مفاوضات فيينا.. تكدير السلم العام بإستخدام مصطلح “الموعد النهائي”
وكالة مهر للأنباء-
نورنيوز:
دون شك، لم تكن المحادثات الجارية في فيينا حتى الآن انسيابية او سهلة بسبب تعقد القضايا والجهود التي يبذلها الغرب لإعطاء الأولوية للأنشطة السلمية لبرنامج إيران النووي، بدلاً من اتخاذ خطوات بناءة لرفع العقوبات غير القانونية والجائرة عن ايران.
منذ بداية الجولة الجديدة من المفاوضات حتى الآن، سلّط الغرب أدواته عبر توظيف مجموعة متنوعة من أساليب التفاوض الإضافية، لتكثيف الضغوط على المفاوضين الإيرانيين، وأثار القضايا الجانبية بدلاً من استغلال الوقت من أجل الحوار البناء حول الأولويات الرئيسية، وأصرّ على بحث القضايا الخارجة عن الاتفاق التي أدت إلى سقوطه في هاوية عدم الكفاءة والافتقار إلى المصداقية.
في آخر صرعات التفاوض والمرواغة، ونظرا لوقوع موعد المفاوضات النووية في نهاية العام، أطلقت وسائل الاعلام الغربية مصطلحا استفزازيا جديدا تحت عنوان “تحديد موعد نهائي
للتوصل إلى اتفاق” كأداة جديدة للضغط على الرأي العام الإيراني والمفاوضين في فيينا.
على الرغم من أن ذكر مثل هذه القضايا لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يغير طريقة التفاوض والمقترحات البناءة للمفاوضين الإيرانيين من وجهة النظر القانونية والمبادئ التي تحكم المفاوضات، وبالتأكيد لن يسعى للحصول على دعم الأطراف الأخرى الحاضرة في المفاوضات، ولكن من الناحية النفسية يأمل ممثلو العمليات المفاوضون الغربيون في جعل المجتمع الإيراني مشروطًا بتوقيت ونتائج المفاوضات من خلال تكرار الكلمة المفتاحية الإعلامية الاستفزازية بهدف خلق التوترات وشحن الاجواء على الأطراف الأخرى من المفاوضات.
وكان قد انتهج هذا الأسلوب قبل وبعد بدء المحادثات بإثارة قضايا ومزاعم عديدة من قبيل عدم إيمان الحكومة الثالثة عشرة بالمحادثات، ومعارضة فريق التفاوض للمباحثات، ووجود عدد كبير من المفاوضين الإيرانيين في فيينا وحالات أخرى مماثلة.
لكن فريق التفاوض الإيراني لجم هذه المحاولات الفاشلة، وقدّم مسودات تجسد الموقف الايراني بشفافية ومنطقية مطلقة وفقًا للالتزامات النهائية للأطراف المتفاوضة، مسودات لقيت أيضًا ترحيباً ودعمًا من الصين وروسيا، ولكن لاتكاد تفشل احدى المخططات الغربية لتحميل الجانب الايراني مسؤولية عدم التوصل الى اتفاق، حتى تحيك مؤامرة جديدة تستهدف المفاوضات، ومنها ما أطلقته وسائل الاعلام الغربية مؤخرا حول تحديد الموعد النهائي كحلقة جديدة في سلسلة العمليات النفسية للغرب.
من الواضح جدًا أن الجانب الغربي، بسبب عدم وجود منطق وسعيه العبثي للتهرب من الوفاء بالتزاماته النهائية، يستميل عنصر الوقت الى طرفه، ويوظف كل مالديه من الوسائل لإضاعة الوقت في التفاوض واتهام الطرف الآخر بالمماطلة والتسويف.
ترى الجمهورية الاسلامية ان هذه الاتفاقية لن تكون مجدية للشعب الإيراني مالم تستوفي الشروط الكاملة لانتفاع إيران منها بشكل كامل، وبالتالي فإنها ستستمر في العمل لتحقيق هذا الهدف طالما كان ذلك ضروريا، دون النظر في أي موعد نهائي ومن دون ان تتأثر بأساليب الحرب النفسية البالية التي ينتهجها الجانب الغربي.