منشقٌ يكشف: “مررتُ بـ3 مراحل لأصبح داعشيًا والتقيت السفير الأميركي”
روَى رجل سوري يُدعى “أبو عمر” لموقع “دايلي بيست” الأميركي عبر “سكايب” رحلته من ريف حماة إلى الرقّة حيثُ كان ينتمي إلى الجيش السوري الحر ثمّ أصبح عنصرًا في تنظيم “الدولة الإسلاميّة”، قبل أن ينشقّ ويهرب إلى جنوب تركيا حيثُ يعيش اليوم.
أبو عمر (31 عامًا) متحدّر من كفر زيتا في ريف حماة، كشف أنّه لم يكن يعلم “الإسلام الحقيقي” ولا يصبو للإنضمام إلى حركة تاريخية، ما أراده فقط هو الحصول على السلاح والمال!
وقال: “لدى إنطلاق الثورة السورية وقبل إندلاع الإشتباكات قام السفير الأميركي روبرت فورد بجولة في حماة قبل قطع العلاقات الديبلوماسية بين واشنطن ودمشق. وقد تعرّفت عليه في منزل أبو حمدو، الذي كان أحد منظمي جولة فورد والوفد ديبلوماسي الأميركي هناك”، ولفت إلى أنّ أبو حمدو قتل على يد قوات النظام لاحقًا في الرستن في ريف حمص. وأضاف: “قلنا لفورد الرجاء تعال معنا وانظر إلى المعتصمين فهم مسالمون لكنّهم يُواجهون بالرصاص. جلنا به في سيارة في حماة رحبنا به وصفقنا له. ثم انتقل إلى منزل أبو حمدو، قبل أن يعود إلى دمشق”.
مراسل “دايلي بيست” مايكل ويس الذي أعدّ التقرير لفت إلى أنّه أرسلَ صورة أبو عمر لفورد فردّ الأخير أنّه لا يذكر أنه التقاه، إلا أنّه أضاف: “التقيت 70 شخصًا خلال 24 ساعة”.
وأضاف أبو عمر: “عندما تحوّلت الثورة السلمية وبدأت الأحداث العنيفة، أصبحت قائدًا في الجيش السوري الحر، قاتلت النظام شمال محافظة إدلب، لكنني اكتشف أنّ المقاتلين معي لم يكونوا مجهزين كما يجب وبعضهم غارق في الفساد”. وتابع: “كان هناك الكثير من النزاعات والخلاقات داخل الجيش الحر. المال لم يكن يُصرف بالتساوي، وكان هناك ظلم وضغط نفسي، كما افتقدنا الدعم. في المقابل ذهب عدد كبير من رفاقنا إلى داعش وقالوا إنّ الأحوال لدى التنظيم أفضل حيثُ يحصلون على المال والدعم”. وهنا بدأ مشواره مع “داعش”، فقد التحق أبو عمر بالتنظيم ونُقلَ إلى الرقة.
المرحلة الأولى “إمتحان الصبر”: كشف أبو عمر الذي لا يتقن سوى اللغة العربية أنّه وضع في منزل يضمّ حوالى 50 مجندًا لمدّة شهر ونصف. في تلك المرحلة قال “كنا نأكل فقط لم يكن يسمح لنا بفعل أي شيء غير النوم والأكل والإنتظار. لم يكن هناك أي تدريب عسكري أو تلقين دروس دينية، مررنا بإمتحان الصبر، وحاول عدد من المجندين الفرار. عبر كسر النوافذ لكن ألقي القبض عليهم وجرى التحقيق معهم.
المرحلة الثانية “علوم دينية”: بعد انتهاء الـ45 يومًا، وضع المجنّدون في شاحنات مغلقة وتمّ نقلهم إلى منزل أكبر في الرقة حيثُ تمّ تقسيمهم إلى مجموعات لبدء تلقّن الدروس الدينية.
وعن الدروس إذا ما كانت مستمدّة من تعاليم القائد الروحي أبو مصعب الزرقاوي وعبدالله عزام وزعيم تنظيم “القاعدة” أسامة بن لادن أجاب: “معظم العلماء كانوا من تونس والمغرب وبعضهم سوريون، لكنهم كانوا صغارًا بالسن، الكبير يبلغ 25 عامًا!”.
المرحلة الثالثة “تدريب عسكري”: بعد شهر ونصف بدأت المرحلة العسكرية، والتدريب على السلاح، وهنا قال أبو عمر: “كنا نجوع حتى الموت، نأكل في الصباح وتبقى أمعاؤنا خاوية حتى النهار الثاني”. ولفت إلى أنّه تعلّم كيف يتحكم بالكلاشينكوف والرشاشات المضادة للطائرات.
وعندما انتهى التمرين، سُمح له بزيارة عائلته المؤلفة من زوجته وأطفاله الثلاثة، من أجل اصطحابهم للإنضمام إلى عائلات التنظيم في الرقة. مع مجيئهم أعطي أبو عمر منزلاً مفروشًا وبدأ يتقاضي راتبًا شهريًا.
بعدها ترك عائلته في الرقة، وذهب إلى حماة وقاتل قوات النظام السوري، ثم عاد في منتصف 2015 إلى الرقة. حيثُ كانت زوجته قد وضعت طفلها الرابع، وقد مرضت بعد الولادة، فقد عانت من تقلّصات غريبة وماء داخل جسمها. ما كان من أبو عمر إلا أن طلب من المسؤولين في “داعش” أن ينقلها إلى تركيا لتتلقى العلاج الطبي المناسب، فأجابوه أنّ عليه ترك زوجته تموت في الرقة، فمن الأفضل لها أن تُدفن في “الدولة الإسلامية”.
وبعدها روى أبو عمر حكايته الطويلة ومحاولته الهرب وتعرّضه للتعذيب، وقال: “كنت داعشيًا حتى أوقفوني وعذبوني”.
المصدر: لبنان 24