هل بدأت إسرائيل تخسر شعبيتها في أميركا؟
صحيفة الوطن السورية-
دينا دخل الله:
من المعروف تاريخياً أن إسرائيل تحظى بشعبية كبيرة في الولايات المتحدة على كل الصعد، شعبية كانت أم سياسية، حتى إنها في معظم الأحيان تفوق شعبية الرؤساء الأميركيين، وهذا ما كشفته استطلاعات الرأي التي تجريها مؤسسة غالوب بشكل دوري منذ عام ١٩٧٥، لكن يبدو أن الأمور بدأت تتغير قليلاً، فقد أظهر تجمع لمرشحين ديمقراطيين بارزين في مجلس الشيوخ أقيم يوم الأحد الماضي في ولاية كاليفورنيا خلافاً واضحاً بين المرشحين على خلفية ما يحدث في الأراضي المحتلة، وأعرب واحد فقط من المرشحين الثلاثة عن دعمه المطلق لإسرائيل في ردها على الهجوم الذي قام به مقاتلو حماس: «الآن تتعرض إسرائيل لهجوم وحشي»! هذا ما قاله النائب آدم شيف، وشبَّه النائب ما تمر به إسرائيل الآن بأنها «أحداث ١١ أيلول الخاصة بها».
من ناحية أخرى أدانت النائب كايت بورتو الخسائر في الأرواح من كلا الجانبين وأعربت عن قلقها من انتشار الإسلاموفوبيا، كما ألقت باللوم على الحكومة الأميركية، أما النائب باربرا لي فقد دعت إلى وقف إطلاق النار والصلاة على أرواح الفلسطينيين والإسرائيليين الذين قتلوا.
وقد ظهرت قضية «الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي» على أنها قضية خلافية بين المرشحين الثلاثة الذين يعتبرون جميعاً ديمقراطيين خلال منتدى المرشحين الذي رعاه الاتحاد الوطني للعاملين في مجال الرعاية الصحية، والتزم النائب شيف، الذي يحظى بتأييد رئيسة مجلس النواب السابقة نانسي بيلوسي، برد فعل ديمقراطي تقليدي، وأشار إلى أن العلاقة بين الولايات المتحدة وإسرائيل «تقوم على الأمن القومي والقيم المشتركة على الرغم من الخلاف بين الحكومتين حول مستوطنات الضفة الغربية وقضايا أخرى»، بينما يعكس رد فعل النائبين بورتر ولي، الجناح التقدمي في الحزب الديمقراطي، الذي أصبح أكثر عدائية تجاه الحكومة الإسرائيلية بسبب معاملتها للفلسطينيين، وقالت بورتر: «من المهم أن نتذكر، ونحن نقف إلى جانب إسرائيل، ونقف ضد الإرهاب، أن نتعلم الدروس من أحداث ١١ أيلول، التي أدت إلى كراهية المسلمين وانتهاكات الحقوق المدنية».
أما النائب باربرا لي فقالت: «أعتقد أن الولايات المتحدة تتحمل مسؤولية الدعوة إلى وقف إطلاق النار ودعوة العالم كله للعمل معاً لمحاولة وقف التصعيد»، والنائب لي كانت العضو الوحيد في الكونغرس الذي عارض استخدام القوة العسكرية في أعقاب هجمات ١١ أيلول ٢٠٠١ الإرهابية، وقالت لي إنها «تصلي من أجل الأشخاص الذين قتلوا على جانبي الصراع»، وهنا يجب أن نذكر النائبين ألكساندريا كورتيز ديمقراطية من نيويورك، وإلهان عمر الديمقراطية من مينيسوتا اللتين وقفتا مع الفلسطينيين في الكابيتول أكثر من مرة.
وأظهر استطلاع للرأي أجرته مؤسسة غالوب في آذار الماضي أن المزيد من الديمقراطيين يدعمون القضية الفلسطينية في الصراع في الشرق الأوسط للمرة الأولى على الإطلاق، ووجد الاستطلاع أن 49 بالمئة من الديمقراطيين قالوا إن تعاطفهم كان مع الفلسطينيين أكثر من الإسرائيليين، بينما قال 38 بالمئة عكس ذلك، وقال 13 بالمئة إن تعاطفهم كان مع الجانبين.
تضاعف الانجذاب الديمقراطي للفلسطينيين إلى أكثر من ثلاثة أضعاف على مدى العقدين الماضيين بعد أن كان منخفضاً بنسبة 16 بالمئة فقط عام 2003، وارتفعت نسبة المستقلين الذين يدعمون الفلسطينيين على حساب الإسرائيليين بنسبة 21 نقطة مئوية لتصل إلى 32 بالمئة خلال السنوات العشر الماضية، كما أظهر الاستطلاع أن «جيل الألفية منقسمون الآن بالتساوي»، حيث يتعاطف 42 بالمئة منهم بشكل أكبر مع الفلسطينيين و40 بالمئة مع الإسرائيليين، وهذه هي المرة الأولى التي تفوق فيها نسبة مؤيدي الفلسطينيين عن زملائهم مؤيدي إسرائيل.