من هو الرئيس الهندي الملقب بـ " رجل الصواريخ "

 

عن  عمر يناهز 83 عاما توفي   الاثنين  الرئيس الهندي الأسبق أبو بكر زين العابدين عبد الكلام الذي يعتبر أبا لبرنامج الصواريخ في الهند ه،حيث يلقب بـ ” رجل الصواريخ ” ، كما أنه ثالث رئيس هندي مسلم .، فمن هو أبوبكر زين العابدين عبدالكلام ؟!

نشأته وتعليمه

ولد أبو بكر عبد الكلام في 15 أكتوبر عام 1931 في بلدة راميسوارام التي تقع بولاية تاميل نادو بجنوب الهند ، وترعرع في كنف والديه اللذين ينتميان لعائلة تاميلية مسلمة فقيرة ، وكان أبوه “زين العابدين” يملك قاربا يكسب عيشه منه ، أما أمه “أشيامّا” فكانت ربة بيت .

عمل في فترة صباه لمساعدة أسرته على مواجهة أعباء الحياة الصعبة . وبعد أن أنهى دراسته الابتدائية عمل موزعا للصحف ، وفي سنوات الدراسة وصفه مدرسوه وزملاؤه بأنه كان يتمتع بذكاء وجدية في التعلم وخاصة في مادة الرياضيات، وبعد تخرجه في مدرسة “راماناثابورام شوارتز الثانوية” التحق بكلية “القديس يوسف” في مدينة تيروشيراباللي بولاية تاميل نادو ، ومنها أكمل دراسته في الفيزياء بجامعة مدراس وتخرج فيها عام 1954.

وفي عام 1955 تخصص في دراسة هندسة علوم الفضاء  . وعندما كان يعمل في مشروعه الدراسي كان عميد الكلية غير راضي عنه بسبب عدم إحرازه تقدما في مشروعه العلمي المكلف به، وهدده بإلغاء منحته الدراسية إلا إذا أنهى مشروعه على الوجه المطلوب ومنحه ثلاثة أيام فقط كمهلة ، وعمل عبد الكلام في مشروعه ليلا ونهارا بشكل متواصل خلال هذه الأيام الثلاثة حتى حقق ما طلب منه مما أبهر عميد الجامعة الذي قال فيما بعد (.. إنني وضعتك ياعبد الكلام تحت ضغط وطلبت منك مواجهة مدة زمنية قصيرة صعبة..) ، ولقد قال عبد الكلام في حديث له أنه خاب أمله في تحقيق حلمه بأن يصبح طيارا عسكريا مقاتلا ولكن وضع في الترتيب التاسع في تصفيات النخبة على مستوى دولة الهند التي أختيرت لهذا العمل حيث لم يكن هناك سوى ثمانية فرص فقط متوفرة في القوة الجوية الهندية.

حياته العملية وانجازاته

بعد تخرجه في معهد مدراس التقني (إم. آى, تي – تشيناي ) في عام 1960 ، إنضم عبد الكلام لمؤسسة تطوير الطيران التابعة للمنظمة الهندية لأبحاث وتطوير الدفاع (DRDO) ، وبدأ عمله بتصميم طائرة هليوكوبتر صغيرة للجيش الهندي ، إلا أنه لايزال غير مقتنع باختيار هذه الوظيفة في هذه المنظمة. كما أنه أيضا كان عضوا في اللجنة الوطنية الهندية لأبحاث الفضاء بقيادة عالم الفضاء الفيزيائي الهندي فيكرام سارابهاي.

وفي عام 1969 انتقل عبد الكلام إلى منظمة البحوث الفضائية الهندية المعروفة باسم “آيسرو” (ISRO) حيث أصبح مديراً لمشروع أول مركبة إطلاق للأقمار الاصطناعية (SLV – III ) واستطاع بنجاح إطلاق القمر الاصطناعي الهندي “روهيني” ووضعه في مداره حول الأرض في شهر يوليو عام 1980 ، ولقد كان إنضمام عبد الكلام لمنظمة البحوث الفضائية أكبر إنجاز في حياته لتحقيق أحلامه وطموحاته. وابتدأ عمله بتوسيع مشروع الصواريخ بشكل مستقل في منظمة تطوير الأبحاث الدفاعية في عام 1965  . وفي عام 1969 حصل عبد الكلام على موافقة الحكومة الهندية بتوسيع البرنامج ليشمل انضمام المزيد من المهندسين  .

