مواجهات في بيروت بين القوى الأمنية ومجموعات أثارت الشغب واقتحمت مراكز حكومية واستشهاد عنصر أمني على يد “قتلة مشاغبين”
اندلعت مواجهات بين مجموعات من الأشخاص والقوى الأمنية في وسط بيروت، فيما ألقى المتظاهرون الحجارة، محاولين اقتحام مقر البرلمان. وأعلن الصليب الأحمر اللبناني سقوط أربعة جرحى خلال المواجهات، بينما قال بيان لقوى الأمن إن عددا من عناصره أصيبوا جراء أعمال الشغب، داعيا المتظاهرين السلميين إلى مغادرة ساحة المواجهات.
وأعلنت قوى الأمن الداخلي استشهاد أحد عناصرها “خلال قيامه بعملية حفظ أمن ونظام اثناء مساعدة محتجزين داخل فندق Le Gray، بعد ان اعتدى عليه عدد من القتلة المشاغبين، مما أدى إلى سقوطه واستشهاده”، بحسب بيان قوى الأمن.
وكان المدير العام لفندق “لو غراي” جورج عجيل قد دعا القوى الأمنية التدخل لحماية الموظفين المحاصرين في الطوابق السفلية والعلوية في الفندق، معلنا أن هناك محاولة من بعض الشباب لإحراق الردهة الأساسية للفندق. وبعيد مناشدته شوهد حريق في مدخل الفندق، كما شوهد عدد من المحتجين يرمون الحجارة من على شرفات الفندق.
واعلنت هيئة الطوارئ المدنية في لبنان في بيان ان آليتين تعملان لصالحها كناية عن جرافة وشاحنة من قبل شركة الانماء والتعمير التي تعملمجانافي منطقة وسط بيروت قرب فندق le gray ، تعرضتا في تمام الساعة 17:27 من اليوم 8-8-2020 لعملية حرق من قبل بعض الاشخاص المتظاهرين.
واضافت “ان الهيئة اذ تأسف ان يقوم الذين ينادون بالتغيير باحراق معدات تعمل مجانا وتطوعيا في رفع الردميات من بيروت لانتشالها من مصيبتها، تحتفظ بحقها بملاحقة الذين قاموا بهذا العمل وستتابع الموضوع مع الجهات المختصة وقد ابلغت امين عام الهيئة العليا للاغاثة اللواء محمد خير بالامر”.
واقتحم مجوعات بقيادة مجموعة “الضباط المتقاعدين” مبنى وزارة الخارجية في منطقة الأشرفية ببيروت، وقال العميد المتقاعد سامي رماح من وزارة الخارجية: “اتخذنا مبنى الخارجية مقراً للثورة”، فيما عمد عدد من المحتجين إلى إحراق صورة رئيس الجمهورية ميشال عون في وزارة الخارجية. كما اقتحمت مجموعات أخرى مبنيي وزارتي الاقتصاد والتجارة والبيئة ومبنى جمعية المصارف في وسط بيروت، ثم مبنى وزارة الطاقة والمياه على كورنيش النهر.
ونفت قيادة شرطة مجلس النواب، في بيان، “ما جاء على لسان العميد المتقاعد جورج نادر، بأن أفرادا منها قد أطلقو النار على المتظاهرين”، وأكدت أن “كل ما جاء على لسان نادر مختلق وافتراء لغايات مشبوهة”. وأضافت: “إن قيادة شرطة مجلس النواب تؤكد للمرة الألف أن مهام ضباطها وعناصرها تنحصر فقط بحماية مقر المجلس حصرا، وأن تأمين النطاق الجغرافي لمبنى البرلمان مناط بالقوى الأمنية اللبنانية من جيش وقوى أمن داخلي”.
وكانت مجموعات احتجاجية دعت للخروج في تظاهرات غاضبة اليوم السبت، بعد أربعة أيام من الانفجار الضخم الذي ضرب بيروت، متسبباً بسقوط أكثر من 158 شهيدا وإصابة ستة آلاف آخرين، بينما 21 آخرون على الأقل في عداد المفقودين.
وأوقفت السلطات، التي تعهّدت بمحاسبة المسؤولين عن الانفجار وعن تخزين كميات ضخمة من نيترات الأمونيوم في مرفأ بيروت منذ ست سنوات من دون اجراءات حماية،أكثر من 20 شخصاً على ذمّة التحقيق بينهم مسؤولون في المرفأ والجمارك ومهندسون، على رأسهم رئيس مجلس إدارة المرفأ حسن قريطم ومدير عام الجمارك بدري ضاهر، وفق مصدر أمني.
ولليوم الرابع على التوالي، تلملم بيروت جراحها ويعمل متطوعون وسكان أحيائها المتضررة على رفع الركام وشذرات الزجاج التي تطايرت في كل مكان واصلاح ما يمكن اصلاحه في منازلهم المتضررة بشدة من الانفجار الذي يعد من بين الأضخم في التاريخ الحديث. وبحسب وزارة الصحة، لا يزال 21 شخصاً على الأقل في عداد المفقودين، بينما 120 جريحاً في حالة خطرة.