نواب و نوائب

lebanese-parlement

موقع التيار الوطني الحر الإخباري ـ
عباد زوين:

منذ أسابيع، كنت، في المنزل، أقلب شاشات التلفزيون فوقع نظري على نائب، من أهل الذمة، فتوقفت قليلا لأسمعه يقول ما مفاده أن سلاح الجيش اللبناني كله غربي، لذلك لا يصلح أن نقبل عرض السلاح الروسي، و إن كان بسعر منخفض يبلغ ثلث مثيله الغربي. لم أفاجأ بموقفه لسببين: ألأول يعود لتبعيته، كعبد يتبع سيده، فيتحول إلى مجرد مسجلة تدور عند كل “كبسة زر”، لتسمعك صوت سيده. و الثاني لأنه من صنف السياستجين، الذين يطلق عليهم زورا لقب سياسيين، وهم صورة وإحدى أسباب مصائبنا المتلاحقة.
لو كان هذا النائب جدياً، لكلف نفسه سوأل أحد كبار ضباطنا المتقاعدين، لعرف أن جيشنا يستعمل، بكل فعالية وسهولة، ومنذ عشرات السنين، السلاح الروسي في المدفعية والدبابات وراجمات الصواريخ، إلى جانب قاذفات الأر. بي. جي. وأن قسما من الرشاشات الثقيلة، على مصفحات جيشنا من صنع روسي…

وأمس، وصلني تصريح خطير لوزيرة خارجية أوستراليا السيدة “جولي بيشوب” تقول فيه: لقد ثبت لدينا أن تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام، المعروف أيضا باسم داعش يستعمل غاز الكلور، المحرم دوليا، و داعش يسعى، جاهدا، لتوظيف علماء غربيين ذوي كفائة في مجال الأسلحة الكيمائية.

وما أن أنتهيت من قراءة هذا الخبر المثير، من أوستراليا الدولة الجدية المتطورة، ذات النظام الصارم  مع سياسييها ومسؤوليها: رؤساء وزارات، وزراء وحكام مقاطعات، حتى كان وقت الأخبار.

و فيما كانت الشاشة تنقل أخبار  المعارك الدائرة في جرود عرسال و القلمون بين رجال المقاومة اللبنانية وبين التكفيريين المتواجدين هناك، من نصرة وداعش، شاهدت ريبورتاجا مصورا من أرض المعركة. وفيما الكاميرا تنقل مشاهد المواقع التي أخلاها الإرهابيون التكفيريون شاهدت ما تركوه خلفهم، في أحد المواقع، فوقع نظري على قذائف و عبوات، ولفتني وجود كمامات ضد الغاز بين هذه القذائف . فتسألت عن سبب وجود هذه الكمامات في قتال ليس فيه أسلحة كيمائية. ثم انتبهت أن الصور والمشاهد هي لمواقع كانت لجبهة النصرة، التي بينها وبين داعش تقاتل وعداء، ومعرفة بما يملك داعش من أسلحة.

وتعجبت كيف أن تصريح وزيرة خارجية أوستراليا لم يكن بين الأخبار، رغم أهميته.

صحيح أن عدد نواب برلماننا هو 128، ولكن ليسوا كلهم نوابا. فبعضهم نوائب. ونوائب هي جمع نائبة: أي مصيبة. و من هؤلاء النوائب سياستجيون، خارج وداخل البرلمان، يجهدون لتبرير وجود الإرهابيين التكفيريين، وهم إما جهلة وإما عملاء للإرهاب التكفيري. ذلك أن من مبادىء العلم العسكري الدفاعي هو القتال خارج الأرض المنوي الدفاع عنها. فحيث تدور المعرك هناك يكون الخراب.

ألا فلتخرس أبواق العمالة.

[ad_2]

Source link

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.