نعيم قاسم: حزب الله يواجه أخطر مشروع عالمي.. ونحن قبلنا التحدّي
قال نائب الأمين العام لحزب الله سماحة الشيخ نعيم قاسم في كلمة ألقاها في حفل اختتام دورة التربية الناجحة التي أقامتها الهيئات النسائية في حزب الله في مجمع القائ : أن اليوم حزب الله يواجه أخطر مشروع عالمي، يواجه زرعاً إسرائيلياً أراده فزاعة لكل المنطقة وأرادوه مغيِّراً للبنية الثقافية والاجتماعية والسياسية ومستقبل الأجيال، ونحن قبلنا التحدي. اليوم المواجهة مع إسرائيل ليست مواجهة عادية ومرحلية لأنها مواجهة مشروع، وإسرائيل تعتدي يومياً، وإذا كانت تحسب حسابات دقيقة بكيفية عدوانها فلأنها مردوعة بالمقاومة، ولأنها تعلم الثمن الذي يمكن أن تدفعه فيما لو ارتكبت حماقة وواجهت لبنان. إسرائيل اليوم لا تترك فرصة إلا وتحاول أن تزرع عدوانها وتوسعه في فلسطين وأن تبني مستقبلها الذي يهيء لها السيطرة على المنطقة بأسرها. أستغرب أولئك الذين لا يرَون العدوان الإسرائيلي والخطر على لبنان ولا يرَون الغارة الإسرائيلية على الحدود اللبنانية السورية ولا التحديات الإسرائيلية اليومية ولا احتلال مزارع شبعا وتلال كفرشوبا والخروقات الجوية والبرية المتتالية، نحن في حزب الله مصممون على مواجهة العدوان، ولن نقبل أن نتعايش معه ونقبل مشروعه، نريد تحرير الأرض بالكامل وأن نأخذ استقلالنا بمعزل عن أية وصاية، ومن حقنا أن يكون لنا ولأجيالنا المستقبل الحر النزيه.
وأضاف: نحن في مواجهة مع إسرائيل، وسنبقى جاهزين ومستعدين دائماً، ولولا جهوزية المقاومة لتكرر عدوان تموز مرات ومرات، ولولا انتصار تموز عام 2006 والانتصارات المتتالية في التحرير عام 2000 لما كان للبنان قيامة ولما كانت له دولة ولا عزة ولا منعة، لبنان مدين للمقاومة بقوته وحضوره وثباته واحترامه على مستوى العالم، ولبنان مدين لمقاومته بردع إسرائيل، ولا قيمة للبنان من دون مقاومة، بل لا وجود للبنان من دون مقاومة، لأنهم يستضعفونه ويمررون المشاريع من خلاله، أما مع المقاومة فلم يعد هناك مشاريع على حساب لبنان.
وحول تشكيل الحكومة والبيان الوزاري قال الشيخ نعيم: نحن سهلنا تشكيل الحكومة اللبنانية، وأثبتنا مرونتنا لمصلحة البلد وقدمنا تنازلا بقبولنا بحكومة الثلاث ثمانيات، وقدم الطرف الآخر التنازلات، فكانت الحكومة التي تشكلت، ولكن كل هذا بدون المس بالثوابت الأساسية، وليس هناك داعٍ للانفعال والتوتر من قبل بعض السياسيين، حيث علينا أن نحترم بعضنا خاصة عندما يتعلق الأمر بمستقبل البلد ومقاومته وموقعه من التطورات الأخيرة التي تؤثر على لبنان وعلى مستقبله. نحن شركاء في لبنان، نتفق معاً ونسير معاً، ولا تستطيع أية جهة أن تأخذ البلد إلى حيث تريد، كائناً من كانت هذه الجهة. أما البيان الوزاري فهو صورة عما ستكون عليه الحكومة، وما ستفعله في المستقبل، والبيان الأصدق والمطابق للواقع هو الذي يؤكد على المقاومة، وفي هذا قوة للبنان في مواجهة إسرائيل، وعدم الالتهاء بأوهام لتحقيق مكتسبات سياسية بالتشاطر ومن دون أن يكون لها ترجمة عملية لأن المقاومة حقيقة، فالمقاومة عمود من أعمدة البيان الوزاري وهو لا يستقيم من دونها، البعض يريد كتابة وجهة نظره في الاستراتيجية الدفاعية في داخل البيان كنتيجة نهائية وكأن اللبنانيين قد أجمعوا عليها، إذاً لماذا نناقش على طاولة الحوار إذا كنا متفقين على الاستراتيجية الدفاعية، انتظروا لنناقش هناك ما يجب نقاشه، أما البيان فهو نتيجة توافق الآراء ولا يمكن لأحد أن يفرض رأيه على الآخرين في البيان الوزاري، الذي يجب أن يكون صورة عن التوافق، لا غلبة لفريق على فريق آخر.