من المسؤول عن السلاح المتفلّت الذي هزّ أمن طرابلس من جديد!
موقع الخنادق:
إشكالات و”حرب شوارع”، استعادت طرابلس (شمال لبنان)، في ليلة واحدة، مشاهد الاشتباكات المسلحة التي أودت بحياة العشرات من الأبرياء في السنوات الماضية، وتركت المدينة “بؤرة أمنية” تحركها الأطراف التي تريد زعزعة الأمن والاستقرار فيها ثمّ في البلد، جراء التفلت الأمني والسلاح غير الشرعي المنتشر بين الأحياء.
اشتباكات بالرشاشات والقنابل!
وقد وقع خلاف ثأري عائلي في “التبانة” أدى الى إطلاق المدعو “م. ن” من على متن دراجته النارية النار من سلاح حربي بإتجاه المدعو “ط. ح” واصابته اصابة حرجة في قدمه وصدره. كما أصيب المدعو “ه. ش” بطلق ناري في ظهره والمدعو “ب.ن. د” في خصره.
تطوّر الإشكال العائلي ليتحوّل الى اشتباكات مسلحة استخدمت فيها الأسلحة الرشاشة والقنابل اليدوية، ما أسفر عن مقتل طفل وشاب، وجرح أكثر من 3 الأشخاص. كما أدّت الى حرق عدد من المنازل والسيارات. واستمر إطلاق النار بشكل متواصل على مدار ساعتين خلال تشييع الطفل وبعده، ليُترك المدنيون تحت رحمة الرصاص الطائش.
التفلّت الأمني المتكرر وصل الى حدّ تعطيل الحياة اليومية لسكان المدينة، حيث أغلقت بعض المدارس أبوابها حفاظاً على سلامة طلابها وخوفاً من أي ردة فعل بعد الاشتباكات أو تجدّدها.
الجيش يضبط عدداً من الأسلحة والذخائر
لم تنجح الوساطات في وقف إطلاق النّار الى أن تدخّل الجيش اللبناني بعد أكثر من محاولة – بسبب كثافة النيران (حسب ما يفيد الاعلام اللبناني) – لضبط الوضع وتمكّن من توقيف أحد مطلقي النار المدعو (ا.ع) على أن يستكمل الجيش الإجراءات لتوقيف المطلقين الآخرين. وانتشرت وحدات الجيش في محلة رفاعية وساحة النجمة.
كذلك أقدمت قوات الجيش وعناصر من المخابرات على مداهمة منازل عدّة في منطقة أبي سمرا والأسواق الداخلية في طرابلس، حيث ضبطت بنادق نوع “كلاشنكوف” عدد 6، إضافة إلى مماشط وذخائر وجعب عائدة لها وأجهزة لاسلكيّة وأصفاد”، وأشار بيان الجيش أن “المضبوطات سُلّمت، وبوشر التّحقيق مع الموقوفين بإشراف القضاء المختص”.
إشكال التبانة ليس الوحيد: إشكالين آخرين أيضاً
لم تكن الإشكالات في التبانة هي الوحيدة حيث وقع أيضاً إشكال في شارع عزمي، ليتطور بدوره الى إطلاق نار. وأوضح بيان مديرية الجيش (الصادر بتاريخ 5/4/2021) أن إشكالاً عائلياً تطور ” في الحارة البرانية في مدينة طرابلس إلى إطلاق نار أدى إلى سقوط عدد من الإصابات الطفيفة، وعلى الفور تدخلت قوة من الجيش تؤازرها دورية من مديرية المخابرات وعمدت إلى ملاحقة مطلقي النار كما دهمت عدة منازل وتمكنت من توقيف ثلاثة أشخاص، وتم ضبط أقنعة واقية من الغاز”.
والسؤال الذي يطرحه الطرابلسيون الى متى ستبقى الدولة متقاعسة عن اتخاذ القرار الجدّي في حلّ التفلّت الأمني في الشمال الذي يعبث بحياة الناس؟ أم أن الزيارات واللقاءات “التفقديّة” في تلك المناطق تبقى فقط في أيام الاستحقاقات الانتخابية لشراء أصوات المقترعين؟ من المسؤول عن هذه الجماعات المسلحة ويقدم لها الغطاء والسلاح؟ هل سيحاسب الناخب الطرابلسي أمراء الحرب في مدينة الفيحاء من خلال صناديق الاقتراع؟ ام أنه سيمنح صوته مجددا لنفس هذه الطبقة السياسية الشمالية التي أفقدت المدينة أمنها واستقرارها، وعمّقت الهوة بين أبنائها، وزادت الفقر في مدينة الفقراء طرابلس وهم ينعمون بمليارات الدولارات، بل بعضهم يحظى بدعم مالي من الامارات والسعودية وتركيا؟!