من 100 الى 5 كيلوغرامات من المتفجرات: رسم بياني يؤكد أنّ الوضع الأمني ليس بأسوأ حالاته!
بولا أسطيح –
موقع النشرة الإخباري:
قد يُجمع الأمنيون والخبراء كما السياسيون واللبنانيون بشكل عام على تدهور الوضع الأمني بشكل دراماتيكي غير مسبوق منذ مطلع الصيف الماضي تزامنًا مع إعلان الجماعات المسلحة السورية قرارها الرد على قتال “حزب الله” في سوريا، لكن داخل لبنان… هم يتوافقون أيضا على أنّ المخاوف تضاعفت مؤخرًا وازداد الوضع تعقيدا مع دخول الانتحاريين على الخط، خصوصًا بعدما أصبحوا هم العامل الاساس في كل العمليات الارهابية التي استهدفت الساحة اللبنانية في الشهرين الماضيين، وبروز فروع “داعش” و”جبهة النصرة” و”القاعدة” في الداخل اللبناني… لكن ما قد يفوت الكثيرين هو ذلك الخط الانحداري في تفاصيل العمليات الارهابية وليس في عددها، ما يؤكد أنّ الوضع الامني ليس بأسوأ حالاته.
وتعتمد مصادر واسعة الاطلاع على رسم تحليلي أشبه برسم بياني، لتقول أن الصورة ليست سوداوية للحد الذي يتخيله البعض، لافتة الى ان العمليات الارهابية كانت قد بدأت في حزيران 2013 باطلاق الصواريخ العشوائية من مناطق لبنانية باتجاه مناطق أخرى وبالتحديد الضاحية الجنوبية لبيروت تلاها اطلاق صواريخ من مناطق حدودية سورية على مناطق محسوبة على “حزب الله”.
هذه العمليات توقفت في الداخل وتراجع مفعولها الى حد بعيد على الحدود، ليليها في تموز من العام عينه استهداف عناصر من الحزب أو مواكب تابعة له على الطرقات البقاعية كانت بمعظم الاحيان نتائجها محدودة.
تلا مرحلة العبوات المزروعة لاستهداف المواكب، مرحلة السيارات المفخخة بكميات كبيرة من المتفجرات تخطت في بعض الأحيان الـ100 و 150 كلغ… لكن وبعد الاجراءات الأمنية التي اتُخذت لمواجهة هذه الظاهرة ونجاحها بذلك، انتقل الارهابيون الى مرحلة جديدة…
وتقول المصادر: “بعدها دخلنا في دوامة الانتحاريين، فكانت العملية المزدوجة على السفارة الايرانية ومن ثمّ تفجيرات الضاحية، لكن زنة العبوات أخذت بالتراجع من 100 الى 25 و20 ومؤخرا 5 كلغ في التفجير الانتحاري الأخير في الشويفات”.
وترد المصادر “هذا الخط التراجعي بالعمليات، نوعا وليس كما، لارتباك الارهابيين وتشديد الخناق لدرجة غير مسبوقة خاصة بعد الامساك برؤوسهم”، وتضيف: “لم يكن سهلا عليهم وقع توقيف قائد كتائب عبدالله العزام الارهابي ماجد الماجد ومن ثم موته، وتوقيف مساعده جمال دفتردار وأخيرا عمر الأطرش… هم يعيشون ارتباكا كبيرا يظهر جليا في العمليات التي ينفذونها على الأراضي اللبنانية والتي لم تعد تحقق ولو جزءا بسيطا من أهدافها”.
وتشير المصادر الى أن “حزب الله” يراقب وبتأنّ هذا المسار الانحداري ولكنّه في الوقت عينه لا يتعاطى معه الا بمزيد من الاستنفار، وتضيف: “هو لمس نجاح خطته الأمنية، لذلك يعمل على تحديثها سيّما أنّها تتطرق لأكثر من سيناريو وقد وضعت لمواجهة أكثر من احتمال”.
ولا تتعاطى المصادر بكثير من الإيجابية مع الأمر الملكي السعودي الأخير الذي يجرّم من يقاتل خارج البلاد من السعوديين وانزال عقوبة السجن فيه ما بين 3 إلى 20 سنة، ولا تتوقع أن ينعكس ايجابًا على لبنان والعمليات الارهابية التي تستهدفه، لافتة الى أنّه يجب قراءة خلفيات القرار وأهدافه، “فهو عبارة عن محاولة لحماية الذات من عودة التكفيريين الى الداخل السعودي بحيث يحركهم طرف أو آخر حين يحين الوقت.. كما أنّه بالوقت عينه يقول للمقاتلين في سوريا أو غيرها ابقوا وقاتلوا وانتحروا هناك حتى آخر رمق”…
الوضع الأمني ليس بأسوأ حالاته إذًا، ولكنّه بطبيعة الحال ليس في أفضلها، والمطلوب اليوم عملٌ جدّي لتفادي الأسوأ الذي يبقى وارداً في أيّ لحظة…