هل تقفُ “قسد” وراءَ المُفخّخات التي تضربُ مناطقَ درع الفرات؟
بعد سيطرةِ الجيشِ التركيّ والفصائلِ المواليةِ لهُ على مدينةِ “عفرين” والمناطقِ التّابعةِ لها بريفِ حلبَ الشّماليّ الغربيّ من خلالِ العمليّةِ العسكريّةِ باسمِ “غصن الزيتون”، بدأت عمليّاتُ تفجيرِ السيّاراتِ المفخّخةِ في مناطق سيطرةِ “درع الفرات” بريفِ حلبَ الشّماليّ الغربيّ، لتضربَ كلّ من مدنِ “جرابلس – مارع – الباب”، الأمرُ الذي أثارَ كثيراً من الأسئلةِ حولَ هويّةِ الجهةِ التي تقفُ وراءَ هذه العمليّات ذات الطابعِ الأمنيّ.
مصادرُ معارِضةٌ لـ”قوّات سوريّة الديمقراطيّة”، اعتبرت أنَّ الأخيرةَ هي من تقفُ وراءَ هذه العمليّاتِ؛ لأنّها الجهةُ الوحيدةُ التي تمتلكُ حالةً عدائيّةً مع “درعِ الفرات” والجيشُ التركيّ الذي ينتشرُ في مناطقَ شمال وشمال غرب محافظةِ حلب، إلّا أنَّ هذه التوقّعات تُبنِيها المصادرُ على عدمِ توجّه أيّ من الفصائلِ التكفيريّة للعمليّات كتنظيمي “داعش” و”جبهة النصرة”، إضافةً لقيام “حزب العمّال الكردستاني” بتنفيذِ مثل هذه العمليّاتِ في أكثرِ من مكانٍ داخلَ الأراضي التركيّةِ خلالَ سنواتِ صراعِهِ مع الجيشِ التركيّ في مناطق جنوب وجنوب شرق تركيا.
مصادرُ محلّيّةٌ متعدِّدةٌ، أكّدت لـ”وكالة أنباء آسيا” أنَّ قياداتِ وعناصرَ “درع الفرات” تنشرُ ضمنَ أوساطِ المدنيّينَ وأنَّ “قسد” هي من تقفُ وراءَ هذه العمليّاتِ التي سقطَ فيها ضحايا من المدنيّينَ؛ لأنّها الجهةُ الوحيدةُ المستفيدةُ من التأثيرِ على ما تسمّيه قيادات “درع الفرات” بـ “الاستقرارِ الأمنيّ الذي تشهدهُ مناطقُ سيطرتها، إلّا أنَّ هذه المعلوماتِ لمْ تتمكّن “وكالة أنباء آسيا” من التأكّدِ من صحّتِها من مصادرَ رسميّة.
من جانبها، قالت مصادرُ إعلاميّةٌ كرديّةٌ لـ”وكالة أنباء آسيا”، إنَّ “قسد” قد تنفّذُ عمليّاتٍ أمنيّةٍ ضدَّ مواقع “درع الفرات” و”الجيش التركيّ” العسكريّة، لكنّها لنْ تلجأَ إلى تنفيذِ عمليّاتٍ قد تُفضي إلى سقوطِ مدنيّين، مُؤكّدةً أنَّ “الجيشَ التركيّ” والفصائلَ الموالية له سيتعرّضونَ لخسائرَ كبيرةٍ على المستوى البشريّ خلالَ المراحلِ القادمة، بعد تصاعدِ عمليّاتِ الخلايا التابعة لـ”قسد” في مدينةِ عفرين والمناطق التابعةِ لها في ريفِ حلبَ الشّماليّ.
توجّهُ “الوحدات الكرديّة” خصوصاً، و”قسد” عموماً إلى تنفيذِ العمليّاتِ الأمنيّةِ ضدَّ خصومِها الميدانيّينَ، يُفضي إلى انتقالِها إلى استخدامِ أساليبَ جديدةٍ، وجهازٍ استخباريٍّ يُمكّنها من تنفيذِ هذه العمليّات، الأمرُ الذي يرجّحُ أنْ تلجأَ “درعُ الفرات” إلى الأسلوبِ ذاته من خلالِ استهدافِ مناطق “قسد” بالعمليّاتِ الأمنيّةِ، الأمرُ الذي قد يؤدّي إلى تزايدِ عددِ الضحايا من المدنيّينَ نتيجةً للصِّراعِ الذي تشهدهُ مناطقُ الشّمالِ السّوريّ.