «غلوبس»!
ولا تظنّ «إسرائيل» انّ عامل الوقت يلعب لصالحها، لأنّ ادارة الرئيس بايدن ترى الإسراع في توفير الغاز البديل عن الغاز الروسي ضرورياً وأكثر إلحاحاً من تفاصيل المماحكات الصهيونية وهدر الوقت فيما الشتاء يبدأ بإرسال نُذره مع نهاية الشهر الحالي ليصيب شركاءها في حلف الناتو.
وترى الإدارة الأميركية العمل على إنهاء ترسيم الحدود البحرية بين حليفتها ولبنان في الوقت الذي تواجه فيه الولايات المتحدة اصطفافات دولية فيما الطائرات الصينية تحلّق فوق تايوان، وفيما الاتفاق النووي بين إيران والدول ٤+١ لا يزال أسير الخبث الأميركي والدهاء الإيراني…
وفي الساعات الماضية أقرّت كوريا الشمالية مشروع قانون يعلن أنها دولة تمتلك أسلحة نووية، وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية «سياستنا لم تتغيّر ولا تزال الولايات المتحدة تركز على مواصلة التنسيق مع حلفائها وشركائها لمواجهة التهديدات التي شكلتها كوريا الشمالية».
ولذلك يركز الرئيس بايدن على أهمية توفير الغاز لأوروبا واستبعاد الملفات الأخرى عن الطاولة والانصراف الى الغاز كأولوية.
والجديد في الساعات القليلة الماضية، ما اكده مسؤولون «إسرائيليون» لمراسل موقع «والا» الاسرائيلية وجود ثغرات في مفاوضات ترسيم الحدود البحرية، رغم انّ المحادثات مع الوسيط الأميركي خلال نهاية الأسبوع أحرزت تقدّماً بشأن الحدود البحرية.
ولعلّ الوسيط هوكشتاين أشار الى هذه «الثغرات» من خلال دعوته الى تقسيم المنطقة المتنازع عليها برسم خط يفصل المناطق الاقتصادية وعلى مشارف نجاح مرتقب في القريب العاجل، يُخشى من عرقلة صهيونية تتمثل في حكومة الاحتلال غير المخوّلة للتوقيع على ملف تاريخي يقتطع جزء من الأراضي السيادية حسب ادّعائهم، وهو ما يستدعي التصويت عليها بأغلبية ثلثي الكنيست او الذهاب الى استفتاء شعبي!