من سوريا إلى روسيا: الغرب يستنسخ أدوات العدوان الإعلامي
موقع العهد الإخباري-
محمد عيد:
حين يتابع السوريون الفيديوهات المفبركة والدعاية الكاذبة التي تشن ضد روسيا في حربها لحماية أمنها القومي في أوكرانيا، تعود بهم الذاكرة إلى ما كان يجري في بلادهم التي كانت آمنة مطمئنة قبل أن يمارس الغرب عليها نفس العدوان الإعلامي ويفبرك الحقائق بشأنها. ويستحضر السوريون في هذه المناسبة جملة الفنان “حسني البورظان” الشهيرة بقليل من التصرف: “إذا أردنا أن نعرف ماذا يجري في روسيا يجب أن نعرف ماذا جرى في سوريا”.
فخ الدعاية الكاذبة
يؤكد عضو مجلس الشعب السوري مهند الحاج علي أن العدوان الإعلامي الذي تعرضت له سوريا هو نفسه ما تتعرض له روسيا اليوم في عمليتها العسكرية الخاصة لحماية دونباس.
وفي حديث خاص بموقع “العهد” الإخباري، يشير الحاج علي إلى أن العملية العسكرية الروسية اليوم أظهرت شكلًا مختلفًا عما كانت عليه ابان الحقبتين القيصرية والسوفياتية كما أبرزت تماسكًا ودقة في التزام تعليمات القادة، وما يميزها اليوم أنها تقاتل أمام الكاميرات، ورغم ذلك نجحت في الاختبار، فصحيح أن روسيا تستخدم أسلحة ثقيلة ولكنها دقيقة ودقيقة جدًا، وهي تراعي حياة المدنيين لأبعد الحدود وهذا ما أعطى مدى زمنيًا أطول لدخول العاصمة كييف.
ولفت عضو مجلس الشعب السوري إلى أنه رغم افتعال النازيين الجدد حريقًا قرب محطة زابوريجيا النووية بهدف استعطاف العالم وتحريض “الناتو” للتدخل، استطاعت القوات الروسية احتواء الموقف وان تثبت قولًا وفعلًا أن روسيا تفي بالتزاماتها التي تطلقها على نفسها”، موضحًا أن “روسيا تتعرض لحملة مسعورة من نفس القنوات التي استهدفت سوريا وكل محور المقاومة، من خلال تحويل الضحية الى جانٍ، وتحويل المقتول الى قاتل”.
أما في ما يرتبط بالعقوبات، فأشار الحاج علي الى أنها “تستهدف شريحة مؤثرة في الشعب الروسي، فالغرب في المرحلة الحالية يريد استهداف المصالح الخاصة للروس بل وحتى حياتهم الشخصية من خلال توقيف عملهم ونشاطاتهم في اوروبا، لتحويلهم الى عامل ضغط على النظام الروسي، لكن ما فات الغرب أن متوسط دخل الفرد في روسيا في عهد الرئيس بوتين هو من أكبر المداخيل في أوروبا”.
وقال الحاج علي إن “الضعف الذي أصاب حلف “الناتو” الآن وأصاب أمريكا نفسها يدفعها للجوء لهذا الاسلوب، أي الحرب بالوكالة والضخ الإعلامي الكاذب لاسقاط الأنظمة، بيد أن القيادة الروسية مستعدة لكل الاحتمالات، ورفع مستوى العقوبات في البرلمان الروسي الخاصة بالتضليل الاعلامي والاساءة الى الجيش تحصّن الجبهة الداخلية الروسية”.
ذات الأدوات
ورأى الحاج علي في حديثه لموقع “العهد” الإخباري أن ما يثير الدهشة هو أن “ذات الإعلاميين وذات القنوات من “بي بي سي” و”سي ان ان” و”الجزيرة” و”العربية” وغيرها من القنوات التي شاركت في سفك الدم السوري تشترك الآن في التأجيج ضد روسيا التي تحمي مواطنيها وأمنها القومي”.
وأوضح عضو مجلس الشعب السوري أنه حتى “طريقة ظهور زيلينسكي على الإعلام بملابس غير رسمية وبذقن غير حليقة، انما يؤدي من خلاله دوره كممثل لاستعطاف الرأي العام العالمي وتجييش الشارع الأوروبي والأمريكي ضد روسيا، ولكن لا اظن انه قد يملك الوقت المناسب لاستكمال مهمته، فقواته تنهار على الأرض ودعايته تهدف الى تحويل أوكرانيا الى بؤرة ارهابية كمحافظة ادلب في سوريا، وهذا ما سوف يدفع روسيا أكثر للقضاء عليهم واستعادة أوكرانيا من ايدي أمريكا”.
في هذ الإطار، لفت الحاج علي الى أن روسيا ذهبت الى سوريا لمحاربة الارهابيين حفاظًا على أمنها القومي، فما بالك لو أصبح هؤلاء الإرهابيون على حدودها؟ مشيرًا إلى أن أمريكا تدرك تمامًا أنها خسرت أوكرانيا لذلك فهي تعمد الى تحويلها لبؤرة ارهابية”.
اكذب حتى يصدقوك
بدوره الإعلامي والمحلل السياسي حازم عبد الله أشار في حديث خاص بموقع “العهد” الإخباري إلى أنه لم يعد من الغريب مشاهدة هذا الكم من التزييف والتلاعب بالصورة المنقولة وخاصة عبر وسائل إعلامية كبيرة سقطت بسبب انعدام الحيادية ومحاباة جانب على حساب جانب آخر بطريقة تتنافى مع أخلاقيات الصحافة الملتزمة بالحياد ونقل الصورة كما هي، وبشكل واضح يتكرر السيناريو الذي اتبع في أزمات الشرق الأوسط من العراق وسوريا حتى أفغانستان. كما تلعب شركات مثل “فيسبوك” و”تويتر” دورًا هامة في اقصاء وجهة النظر الروسية من خلال قدرتها الواسعة على الانتشار.
وتابع “نستطيع ببساطة أن نرى عددًا كبيرًا من الفيديوهات المزورة التي انتشرت خلال ساعات الحرب الأولى، فبعضها يعود مثلًا لتدريبات قتالية قبل أربع سنوات خلت، ولضحايا حروب من دول اخرى وصولًا الى استخدام مشاهد الدمار الذي حدث بعد انفجار مرفأ بيروت، وهذه طرق جلية استعراضية لتجييش الرأي العام ولتصبح وسائل الإعلام جزءًا من المعركة الرئيسة”.
وشدد عبد الله في حديثه لموقع “العهد” على أن “الكارثة” تكمن في التخلي عن أبسط أصول الإعلام الكامن في حيادية الخبر وإيصال الواقع، والأبشع من ذلك تكرار المشاهد المزيفة وهذا ما يبدو واضحًا من فيدوهات وسائل التواصل والأرقام المبالغ بها وتكرار الصور المقصود في عدة وسائل ليقتنع المتلقي بأنها حقائق”.
ويختم الإعلامي السوري حديثه لموقعنا بالقول “الأسلوب الغربي لا يذكرنا الا بالنازي “جوزيف غوبلز” وعبارته الشهيرة:”اكذب ثم اكذب حتى يصدقك الناس”.