هدف الإحتلال القادم والذي قد يفجر المنطقة!
صحيفة المنار الفلسطينية:
تحاول حكومات الاحتلال “الإسرائيلي”، في كل مرة تجد نفسها، أنها فقدت ثقة وتأييد الشارع “الإسرائيلي”، مجبرة على فتح درج الملفات العالقة التي عجزت ما قبلها على إتمامها، لتوصل رسالة لسابقيها وجمهورها أنها الأجدر والأقوى على القيادة.
وكعادتها، تبحث دائما عن الجزء الأضعف (الشعب الفلسطيني)، في محاولة لتسجيل نصرٍ سعى من قبلها لتحقيقه ويفشل بفعل صمود وقوة وصلابة الحق الفلسطيني المدافع عن أرضه ووطنه.
فحكومة المستوطن “بينت” التي تحكم كيان الاحتلال الآن، تعيد طرح ملفات وقضايا لا نهاية لها غير الفشل دائما، فقد أعلنت مصادر عبرية ، أن حكومة الاحتلال “الإسرائيلي” وضعت مُخططاً جديداً لإخلاء قرية خان الأحمر الواقعة شرق مدينة القدس المحتلة، وتهجير أهاليها، وتعتزم تنفيذه خلال الفترة القريبة المقبلة، يقضي بإخلاء خان الأحمر وإعادة بناء القرية لاحقا في مكان مجاور يبعد نحو 300 متر عن الموقع الأصلي للقرية، ونقل سكانها إلية.
خطوات متسارعة
رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان الوزير مؤيد شعبان، أكد أن حكومة “بينت” تقوم بخطوات متسارعة جداً في هذا التوقيت بدعم المستوطنين الذين يمارسون كافة أنواع العربدة ضد أبناء شعبنا الفلسطيني وخاصة ضد سكان قرية الخان الأحمر.
وأوضح الوزير شعبان خلال حديث لـ”فلسطين اليوم”، أن حكومة الاحتلال ومستوطنيها تحاول منذ أشهر ممارسات كافة وسائل الترغيب والترهيب ضد سكان قرية الخان الأحمر، الهدف المتجدد لدى هذه الحكومة والحكومات السابقة والسعي منه الإعلان عن القدس الكبرى واعتبارها عاصمة لكيانه وقضائه على حل الدولتين.
وأشار إلى أن استمرار حالة التراخي الشعبي المدافع على هذه القضايا وعلى رأسها قضية الخان الأحمر، ستجعلنا نصل لحالة انحسار، سنبقى نتعرض فيها لعربدة كل هؤلاء المستوطنين وجيش الاحتلال الذي يمدهم بكل الإمكانيات، مطالباً الكل الفلسطيني بضرورة الوقوف سداً منيعاً أمام عربدة المستوطنين وقرارات حكومة الاحتلال بتفعيل كل خيارات المقاومة الشعبية على كافة الحواجز وأماكن تواجد المحتل.
توقيت القرار
بدوره، علل الكاتب والمحلل السياسي حسن لافي، أسباب اختيار حكومة الاحتلال “الاسرائيلي” الوقت الحالي لإعادة طرح قرار إخلاء قرية الخان الأحمر الواقعة شرقي مدينة القدس المحتلة، وتهجير أهاليها.
وأوضح لافي خلال حديث لـ”فلسطين اليوم”، أن أول الأسباب التي دفعت الحكومة لإعادة طرح قرار إخلاء الخان الأحمر؛ هو وجود الدعم اللامتناهي لحكومة المتطرف “نفتالي بينت”، من قبل دول التطبيع العربي، كذلك الصمت الأمريكي المنشغل في ملفات أكثر أهمية كـ”ملف النووي الإيراني”.
“الأمر الثاني يتعلق بمكانة قرية الخان الأحمر لما لها علاقة فيما يسمى مخطط فصل القدس عن محيطها العربي بشكل كامل، وخاصة وأنها البوابة الشرقية المتبقية لمدينة القدس وذات اتصال مع الكل الفلسطيني، لذلك يحاول إخلائها لمحاصرة القدس بالكامل وفصلها عن محيطها الفلسطيني من كل الجهات”.
” أيضاً ثقة الحكومة الإسرائيلية وشعورها بحالة الاستقرار، خاصة وأن المعارضة وعلى رأسها نتنياهو أصبحت بعيدة وذات فعالية ضعيفة، خاصة مع احتمالية خروج نتنياهو العدو الأول للحكومة من الحياة السياسية، فضلاً عن أن الذي يقود الحكومة هو المستوطن ” نفتالي بينت”، والذي يحاول أن يكون داعماً للمشروع الاستيطاني، الذي من المؤكد سيزيد من مشروع اعتماده في المستقبل فضلاً عن ضمان خط المستوطنين له من أجل دعمه في الانتخابات”.
السيناريوهات المتوقعة
وبشأن السيناريوهات المتوقعة بعد قرار الاحتلال إخلاء الخان الأحمر، توقع الكاتب السياسي، أن تتفجر الأوضاع الميدانية مجدداً في كافة أماكن التواجد الفلسطيني على غرار ما حصل إبان انتفاضة القدس والذي عقبها اندلاع مواجهة مع المقاومة في قطاع غزة، خاصة وأن الكل الفلسطيني يجمع على رفض خطة الاحتلال لتهجير القرية.
يذكر أن محكمة الاحتلال العليا قد استجابت في أيلول/ سبتمبر 2021، إلى طلب حكومة الاحتلال بتأجيل إخلاء القرية الفلسطينية لمدة ستة أشهر إضافية.
وجاء قرار المحكمة إثر توصية “الشاباك” بعدم إخلاء القرية في الوقت الحالي، وفي ظل الضغوط الدولية على حكومة الاحتلال في هذا الشأن.