هجمات وعنف غير مسبوق للمستوطنين على الفلسطينيين
وكالة أنباء آسيا-
سامر الخطيب:
تقول الكاتبة في صحيفة الإندبندنت البريطانية إن المستوطنين الإسرائيليين “دمروا أكثر من 100 شجرة تقع على أرض في الضفة الغربية المحتلة تقوم عائلة سليمان الجعفر بزراعتها منذ أكثر من قرن. اقتُلعت بعض الأشجار تماما، فزرع أفراد الأسرة المزيد بسرعة خوفا من استيلاء المستوطنين على الأرض والادعاء بأنها غير مأهولة”.
وقال سليمان لصحيفة الإندبندنت إن “هذه الهجمات غير مسبوقة هذا العام من حيث وتيرة ومستوى العنف”، وأضاف “هناك منظمات مؤيدة للاستيطان تحرض المستوطنين بل وتنقل الناس بالحافلات إلى بعض المناطق”.
وشهد موسم الحصاد هذا العام، الذي بدأ في أكتوبر/تشرين الأول، تصاعدا في هجمات المستوطنين الإسرائيليين على مزارع الزيتون الفلسطينية، “لكن بدلا من محاولة منع العنف، يقول النشطاء إن إسرائيل تستخدمه كأداة لإبعاد الفلسطينيين عن الزراعة وأراضي المراعي في الضفة الغربية المحتلة”، وفق الكاتبة.
وتشير الكاتبة إلى أن تقارير تفيد “أنه كان هناك ارتفاع بنسبة 60 في المئة في الهجمات العنيفة من قبل المستوطنين المتطرفين مقارنة بعام 2020، والتي كانت بالفعل سنة سيئة”.
وتلفت الكاتبة إلى أن البيانات التي جمعها مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية تقول إنه “منذ بداية موسم قطف الزيتون، قام أشخاص معروفون أو يُعتقد أنهم مستوطنون بإتلاف أو سرقة محصول أكثر من 2000 شجرة”.
ويقول سليمان، وفق ما تذكر الكاتبة، إن المستوطنين “حاولوا حرق قطعة الأرض نفسها العام الماضي. هذا لتدمير سبل عيشنا وإجبارنا على المغادرة حتى يتمكنوا من القول بأن هذه الأرض ليس بها شعب. لقد اشتكينا إلى الشرطة الإسرائيلية وقالوا إنه لا يوجد شيء يمكننا القيام به حيال ذلك”.
وتلفت الكاتبة إلى أن البيانات التي جمعها مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية تقول إنه “منذ بداية موسم قطف الزيتون، قام أشخاص معروفون أو يُعتقد أنهم مستوطنون بإتلاف أو سرقة محصول أكثر من 2000 شجرة”.
ويقول سليمان، وفق ما تذكر الكاتبة، إن المستوطنين “حاولوا حرق قطعة الأرض نفسها العام الماضي. هذا لتدمير سبل عيشنا وإجبارنا على المغادرة حتى يتمكنوا من القول بأن هذه الأرض ليس بها شعب. لقد اشتكينا إلى الشرطة الإسرائيلية وقالوا إنه لا يوجد شيء يمكننا القيام به حيال ذلك”.
وعلى خلفيّة موجة عُنف المستوطنين في موسم قطاف الزيتون، نشرت منظمة “بتسيلم” لحقوق الإنسان تقريراً يُظهر أنّ عُنف المستوطنين يندرج ضمن عُنف الدّولة، وأن الكيان الاسرائيلي يستخدمه من أجل الاستيلاء على مزيد من الأراضي في الضفة الغربيّة.
استولت “إسرائيل” على أكثر من 28.000 دونم من الأراضي الزراعيّة والمراعي التي درجت تجمّعات فلسطينيّة على استخدامها منذ أجيال بواسطة عُنف المستوطنين.
