هل تغضب أوروبا فعلا..للاعتداء على ممثليها؟!
ارتكبت اسرائيل اعتداء صارخا ضد القانون الدولي والمنظمات الانسانية غير مبالية بأي اعتبار ولا مراعية لأية ضوابط أخلاقية.. فقد هدمت البيوت البدائية في خربة مكحول وتركت نحو ١٢٠ شخصا في العراء وتحت حرارة بلغت نحو ٤٠ درجة مئوية وبدون أية مساعدات أو سبل إغاثة بسيطة.. وحين تمكن موظفو الصليب الأحمر من إقامة بعض الخيام لايواء المشردين أجبرهم الجيش الاسرائيلي على إزالتها.. وكانت الذريعة بأن السكان لا يملكون الموافقات اللازمة للبناء، علما بأنهم يعيشون هناك منذ عشرات السنين.
ولم تتوقف التصرفات الاسرائيلية عند هذا الحد فقط وإنما تجاوزته الى خط أحمر جديد وهو الاعتداء الجسدي على ممثلين اوروبيين يتمتعون بالحصانة الدبلوماسية كانوا قد توجهوا الى خربة المكحول لتقديم المساعدة الانسانية التي يفرضها القانون الدولي لأبنائها المشردين.
وقد سحب الجنود الاسرائيليون الدبلوماسية الفرنسية ماريون كاستينج خارج الشاحنة وألقوها أرضا حتى غطاها التراب وقالت كلاما معبرا : “هكذا يحترمون القانون الدولي هنا!؟”، وقد انتشرت صورتها ملقاة على الأرض في العديد من الصفحات الاولى لوسائل الاعلام. وقال دبلوماسي آخر “هذا موقف صادم ومثير للغضب وسنبلغ حكوماتنا بهذه التصرفات”، والمنسق الانساني للامم المتحدة جيمس رادلي اعرب عن قلقه الكبير لتشريد مجموعات فلسطينية كاملة ودعا الى اتخاذ إجراءات إيجابية اسرائيلية على الأرض.
هذه صورة واضحة لما حدث وكيف تصرفت اسرائيل ليس مع الفلسطينيين فقط ولكن مع ممثلي الامم المتحدة والاتحاد الاوروبي واستراليا، باستهتار واضح للمؤسسات الدولية وعدم احترام العاملين تحت راياتها، لكن السؤال الاساسي هو ماذا سيكون رد الفعل العملي لهذه التصرفات.. هل يصمت الاتحاد الاوروبي.. والأمين العام للأمم المتحدة ؟ ام هل يصدرون بيانات إدانة على الاقل، وهل يطالبون اسرائيل بالاعتذار وإعادة إسكان الذين شردتهم من الفلسطينيين؟
بالتأكيد والمعروف، ان الاتحاد الاوروبي اتخذ موقفا هاما من الاستيطان وأوقف أي تعامل معه سواء بصورة مباشرة او من خلال الحكومة الاسرائيلية، وهناك ضغوط أميركية لوقف العمل بهذا القرار، وبالتأكيد أيضا فان التصرف الاسرائيلي مع ممثلي الاتحاد الاوروبي في الاغوار ليس بعيدا عن قرار مقاطعة المستوطنات، ونحن نأمل ان يزيد هذا التصرف الاسرائيلي من تمسك اوروبا بقرارها وعدم الرضوخ للضغوط الاميركية وذلك للتعبير العملي عن الغضب والاستياء من هذا التصرف الاسرائيلي المهين.
المصدر: موقع القدس