هكذا ينشر أحمد الاسير الفتنة على الإنترنت !
موقع إنباء الإخباري ـ
محمد كسرواني:
أصبح من السهل على “إمام” مسجد بلال بن رباح في عبرا أحمد الاسير، أن يدير معارك “الفتنة” في صيدا.
فكل ما يحتاجه الأسير اليوم ـ بالإضافة إلى ميليشياته المسلحة ـ عدد من “الفايس بوكيين” المختصين في عمليات التضليل والإغواء.
وبرأي الأسير، فإن ترويع المدنيين وتخويفهم، وإغلاق المحال التجارية في صيدا، واثارة الرأي العام بالسلاح، لا يكفي. ولا بد أن يكون هناك من “ينعر” السلم الأهلي والاستقرار، على أوسع شبكات التواصل الاجتماعي، بتعليقات لا تتصل بالحقيقة وبتهدئة الرأي العام بشيء.
ومن يعلم كيف يخرب أمن صيدا يعلم جداً كيف يحوّل اشتباكاته الى طائفية وعنصرية.
خلال الساعات الدامية التي شهدتها صيدا يوم أمس، ادار إمام مسجد بلال بن رباح في عبرا أحمد الاسير معركتين، الأولى بميليشياته في الشارع، فروّع المدنيين، وأغلق المحلات، وأربك القوى الأمنية ما استدعى الجيش اللبناني ليعزز وجوده في عبرا ويعيد الاستقرار الى المنطقة.
والحرب الثانية قادها الأسير في وسائل التواصل الاجتماعي. ولا يجب أن تكون ذكياً جداً لتلاحظ أن الهدف العام من هذه المعركة كان اثارة الفتنة، وتحريض الرأي العام وتوتير الأجواء لا سيما في صيدا. فمع بدأ الاشتباكات في صيدا قام موقع … برصد “صفحة الموقع الرسمي للشيخ أحمد الأسير الحسيني” على موقع التواصل الاجتماعي ” فايس بوك”، وكان التالي.
أول تعليق استهل به الاسير فتنته على الموقع كان: “عاجل عاجل اطلاق قذائف مدفعية من حارة صيدا ذات الأغلبية الشيعية على مسجد بلال بن رباح”. يبدو أن الاسير اراد “هزّ” عصا الفتنة بكل ما أوتي من قوة. فرسالة الفتنه واضحة، فالأسير يقول بصورة مبطنة “شباب شيعة من قرية شيعية يطلقون قذائف مدفعية على مسجد بلال بن رباح السنّي”.
تعليق الأسير الأول ما سلك “طريقه” كما توقع، فكتب في تعليق آخر: “عاجل عاجل بدأ القصف علينا من جهة حارة صيدا ذات الأغلبية الشيعية وقد اصيب المسجد من عدة أماكن”. تعليق يدعو سكان مدينة عبرا الى التجمهر والاحتجاج، ويصطنع أحداثا لا وجود لها أصلاً، هدفها الفتنة وإثارة الرأي العام، في حين لم تذكر أي وسيلة إعلامية أو مصادر محلية أن المسجد في عبرا تعرض لأي اذى !
معركة الأسير الالكترونية، كانت تحتاج إلى شيء من الحنان واستعطاف الناس. فانهالت التعليقات التي طلب الأسير فيها إلى نفسه وإلى مناصريه الدعاء بالنصر. تعليقات كثيرة كتبها الأسير منها “ادعو لنا ادعو لنا”، وآخر يطلب من الناس الدعاء للنصرة في الحرب والقتال: “اللهم أنت عضدي وأنت نصيري… بك أحول وبك أصول وبك أقاتل”.
بعد حملة الدعاء، ربما وجد الأسير أن نيران الفتنة لم تحرق كل صيدا بعد، فكتب تعليقا آخر قال فيه إن “شبانا ينتمون إلى حزب الله وحركة أمل اقتحموا منزل فضل شاكر”، وهذا ما نفاه كل من الطرفين.
أكاذيب الفتنة أبطلتها القوى الصيداوية والجيش اللبناني. فبعد وصول الجيش الى المنطقة، وإعادة الأمن الى المكان، أكمل الاسير معركته على الانترنت. فزعم “استمرار سقوط قذائف صاروخية ومدفعية على مسجد بلال بن رباح”. وأضاف بعدها أن “هذه القذائف المزعومة “اشتدت وتيرتها !”.
ولأن هذه التعليقات الكاذبة لم تصدقها الوسائل الإعلامية، وخصوصاً أن صور الاشتباكات التي عرضت على وسائل التواصل الاجتماعي انحصرت بالأسلحة الخفيفة والـ “أر.بي.جي”، طلب الأسير من مناصريه نشر أخبار الصفحة مدعياً أنه يعيش في تعتيم اعلاميّ.
دخول الجيش إلى المنطقة وفرضه السيطرة التامة، أجبرا الأسير على إنهاء مهمته في نشر الفتنة، فكُتب على الصفحة على “فايس بوك”، “الآن هدوء حذر”، وأُضيف في تعليق آخر “توقف الاشتباكات بفضل الله”.
إذاً يبدو أنه بات للأسير معركتان في صيدا: واحدة يهدف منها إلى شلّ حركة المدينة وزيادتها قلقاً، وأخرى يثير فيها الرأي العام ويوهمه بما لا يتصل بالحقيقة بشيء، فيشيع الفتنة المدروسة والتحريض الطائفي، في وقت تتزامن فيه الحملات الإعلامية والسياسية على القضية الفلسطينية والمقاومة اللبنانية، ما يخلق شكوكاً بما ينظر إليه الأسير مستقبلاً وخصوصاً أنه توعد خلال خطبته يوم الجمعة الماضي بأن المنطقة مقبلة خلال أيام أو شهور أو سنوات على حرب قاسية جداً. فمذا يريد الأسير من صيدا عاصمة الجنوب المقاوم ؟