نصف حقيقة تقصم ظهر الخليج الفارسي
وكالة مهر للأنباء –
حسين علي حسني حمية:
السعودية دولة عربية ولدت من رحم بريطانيا وسياساتها الإستعمارية كرأس حربة إسلامية في أقدس بلاد الإسلام ضمن المنظومة السياسية الإنكليزية الرامية لتقسيم المنطقة وتامين المناخ الآمن لولادة الكيان الغاصب إضافة لتحرير معابر التجارة الجنوبية من قبضة المسلمين.
وهكذا برز حكم العائلة الدموية وإرتبط حكمها بدعم وإحتضان الدعوة السلفية الوهابية التي تكفر السواد الاعظم من المسلمين، وهكذا بدأت السعودية بتأدية واحدة من أخطر المهام في ذلك الزمن والرامية لتمزيق وحدة المسلمين وخلق معركة “إسلامية – إسلامية” تشغل الجميع عن أطماع الغرب وتوفر مناخاً آمن وغطاء دينياً لمصالح هذا الغرب وربيبته إسرائيل.
بلغ جشع آل سعود وشهوتهم الغير محدودة للحكم مكاناً حوّلتهم لعبيد رسميين للسادة الغربيين، فلم يكتفوا بإصدار الفتاوى المشبوهة او دعم النزاعات المحلية بالسلاح والعتاد إنما كانت الأجهزة الأمنية السعودية جزء من العمليات الأمنية التي قادتها القوى الغربية لتصفية أهم المقاومين في مراحل مختلفة
لعبت السعودية دوراً اساسياً في مختلف مراحل الصراع وقد أتقنت فن التلاعب بعواطف وعقول المسلمين لزجهم في آتون الصراعات الدينية والمذهبية لكسب ودّ الإنكليز والأمريكان، وبلغ جشع أبناء هذه العائلة وشهوتهم الغير محدودة للحكم مكاناً حوّلهم لعبيد رسميين للسادة الغربيين، فلم يكتفوا بإصدار الفتاوى المشبوهة او دعم النزاعات المحلية بالسلاح والعتاد إنما كانت الأجهزة الأمنية السعودية جزء من العمليات الأمنية التي قادتها القوى الغربية لتصفية أهم المقاومين في مراحل مختلفة.
وخلال السنوات الماضية والى يومنا الحالي نقل ابن سلمان السعودية إلى مرحلة التآمر العلني وذلك بعد تورّطه بقتل احد معارضيه وهو الصحفي الخاشقجي الذي كان حلقة من مسلسل تصفيات الخصوم الذي تورط به العديد من ملوك السعودية وأمراؤها.
اليوم تشهد هذه المملكة مجموعة أزمات متلاحقة جعلتها غير متمكنة من السيطرة والعمل وفق الاصول الدبلوماسية، فهي الخاسرة والغارقة في وحول اليمن بطلب امريكي وهذا الأمريكي بنفسه يحاول اليوم إدانتها بجرائم ضد الإنسانية في اليمن ليشدد الخناق عليها ويزيد من إبتزازها مالياً، وفي نفس الوقت هي خسرت أحد أهم عناصر قوتها مع إنتقالها لرعاية مسار التطبيع مع العدو الغاصب وتصفية القضية الفلسطينية وهذا ما جعلها تخرج من الشمولية الشعبية التي كانت تنظر لها كمرجعية إسلامية إلى إنكشاف واضح أمام الشعب الفلسطيني مما جعل المحور المقاوم يحرز تقدماً أوسع على المستوى الشعبي في فلسطين واليمن والمغرب العربي.
ولا يمكن أن ننسى حصار قطر الذي إنتهى بتراجع سعودي عن موقفه بعد توجه قطر إلى الجمهورية الإسلامية الإيرانية كورقة خلاص وكان رهانها في مكانه، وخسارة السعودية المعركة العسكرية في سوريا والسياسة في لبنان رغم المليارات التي حرصت على إنفاقها هنا وهناك كل ذلك جعلها تعيش قلقاً دبلوماسياً حاداً، ولم تتحمل الخاسرة على جبهة مأرب الإستراتجية التي تُعدّ توصيفاً مؤدباً ودبلوماسياً يحمل في طياته نصف حقيقة ما يحدث في اليمن.
وإنطلقت على اثر تصريحات وزير الاعلام اللبناني، جورج قرداحي، شرارة أزمة دبلوماسية بين لبنان والسعودية والتي أجبرت دول التعاون الخليجي على مساندتها وذلك بهدف زيادة الضغط على لبنان لإحراز نصر معنوي يغطي خسائرها في اليمن، ومطالبة بإعتذار لبناني وإقالة الحكومة التي لا علاقة لها بكلام قرداحي كونه أدلى به قبل التوزير، ولكن كما العادة كان رهان السعودية خاسراً فلا الحكومة أقيلت ولا إعتذرت ولا الموقف الدولي أيدها ووقف إلى جانبها، بل حتى ردة الفعل الشعبية لمناصريها كانت مخيبة للآمال.
وهذا كله أدى لمزيد من الإنكشاف السعودي أمام شعوب المنطقة وإسفيناً جديداً يدق في نعش مملكة الرمال ككون انها أصبحت عبء على أسيادها الغربيين الذين يضغطون بإتجاه تغير صورتها بشكل كامل لأنها في كل مرة تقدم فضيحة إنسانية لا تقوى هذه الدول على تحملها أمام الرأي العام المحلي والدولي، يضاف إلى ذلك تصريح المسؤولين الغربين في أكثر من مناسبة أن حقيقة العلاقة مع السعودية لا تعدو كونها علاقة نفعية ريعية يُستفاد من أموالها الطائلة لتمويل مشاريع ومخططات الغرب.
تعيش السعودية قلق فقدان الدور والإنكشاف العربي من قضية فلسطين وغيرها من قضايا الامة بالإضافة إلى الهزيمة في اليمن وتعامل الغرب معها الذي جرها لتعيش التبعية المهينة وتبديد الثروات والإبتزاز دون أي أفق للمستقبل.