في الفترة مابين عام 1963 و 1964 زار مركز أبحاث لانغلي التابع لوكالة الفضاء الأمريكية ناسا في هامبتون بولاية فرجينيا ، و مركز غودارد لرحلات الفضاء في غرين بلت بولاية ماريلاند بالولايات المتحدة الأمريكية ومنشآت “والوبس” لرحلات الفضاء في الساحل الشرقي بولاية فرجينيا  ، وخلال الفترة مابين السبعينيات والتسعينيات بذل عبد الكلام جهودا كبيرة لتطوير مركبة إطلاق الأقمار الاصطناعية القطبية وهي نظام إطلاق موسع تسمح للهند باطلاق أقمار الاستشعار عن بعد في مدرات معينة بالفضاء بالاضافة لمشروع نظام اطلاق الأقمار الاصطناعية (SLV – III ) ، وكلا المشروعين تحققت بنجاح.

شهد عبد الكلام مع العالم النووي الهندي راجارامانا أول تجربة نووية للهند أطلق عليها اسم بوذا المبتسم في 18 مايو عام 1974 في صحراء راجستان حيث كان عبد الكلام ممثلاً عن مختبر البحوث الباليستية (TBRL). وفي السبعينيات حققت منظمة البحوث الفضائية الهندية “آيسرو” (ISRO) بنجاح إطلاق القمر الاصطناعي روهيني – 1 للفضاء وهو أول سلسلة من الأقمار الاصطناعية الهندية باستخدام منصة إطلاق صواريخ SLV  .

في السبعينيات عمل عبد الكلام على مشروعين هما “مشروع الشيطان” و “مشروع الشجاع” وذلك لتطوير الصواريخ الباليستية من تقنية برنامج (SLV) الناجحة  ، وعلى الرغم من عدم موافقة إتحاد مجلس الوزراء الهندي لكن رئيسة الهند أنديرا غاندي مولت هذين المشروعين الفضائيين من الأموال السرية ومن صلاحيات سلطتها التقديرية وتحت إدارة عبد الكلام   .

بذل عبد الكلام دورا أساسيا في اقناع إتحاد مجلس الوزراء لإخفاء الحقيقة لهذه المشاريع الفضائية السرية ، ولقد كانت أبحاثه العلمية وقيادته التربوية التعليمية منحته مجداً وهيبة في طول البلاد وعرضها مما دفع الحكومة لبدء برنامج الصواريخ المتقدمة تحت قيادته ، وعمل عبد الكلام مع خبير المعادن والمستشار العلمي لوزير الدفاع “أروناشالام” حيث شدد وزير الدفاع الهندي فينكاتارامان على مقترح لتطوير جعبة صواريخ باليستية معاً بدلا من واحد تلو الآخر  وكان لوزير الدفاع هذا دور أساسي في الحصول على موافقة مجلس الوزراء لاعتماد مبلغ 3,88 مليار روبية لهذه المهمة التي أطلق عليها “البرنامج المتكامل لتطوير الصواريخ الموجهة” المعروف باسم (GMDP) وعين عبد الكلام رئيسا تنفيذيا للبرنامج  .

قام عبد الكلام بدور جوهري في تطوير العديد من الصواريخ في إطار هذه المهمة بما في ذلك صواريخ “أجني” الباليستية المتوسطة المدى التي تحمل رؤوس نووية ، وصواريخ “برثفي” أرض – أرض التكتيكية الباليستية قصيرة المدى . وعلى الرغم من النجاح الذي حققته هذه المشاريع إلا أنها تعرضت لإنتقادات بسبب سوء الإدارة والتكلفة وتجاوز المدة المقررة.

و كان عبد الكلام المستشار العلمي الرئيس لرئيس الوزراء الهندي وسكرتارية منظمة البحوث والتطوير الدفاعية من يوليو عام 1992 حتى ديسمبر عام 1999 ، وقد أجريت تجارب إختبار تفجير القنابل النووية التي عرفت باسم (بخران – 2) خلال هذه الفترة حيث قام عبد الكلام بدور سياسي وتكنولوجي مكثف كمنسق ورئيس للمشروع مع العالم النووي والفيزيائي الهندي شيدامبارام خلال رحلة الاختبار ، وكان للصور واللقطات التي أخذت لعبد الكلام خلال تلك الفترة النشطة في وسائل الإعلام المختلفة جعلت شخصيته معروفة ومشهورة في طول البلاد وعرضها  .

