موسكو: حوارنا مع واشنطن براغماتي ولسنا في مرحلة "إعادة إطلاق"
لم تدخل العلاقات الروسية الأمريكية مرحلة “إعادة إطلاق” جديدة، لكن موسكو تعتبر أن البراغماتية تطبع اليوم حوار البلدين حول مجالات محددة يمكن لكليهما الاستفادة من التعاون فيها.
في هذا السياق قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في مقابلة مع قناة “بلومبرغ” بثت الثلاثاء 2 يونيو/حزيران: “أعتقد أننا نتحلى بدرجة كافية من البراغماتية في حوارنا. ويجري الرئيس فلاديمير بوتين من وقت لآخر مكالمات هاتفية مع الرئيس باراك أوباما، ويجري بينهما حوار براغماتي، وهما يبحثان مجالات محددة للتعاون، حيث يمكن لكلا الطرفين أن يحققا منفعة”.
هذا ناهيك عن الاتصالات المستمرة التي يجريها لافروف حول هذه المواضيع مع نظيره الأمريكي جون كيري.
لكن هذا الزخم لا يرقى حسب لافروف إلى مرحلة “إعادة الإطلاق” في العلاقات بين البلدين التي كانت عنوان العام 2009: “لا أريد أن أطلق على هذا الحوار “إعادة إطلاق العلاقات من جديد، بل اعتبره نتيجة لتفهم ضرورة تطبيع العلاقات”.
ويركز الحوار في الوقت الراهن على الأزمة الأوكرانية، إذ ذكر لافروف تعليقا على محادثاته مع نظيره الأمريكي: “اتفقنا مع كيري على مواصلة الاتصالات بين موسكو وواشنطن بشكل دوري، لكي نتبادل التقييمات ونرى كيف يمكننا أن نؤثر على طرفي النزاع، من أجل التطبيق الشامل لاتفاقات مينسك السلمية”.
وترى أوساط إعلامية وسياسية أن اجتماع الرئيس فلاديمير بوتين بوزير الخارجية الأمريكي في سوتشي الروسية في مايو/أيار الماضي شكل بادرة من بوادر إعادة الدفء إلى العلاقات الروسية -الأمريكية، حيث اكتفى الطرفان بتأكيد تمسكهما باتفاقات مينسك السلمية الخاصة بالتسوية الأوكرانية، والتي تم عقدها في 12 فبراير/شباط الماضي، وهي ساهمت منذ ذلك في إحلال وقف إطلاق النار في منطقة النزاع.
لافروف: موسكو مستعدة لتحمل عقوبات الغرب لفترة طويلة
ذكر وزير الخارجية الروسي أن بلاده مستعدة لتحمل العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها من قبل دول الغرب لفترة طويلة، علما بأن تلك العقوبات تساهم في التنويع الاقتصادي داخل روسيا.
وأوضح: “إننا نركز على سبل الاستفادة من هذه الظروف من أجل تنويع اقتصادنا. وحسب تقييماتنا، يمكننا أن نعمل بهذا النظام لفترة طويلة جدا”.
وردا على سؤال حول توقعاته بشأن الحدود الزمنية المحتملة لتطبيق العقوبات ضد روسيا، قال لافروف: “لا نفكر في ذلك. إننا نركز على إعادة هيكلة اقتصادنا والتكيف مع الظروف الحالية، عندما بات عدد شركائنا التجاريين في أمريكا اللاتينية وآسيا أكبر من شركائنا في أوروبا ومناطق أخرى”.
هذا وتصر موسكو على رفضها بحث موضوع العقوبات مع الغرب، وذلك لأنها ليست الطرف الذي بادر إلى فرضها. وتذكر بأن العقوبات تأتي بخسائر ملموسة على الطرفين، أما الخاسر الأول فهو الاتحاد الأوروبي الذي فقد في روسيا سوقا لتسويق العديد من بضائعه، بسبب العقوبات الجوابية التي فرضتها موسكو. وتستهدف العقوبات الروسية الجوابية ليس الرد على العقوبات الغربية بحسب، بل وحماية قطاعها الزراعي قبل كل شيء. كما دفعت العقوبات الغربية موسكو لمضاعفةجهودها من أجل تنويع الاقتصاد وتوطين الانتاج وتسريع تطوير الصناعات الابتكارية.