هل تدخل تركيا على خط ملف العسكريين الـ9؟
صحيفة السفير اللبنانية ـ
غسان ريفي:
ما بين لقاء النائب وليد جنبلاط في المختارة، ولقاء وزير الصحة وائل أبو فاعور في مكتبه في المتحف، والاجتماع الأول لخلية الأزمة، ما يزال أهالي العسكريين التسعة المخطوفين لدى «داعش» في دوامة التفتيش عن رأس خيط يمكن أن يوصلهم الى أصحاب القرار في «الدولة الاسلامية»، أو الى أي مفاوض جدي يستطيع أن يحصل على أية معلومة حول مكان العسكريين وصحتهم.
تشير المعلومات الى أن الاجتماعات التي عقدت أكدت جدية الدولة اللبنانية في التفاوض من أجل إنهاء هذا الملف، لكن الدخول الى هذه المفاوضات يحتاج في الدرجة الأولى الى فيلم فيديو يظهر فيه العسكريون بأنهم في صحة جيدة، ليتمكن المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم من إستئناف عمله ضمن هذا الاطار.
وتقول المعلومات إنه جرى في الاجتماع وضع أكثر من تصور للوصول الى البدء بالمفاوضات، سواء على الصعيد المحلي من خلال التعاون مع موقوفي سجن رومية المنتمين الى «داعش» أو عبر المفاوضين المحليين الجديين الذين يترددون الى الجرود وتربطهم علاقات مع قيادات التنظيم، أو بواسطة رئيس بلدية عرسال وبعض الفاعليات العرسالية الذين وعدوا الأهالي ببذل الجهود للوصول الى معلومات بشأن أولادهم.
أما على الصعيد الاقليمي فتم التطرق الى إمكانية التعاون مع الأتراك الذين ربما يستطيعون الضغط على «داعش» في هذا الملف، خصوصا بعدما تم إستبعاد القطريين الذين تنحصر علاقتهم بـ «جبهة النصرة» فقط، وقد ساهموا بنجاح عملية التبادل والافراج عن المخطوفين الـ 16 لديها.
وتشير مصادر الأهالي في هذا الاطار، الى أن معلومات غير مؤكدة وصلتهم خلال الجولات التي قاموا بها سابقا وكان آخرها اللقاء الذي عقد في عرسال مع رئيس البلدية علي الحجيري وبعض الفاعليات، أن «داعش» ما يزال يحتفظ بالعسكريين في الجرود، وأن قرار التفاوض بشأنهم ينتظر موافقة من «والي الشام».
وتلفت هذه المصادر الانتباه الى أن الجهود اليوم تنصب على جمع ما أمكن من خيوط معلومات وربطها ببعضها البعض بما يمكن أن يوصل الى فتح المجال أمام المفاوضات المرجوة.
وكان وزير الصحة وائل أبو فاعور إستقبل في مكتبه في المتحف أهالي العسكريين التسعة، مشدداً على أن «الفرحة تبقى ناقصة إذا لم يطلق سراح سائر العسكريين المختطفين لدى داعش».
وذكّر أبو فاعور بأن «مبدأ المقايضة السياسية والتبادل والتفاوض قد أقر، والدولة اللبنانية عبر الحكومة وخلية الأزمة لن تألو جهدًا للإفراج عن العسكريين»، مؤكدا أن البحث يتم عن قنوات إقليمية أو محلية قادرة على المساعدة، مشيرًا إلى وجود قنوات محلية ومتطوعين يحاولون تقديم مساهماتهم للمساعدة في الأمر.
ثم تحدث باسم الأهالي نظام مغيط (شقيق المعاون أول المخطوف ابراهيم مغيط) فشدد على أن «الأهالي يرفضون تسمية أي عسكري بأنه منشق، طالما ليس هناك من معطيات»، وأكد ان «العسكريين المختطفين هم تسعة، ونريد عودتهم جميعًا»، ودعا وسائل الإعلام إلى عدم اللعب بأعصاب الأهالي.
من جهة ثانية عقد اهالي العسكريين الشهداء في رأس بعلبك وعرسال مؤتمرا صحافيا في مقر «نادي الصحافة» في فرن الشباك، وتحدث بإسمهم والد النقيب المغوار الشهيد أحمد طبيخ العميد المتقاعد محمود طبيخ، فرفض «محاولات تبييض صفحة الإرهابيين»، منتقدا فتح طرق التموين لجبهة «النصرة»، معتبرا ان «المخيم في عرسال هو قاعدة لوجستية للمسلحين».
خلية الأزمة
وكانت «خلية الأزمة» الحكومية قد أكدت، أمس، متابعة الجهود في كل الاتجاهات للافراج عن العسكريين التسعة.
واستعرضت، خلال اجتماعها برئاسة رئيس الحكومة تمام سلام في السرايا الكبيرة، «الانجاز الوطني الاخير الذي تمثل بتحرير العسكريين ١٦، وما تركه هذا الانجاز من ارتياح على كل المستويات».
واعتبر المجتمعون ان «هذه الخطوة التي اكدت مرجعية الدولة في كل ما يمس شؤون لبنان واللبنانيين، ما كانت لتتم لولا تضافر جميع الجهود الوطنية ولولا صلابة وحنكة الجانب اللبناني في المفاوضات التي ادت الى اطلاق سراح العسكريين، اضافة الى التعاون الرفيع المستوى بين جميع الاجهزة الامنية».
[ad_2]