في عام 1998 وقف عبد الكلام مع طبيب القلب الشهير سوما راجو في تطوير دعامة تاجية للقلب بتكلفة منخفضة، وتكريما لهما سميت باسم (دعامة كلام – راجو) ، وفي عام 2012 عمل مرة أخرى مع الدكتور سوما راجو في تصميم جهاز حاسب آلي “كمبيوتر” لوحي للرعاية الصحية في المناطق الريفية بالهند أطلق عليه اسم (كلام – راجو اللوحي).

الرئاسة

تولى عبد الكلام منصب رئيس الجمهورية الهندية وأصبح بذلك الرئيس الحادي عشر للهند خلفا للرئيس الأسبق ك. ر. نارايانان حيث فاز في الانتخابات الرئاسية في عام 2002 بـ 922,884 صوتا انتخابيا مقابل 107,366 صوتا لمنافسه لاكشمي ساهغال وبذلك أصبح رئيسا منتخبا لفترة رئاسية مدتها خمس سنوات من 25 يوليو 2002 حتى 25 يوليو 2007 .

وفي 10 يونيو عام 2002 أعرب التحالف الوطني الديمقراطي (التجمع الوطني الديمقراطي الهندي (NDA ) الذي كان في السلطة آنذاك اقتراحا بأن يرشح عبد الكلام لمنصب رئيس الجمهورية الهندية. كما أعلن حزب ساماجوادي والمدعوم من حزب المؤتمر الوطني ترشيح عبد الكلام ، وبعد أن دعم حزب ساماجوادي ترشيحه له اختار ك. ر. نارايانان عدم الترشح لولاية ثانية لمنصب الرئيس وترك المجال مفتوحا لعبد الكلام  .

بدأ الاقتراع للإنتخابات الرئاسية في يوم 15 يوليو عام 2002 في البرلمان الهندي ، وكانت إدعاءات وتحليلات مجالس الولايات ووسائل الإعلام أن الانتخابات هي من جانب واحد وأن النصر بفوز عبد الكلام بها أمراً مفروغا منه في النهاية ، وبدأ العد التنازلي في 18 من شهر يوليو ذلك العام ، وفاز عبد الكلام في الانتخابات الرئاسية وأصبح الرئيس الحادي عشر لجمهورية الهند وانتقل عبد الكلام إلى القصر الرئاسي الذي يطلق عليه باللغة الهندية (راشتراباني باهاوان) ويعني بيت النصر وذلك بعد أن أدى اليمين الدستورية في يوم 25 يوليو  .

وكان عبد الكلام هو الرئيس الهندي الثالث الذي منح جائزة التكريم بهارات راتنا وهي أرفع درجة تكريم مدني في الهند وقبل أن يصبح رئيسا سبق أن منحت الهند هذا التكريم أيضا لكل من الدكتور سارفابالي رادهاكرشنان عام 1954 وللدكتور ذاكر حسين في عام 1963 والذي أصبح أيضاً رئيسا للهند مابين عام 1967 حتى 1969 .

خلال فترة ولايته كرئيس كان عبد الكلام يعرف “برئيس الشعب” لمحبة الشعب الهندي له. وقد واجه عبد الكلام نقدا بسبب تقاعسه في عمله بصفته رئيساً للهند في تحديد مصير 20 من 21 إلتماس رحمة رفعت له حيث أن المادة 72 من الدستور الهندي تخول رئيس الجمهورية منح العفو أو تعليق أو تحويل أحكام الإعدام ، وتخفيف حكم الإعدام من المدانين المحكوم عليهم بالموت  وتصرف عبد الكلام في واحد فقط من التماسات الرحمة في مدة حكمه في الرئاسة التي امتدت لخمس سنوات ، ورفض التماس رحمة من المغتصب “داهانجوي شاترجي” الذي شنق فيما بعد  ، وكان من أهم العشرين مناشدة بالتماس الرحمة الذي رفعه له “أفضل جورو” الكشميري الذي أدين بالتآمر في هجوم على البرلمان الهندي في ديسمبر عام 2001 وحكم عليه بالاعدام من قبل المحكمة العليا في الهند عام 2004 ، وهذه الالتماسات بالرحمة كان من المقرر أن يضطلع بها في 20 أكتوبر 2006 لكنه تركها معلقة مما يعني إستمرار تنفيذ أحكام الإعدام  .

مابعد الرئاسة

بعد أن انتهت فترة ولايته الرئاسية في عام 2007 عمل عبد الكلام أستاذا و أستاذ زائر و مستشار في العديد من مراكز البحوث العلمية والتقنية والمعاهد العلمية في الهند منها :

 

    •     أستاذ زائر في المعهد الهندي للإدارة في مدينة شيلونغ عاصمة ولاية ميغالايا الهندية.

