منظمات تقسيم المجتمع.. المدني
موقع العهد الإخباري-
راشيل كيروز:
لا زالت الفجوة بين منظمات المجتمع المدني تكبر قبيل الانتخابات النيابية. استحقاقات الانتخابات النقابية كانت خير الدليل على الانقسامات داخل المجوعات لعدّة أسباب، والأهم استغلال بعض الأحزاب واختباؤها وراء شعارات الثورة والمجتمع المدني بعد ركوبها موجة حراك 17 تشرين.
وفي هذا الصدد، يؤكد الصحافي غسان سعود في حديث لموقع “العهد” الإخباري أن “حزب “الكتائب” اللبنانية استطاع أن يتقرب من مجموعات حراك 17 تشرين على عكس حزب “القوات اللبنانية”، فرئيس “الكتائب” سامي الجميل تمكن من أن يدخل الى نسيج المجتمع المدني، وعندما انضم للشارع في تحركات 17 تشرين استُقبِل على عكس السياسيين الذين حاولوا الانضمام الى التحركات بمن فيهم سياسيو “القوات اللبنانية”.
انقسام حاد بين “المجموعات”
منذ حراك 17 تشرين ولد العديد من المجموعات المدنية ـ بتمويل اجنبي لافت ـ التي تحمل لواء التغيير وتعتبر نفسها البديل عن السلطة الحاكمة. واليوم الانقسامات بينها عديدة والخلافات تتفاقم. يقسّم سعود المجموعات الى ثلاث: مجموعتان تُحسبان على قوى 14 آذار، والمجموعة الثالثة لديها مشكلة سياسية مع قوى 8 آذار لكنها في الوقت نفسه ليست قريبة من قوى 14 آذار. المجموعتان القريبتان من 14 آذار، إحداها قابلة للتفاهم مع “الكتائب اللبنانية” بعكس الأخرى.
يوضح سعود في حديثه لـ”العهد” أن “الكتائب لعبت بذكاء حيث تفاهمت مع ميشال معوض ونعمة افرام قبل التحالف مع منظمات المجتمع المدني، وبالتالي أصبح لديها مرشح تحت غطاء المجتمع المدني في دائرة الشمال الأولى، ومرشح قوي في دائرة كسروان ـ جبيل، وسامي الجميل مرشح قوي في المتن الشمالي.
القوات اللبنانية تقسم المجموعات… شانتال سركيس نموذجًا!
لم تستطع “القوات اللبنانية” التقرب من مجموعات الحراك مثل “الكتائب اللبنانية”، لكنها أرسلت بحسب سعود الأمينة العامة السابقة شانتال سركيس لتكون رأس حربة لمنع تحالف الكتائب مع المجتمع المدني وهذا يفيد في معركة القوات الانتخابية.
بشرّي خط أحمر!
بينما تحاول “القوات اللبنانية” جاهدة الانخراط في المجتمع المدني، تعتبر بشرّي خطًا أحمر، ومن المستحيل أن تتنازل فيها عن مقعد واحد للمجتمع المدني. بحسب سعود، الحملة التي شنتها القوات لتشجيع المغتربين على التسجيل للانتخابات كانت بهدف كسب مقاعد في قضاء بشرّي وزيادة حظوظهم، لذلك هناك استحالة أن تتفاهم مع المجتمع المدني ليس فقط في قضاء بشري، بل في أي قضاء، رغم ذلك، ستسعى لصبغ بعض مرشحيها بهيئة المجتمع المدني في محاولة للتضليل.
هي إذًا منظمات تقسيم وليست منظمات جمع ولصالح الأحزاب الممولة بالبترودولار لضرب السيادة والحرية والاستقلال التي تتغنى بها في شعاراتها.