هل انتقم “حزب الله” للقيس باغتيال مزراحي في الخليل؟
هل انتقل «حزب الله» من الرسائل المباشرة وتبادُل الضرب العسكري الميداني مع اسرائيل الى الرسائل الاستخباراتية؟
ففي ديسمبر 2013، اغتالت فرقة من الموساد الضابط ومسؤول وحدة الأبحاث الالكترونية في «حزب الله» حسان اللقيس أمام منزله في الضاحية الجنوبية لبيروت. لم يكن اللقيس عضواً في المجلس الجهادي الذي يقتصر على كبار القادة الاساسيين الذين واكبوا «حزب الله» منذ نشأته وحسب، بل كان مسؤولاً فاعلاً أدخل تجديداً وتحديثاً في الميدان الالكتروني لوحدات متعددة داخل المنظمة.
وفي هذا الاسبوع، اغتيل في مدينة الخليل في الضفة الغربية الضابط الرفيع في القسم الامني في الشرطة الاسرائيلية باروخ مزراحي الذي عمل لسنوات عدة طويلة في الجيش الاسرائيلي في الوحدة 8200 الأمنية المسؤولة عن تشفير وفكّ شيفرة الاتصالات المسمّاة بـ «yehida shmonch matayim» على الحدود اللبنانية – السورية مع اسرائيل.
وقبل قتْل مزراحي، اغتيل اللواء السوري سمير الشيخ، مدير الادارة العامة للاستطلاع في الاستخبارات العامة السورية في دمشق برصاصتين في رأسه عكس ما زعمته المعارضة انه قُتل بسكين على يد مرافقه.
وكان اللواء الشيخ، وهو من اللاذقية، يرأس جهازاً امنياً تابعاً للجيش معنياً مباشرة بالتنصت الحدودي مع اسرائيل على الحدود مع الجولان. وقد ابلغت السلطات السورية الى «الراي» ان «عملية اغتيال اللواء الشيخ كانت على يد محترفين مما لا يستبعد احتمال ان يكون وراءها طرف معاد يعمل لمصلحة ضرب الكوادر الاساسية التي تشكل عمود هذا الجهاز الامني».
ويقول مصدر قريب من قيادة «حزب الله» مضطلع بأسلوب العمل الأمني لـ «الراي» ان «حزب الله لم يتعوّد ان يؤكد او ينفي وهو لا يُطَمْئن العدو الاسرائيلي الى ما يفعله ولا يفعله إلا عندما ترى القيادة مصلحة في ذلك، فالمعركة العسكرية والأمنية مفتوحة والحساب لم يُغلق، من الحاج غالب الى الحاج عماد وما قبلهما وما بعدهما، ولذلك فان العمل الأمني يقتضي بالكتمان، الا ان اسرائيل تفهم الرسائل والرسائل المتقابلة».
بحسب هذا المصدر فان «من المهمّ الاشارة الى ان مشاركة حزب الله بالحرب الدائرة في سورية ربطت مصير الحزب بالنظام السوري وكل ما يتعلق به، وقد اعلن الرئيس بشار الاسد فتح جبهة الجولان على مصراعيها، وتالياً فان اي عملية اسرائيلية لضرب مصالح النظام وإضعافه تُعتبر ايضاً ضربة لحلفائه وبالتالي تعني الحزب مباشرة».
ويؤكد المصدر نفسه لـ «الراي» ان «اسرائيل اغتالت شخصيات سورية عملت مع المقاومة وتعمل على تطوير صناعة الصواريخ والحرب الالكترونية ضد اسرائيل، كما لاحظنا ان منصات متقدمة وأجهزة الكترونية وقواعد استخباراتية للتنصت على اسرائيل قد هوجمت او دُمرت دون ان يكون لها اي تأثير بالحرب الداخلية الدائرة على ارض المعركة، مما يؤكد الأصابع الاسرائيلية المنغمسة في الحرب السورية، وتالياً وبتواجدنا على ارض المعركة ذاتها، نجد انفسنا معنيين بمَن قتل اللواء الشيخ او غيره من الضباط الذين يعملون ضد عدو مشترك».
ولم يؤكد المصدر ولم ينف، مسؤولية الحزب المباشرة عن مقتل مزراحي، الا ان الحرب الباردة والساخنة لم تعد تحت الرماد فقط بل خرجت الى العلن عندما ضربت اسرائيل هدفاً في داخل لبنان ضد مركز للمقاومة (جنتا الحدودية) وأجاب «حزب الله» بدوره بضربات متعددة اعترف امينه العام السيد حسن نصرالله بواحدة منها لتصل الرسالة الى مَن يهمه الامر. فهل الرسائل تتبعها رسائل اخرى يريد «حزب الله» القول عبرها اننا اهل للمعركة ونطلبها ونطالب بها؟
صحيفة الراي الكويتية