موسم الترفيه: الرياض تخفي إخفاقاتها خلف الأضواء!
موقع الخنادق:
بعد سطو ولي العهد السعودي محمد بن سلمان على الحكم في المملكة، واقصاء والده الملك سلمان بن عبد العزيز عن الواجهة، وما تبعه من إخفاقات اقترن بها اسم البلاد خاصة بعد تورطه في حرب اليمن، ثم عملية اغتيال الصحفي جمال خاشقجي وما أثّر ذلك على مكانة البلاد وسمعتها وموضعها الدولي وارتباط اسمها بالأعمال الإرهابية عالمياً كونها المصدر الأول للحركة الوهابية، قرر بن سلمان الاعتماد على الدعاية لإعادة تلميع صورة المملكة التي باتت ملوّثة بالدم من العراق إلى سوريا واليمن حتى ضمن السعودية نفسها. ولأجل ذلك كانت انطلاقة الحفل الدعائي الضخم: “موسم الترفيه في الرياض” ضمن ما يسمى “خطة 2030” التي أطلقتها المملكة عام 2016.
السعودية التي ألغت موسم الحج في العامين الماضيين “امتثالاً لمقاصد الشريعة الإسلامية في حفظ النفس البشرية” والسماح فقط “لـ 60 ألفاً فقط من المواطنين والمقيمين في المملكة” بأداء هذه الفريضة حسب تصريح نائب وزير الحج عبد الفتاح بن سلمان مشاط، استقبلت حوالي 750 ألف زائر في الموسم الثاني من “موسم الترفيه” في الأيام الأولى للافتتاح مع استمرار توافد الزائرين، رغم عدم انتفاء العذر -أي وباء كورونا- حيث تسجل المملكة أكثر 548303 حالة إصابة حيث انها لا تزال تغلق المدارس ودور الأطفال. ما يجعل السعودية مُدانة عقائدياً ومبدئياً وأخلاقياً بالنسبة لكل المسلمين في العالم مع اختلاف مشاربهم وجنسياتهم.
وقد كان من اللافت أيضاً سعر البطاقة الذي يتراوح ما بين 50 و3000 ريال سعودي أي ما يعادل 13$ إلى 800$ بينما تتراوح تكلفة الحج كما حُددت عام 2018 بعد زيادة الضرائب من 7500 ريال (2000$) إلى 26255 ريال سعودي أي ما يعادل 7000$.
من جهة أخرى، فإن الرياض التي يعاني أكثر من 20% من مواطنيها من الفقر المدقع إلى درجة فقدان المأوى والمأكل وبطبيعة الحال عدم قدرتهم على التعليم والاستشفاء وغيرها من الحاجات الأساسية، حيث يظهر حجم التفاوت الطبقي والانقسام العامودي بين الطبقات الاجتماعية بشكل صارخ خاصة في مناطق جنوب البلاد مع استحواذ العائلة المالكة على مقدرات الدولة وثرواتها، تصرف أكثر من 6 مليار و400 مليون دولار على “موسم الترفيه” هذا.
ثمّة مَن يعتقد داخل المملكة وعلى رأسهم محمد بن سلمان ان المليارات والآبار النفطية بإمكانها ان تبني دولاً. غير ان مئات وسائل الاعلام العالمية التي تواكب هذا الحدث الضخم والتي يستغلها بن سلمان لتقديم نفسه على انه ولي العهد الشاب الإصلاحي الذي يتطلّع إلى مستقبل باهر لبلاده، تبثُّ في الوقت عينه مشاهد مقتل الجنود السعوديين في جازان ونجران وعسير وغيرهم من القوات التي رماها في نار الحرب اليمينة التي افتعلها بمباركة أميركية-إسرائيلية. وتواكب الخسارة المدويّة التي مُنيَ بها خاصة في مأرب.