 

    •     أستاذ زائر في المعهد الهندي للإدارة في مدينة أحمد آباد بولاية كجرات .

 

    •     أستاذ زائر في المعهد الهندي للإدارة في مدينة اندور بولاية ماديا براديش.

 

    •     زميل فخري في المعهد الهندي للعلوم في مدينة بنغالور عاصمة ولاية كارناتاكا.

 

    •     مستشار في المعهد الهندي لعلوم وتقنية الفضاء في ثيروفانانثابورام عاصمة ولاية كيرالا   .

 

    •     أستاذ لهندسة الفضاء في جامعة آنّا في تشيناي عاصمة ولاية تاميل نادو   .

 

    •     أستاذ في جامعة جي إس إس في مدينة مايسور بولاية كارناتاكا   .

 

    •     عضو مشارك زائر في العديد من المؤسسات الأكاديمية والبحثية في جميع أنحاء الهند   .

 

مؤلفاته

 

    •     “التطورات في ميكانيكا السوائل وتقنية الفضاء” . تأليف عبد الكلام ورودام ناراسيمها. نشر الأكاديمية الهندية للعلوم . 1988  .

 

    •     الهند عام 2020: رؤية للألفية الجديدة. تأليف عبد الكلام وراجان. نيويورك 1998  .

 

    •     “أجنحة النار” السيرة الذاتية . تأليف عبد الكلام و أرون تيواري. 1999  .

 

    •     “إشعال العقول” : إطلاق العنان للقوة في الهند. دار نشر فايكنغ. 2002 . .

 

    •     “شررات مضيئة” . دار نشر بونيا المحدودة 2004  .

 

    •     “مهمة الهند”. تأليف عبد الكلام ورسوم مناف قبطا. دار نشر كتب بنغوين. 2005  .

 

    •     “أفكار ملهمة” . دار نشر راجبال وأبناؤه. .

 

    •     “الروح التي لاتقهر” . دار نشر راجبال وأبناؤه .

 

    •     “تطلعات الأمة”. تأليف عبد الكلام وسيفانو بيلاي. دار نشر ناتا ماكجرو هيل . نيودلهي .

 

    •     “أنت ولدت لتزهر : خذ رحلتي لما هو أبعد” تأليف عبد الكلام و أرون تيواري. دار نشر كتب المحيط. 2011  .

 

    •     “نقاط التحول” : رحلة عبر التحديات. منشورات هاربر كولنز . الهند2012  .

 

    •     “الهدف 3 مليار” تأليف عبد الكلام وسريجانو بال سينغ. منشورات كتب بنغوين.

 

    •     “رحلتي : تحول الأحلام لأفعال”. منشورات روبا. 2013.

 

    •     “بيان رسمي من أجل التغيير : تكملة للهند 2020”. تأليف عبد الكلام و بونراج. دار نشر هاربر كولينز. 2014.

تكريمه

منح عبد الكلام العديد من الجوائز والأوسمة والميداليات من الحكومات والمراكز العلمية والمعاهد التقنية في الهند ودول العالم ، وكرمته الحكومة الهندية بأوسمة تكريم كان أهمها جائزة بهارات راتنا وهي أعلى جائزة تكريم مدنية في الهند لمساهماته في البحث العلمي وتحديث تقنية الدفاع للبلاد.

منح عبد الكلام شهادة الدكتوراه الفخرية من 40 جامعة.

وفي مناسبة ميلاد عبد الكلام التاسع والسبعون اعتبرت الأمم المتحدة أن هذا اليوم هو يوم الطلاب العالمي  .

وفي عام 2005 أعلنت سويسرا أن يوم 29 مايو من كل عام هو يوم العلم، وذلك بمناسبة زيارة عبد الكلام لهذه الدولة.

وهذه أهم الأوسمة والجوائز التي منحت لعبد الكلام في بلاده الهند:

 

    •     وسام بادما بوشان من الحكومة الهندية في عام 1981، وهو أعلى ثالث جائزة تكريم مدنية في الهند  .

 

    •     وسام بادما فيبهوشان من الحكومة الهندية في عام 1990 ، وهو أعلى ثاني جائزة تكريم مدنية في الهند.

 

    •     جائزة بهارات راتنا من الحكومة الهندية عام 1997 ، وهي أعلى جائزة تكريم مدنية في الهند.

 

    •     جائزة أنديرا غاندي للتكامل الوطني من المؤتمر الوطني الهندي عام 1997.

 

 

[ad_2]

Source link

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.