مليار المستقبل
موقع إنباء الإخباري ـ
ناديا مهنا:
وعاد المستقبل..مستقبلاً.
أطال الغياب وكاد أن يغيب عنه أمل العودة. عودة مباركة في يوم مبارك إلهياً، ويا لمشيئة القدر وحسن المجيء وبركة اللقاء.
رجوع مفاجئ لرئيس قرر أن يعود إلى وطنه بعد غياب ثلاث سنوات قضاها في منفاه الاختياري بين بلد العشق “فرنسا” وبلد الحنين “السعودية”، بيدٍ غير فارغة تحمل باقة مليارية، رحيقها سعودي وشوكها انفراجي.
توقيت مميز للرجوع، في ظل وجود عدة أزمات أغرقت لبنان وأشعلت حدة الانقسامات ومنها الاختلاف على رئيس الخلاص لوطن محتاج ووضع متأزم، ومعركة لجيش يجاهد ويحارب وينزف الدماء دفاعاً عن بقاء وطنه وإعادة أمنه المسلوب.
فأهلاً بعودتك أيها الرئيس يا ذا الذي أنعش بمجيئه حسابات ولقاءات وآمالاً بالانفراج.
ولم يسلم المجيء المفاجئ من القيام بواجب الترحيب، حيث رحب “بالحامل والمحمول” من قبل المهنئين من الدبلوماسيين والسياسيين كالرئيس تمام سلام وبعض النواب المتعطشين لعبير الحل المنتظر. فأمسكوا باليد التي تملأها المليار، وفتحت أمامه جلسات الحوار وانعقاد اجتماع عام للتداول مع قوى 14 آذار التي اعتبرت عودته استنهاضاً لها.
ولكن بالإضافة الى مساعيه والتي بدأها فور وصوله والطاقة الايجابية في العمل على حل الأزمة الراهنة وكيفية استفادة الجيش اللبناني من الهبة السعودية، تكمن الأهمية في تصريح سعد الحريري ببقائه في وطنه والمساهمة في حل المأزق السياسي، وفهم منه أنه سيلعب دوراً في انتخاب رئيس للجمهورية. فحال لبنان أشبه “بغريق متعلق بقشّة”، يحتاج جميع المساعي الممكنة، ولكنه بحاجة أمس لمن لا يعرقل بالمزيد أو يعاود الرحيل والتخلي عنه، وخاصة أن للرئيس سعد بصمة في هذا المجال، ولكن العودة عن الخطيئة فضيلة، وبوجود المليار “يُغفر الذنب وتنتسى الغيبة”.
فكلنا على ترقب في ما تحمله العودة المفاجئة للرئيس سعد الحريري إلى وطنه، آملين من مساعيه المزيد من الحلحلة للأزمات والكثير من الجهود لدعم الجيش اللبناني، وخاصة في هذه المرحلة، وعدم السماح بجعله كبشاً لتصفية حسابات سياسية. فالمصلحة الوطنية أولاً وأخيراً والسلام والأمن للوطن والدعم الكامل لحامي أرزة لبنان.