وكان هذا ما أظهره تقرير “بتسيلم” الذي نُشر في 14 تشرين الثاني (نوفمبر). وتناول تقرير بتسيلم خمس مناطق: في تلال جنوب الخليل استولى مستوطنون من “حفات معون” و”حفات يسّخار” على 2.640 دونماً؛ وقرب خربة زنوتة المجاورة استولى مستوطنون من ثلاث مستوطنات زراعيّة على 5.050 دونماً؛ وفي منطقة مستوطنة “حلميش” استولى مستوطنون على 3.171 دونماً؛ كما استولى مستوطنون من “حفات جلعاد” على 2.576 دونماً؛ وفي الأغوار الشماليّة استولى مستوطنون من “المزرعة الاستيطانيّة أم زوكا” على 14.979 دونماً. وفي المناطق الخمس التي تناولها التقرير، تبلغ مجمل مساحة الأراضي التي مُنع الفلسطينيّون من الوصول إليها بفعل عُنف المستوطنين -بالوكالة عن الدّولة- 28.416 دونماً، وهي مساحة تفوق مسطّح نفوذ المدُن “رمات غان” و”بات يام” و”حولون” معاً.
منذ تأسيسها، وثّقت منظمة “بتسيلم” هجمات يوميّة يشنّها مستوطنون. ولو كانت “إسرائيل” معنيّة بمنع هذا العُنف لفعلت ذلك بحكم أنّها الجهة المسيطرة في المنطقة، غير أنّ حكومات “إسرائيل” المتعاقبة ارتأت عوضاً عن ذلك تسخير عُنف المستوطنين وإدراجه كأداة ضمن سياسة الاستيلاء على الأراضي الفلسطينيّة بهدف نقلها إلى أيدي الصهاينة. وكجزء من السّياسة التي تتّبعها منذ سنين، تدعم “إسرائيل” المستوطنين الذين ينهبون الأراضي بالعُنف وتوفّر لهُم الحماية والتمويل.
وتسمح “إسرائيل” للمستوطنين بالمكوث داخل أراضٍ نُهبت من فلسطينيّين بالعُنف وتيسّر مكوثهم فيها. ولأجل ذلك تموّل الدّولة الحراسة المطلوبة لهُم وتشقّ لهُم الشوارع والطرق وتربطهم بشبكات المياه والكهرباء وتدعم عبر وزاراتها المختلفة المشاريع الاقتصاديّة التي أقيمت لأجلهم. وفي موازاة ذلك تُتيح لهُم الدولة شنّ هجمات عنيفة ضدّ الفلسطينيّين -بل وتدعمهُم في تنفيذها: حيث يمتنع الجيش عن التصادُم مع المستوطنين الذين يُلحقون الأذى بالفلسطينيّين ولا يمنع اعتداءاتهم، حتى أنّ جنوده أنفسهم يشاركون فيها؛ ثم يمتنع جهاز إنفاذ القانون الإسرائيلي لاحقاً عن إنفاذ القانون بحقّ المستوطنين الذين ألحقوا الأذى بفلسطينيّين.
كانت النتيجة التي توصّلت إليها “بتسيلم” في التقرير الجديد هي أنّ أحداث العُنف التي ينخرط فيها مستوطنون ليست مبادرات فرديّة، وإنّما هي عُنف دولة وأنّه عُنف يسخّر كأداة إضافيّة -رسميّة بدرجة أقلّ- في”صندوق العدّة” الإسرائيليّ المخصّص لتجريد الفلسطينيّين من أراضيهم. وليس من شأن التظاهُر بأنّ هؤلاء هم بعض “النماذج العشوائية” فقط، والقول إنّ هؤلاء “شبيبة التلال”، وكأنّ جهاز إنفاذ القانون يُعالج أعمال العُنف هذه على الوجه الأمثل، سوى أن يُتيح ل”إسرائيل “الرقص على الحبلين: أن تُبقي لنفسها ما أمكنها من متّسع للإنكار من جهة، وأن تحقّق هدف الاستيلاء على أراضٍ في الضفة الغربيّة كنتيجة لعُنف المستوطنين أيضاً.