مفاوضات سد النهضة بالخرطوم الى طريق مسدود
قالت مصادر مصرية مطلعة على ملف مفاوضات سد النهضة، إن المناقشات الجارية بين الأطراف الثالثة في الخرطوم، جاءت نتائجها “غير مرضية
وأوضحت المصادر، أن المفاوضات لم تصل حتى الآن لاتفاق بشأن إجراءات ملء السد، بسبب إصرار الجانب الأثيوبي على رؤيتهم الخاصة وإعلانها رسميا بدء ملء البحيرة في يوليو/تموز المقبل.
وأوضحت المصادر ذاتها أن مصر متمسكة بحقها في مياه النيل، حيث طالبت بتمرير ٤٠ مليار متر مكعب من المياه سنويا، بينما تتمسك أثيوبيا بتمرير ٣٩ مليار متر مكعب فقط.
ولم يتسن الحصول على رد فوري من الجانب الإثيوبي بشأن ما ذكرته المصادر المصرية حول نتائج جولة المفاوضات التي عقدت على مدار يومين بالعاصمة السودانية.
وأعلن وزير الري الأثيوبي سيلشي بيكيلي، يوم السبت، أن بلاده تعتزم البدء في ملء بحيرة سد النهضة في يوليو/تموز.
وقال بيكيلي إن جولة المفاوضات السابقة في القاهرة كانت “محبطة”، ورغم ذلك يأملون في التوصل لاتفاق بشأن القضايا الخلافية بين السودان ومصر وإثيوبيا.
وقال المهندس محمد السباعي المتحدث باسم وزارة الري المصرية :إن بلاده تتمسك بالمفاوضات، رافضا الإفصاح عن أي رد رسمي بخصوص تصريحات وزير الري الأثيوبي.
من جانبه قال وزير الري المصري الدكتور محمد عبد العاطى: “لقد وصلنا بالفعل إلى منتصف الطريق من خلال عملية التفاوض التي بدأت بعد اجتماع وزراء خارجية بلداننا الثلاثة التي عقدت في واشنطن العاصمة يوم 6 نوفمبر.”
وتابع خلال كلمته في افتتاح جلسة المناقشات بالعاصمة السودانية أمس السبت: “لقد عقدنا اجتماعين في أديس أبابا والقاهرة حيث تبادلنا وجهات النظر حول القواعد التي تحكم ملء وتشغيل السد وحددنا نقاط الاختلاف الكثيرة بيننا وناقشنا مجالات التقارب المحتملة.”
وأعرب الوزير المصري عن اعتقاده أنه بالإمكان تحقق انفراجة خلال جولة المفاوضات الحالية، بالرغم من وجود خلافات كبيرة بشأن قواعد ملء السد، وهو ما لم يحدث وفقا للمصادر.
وأصدت الخارجية المصرية، مساء الأحد، بيانا عقب ختام مفاوضات الخرطوم أكدت فيه أنه تم خلال الاجتماع استكمال مناقشات مخرجات الاجتماع الأول الذي عقد في إثيوبيا خلال الفترة (15-16) نوفمبر 2019 والاجتماع الثاني الذي عقد بالقاهرة خلال الفترة (2-3) ديسمبر 2019 واجتماع واشنطن الذي عقد يوم 9 ديسمبر 2019.
وتابعت أن الاجتماع يأتي في إطار محاولة تقريب وجهات النظر بين الدول الثلاثة للوصول إلى توافق حول قواعد ملء وتشغيل سد النهضة في ضوء أهمية التوصل إلى اتفاق عادل ومتوازن بشأن ملء وتشغيل السد وأهمية التوافق على آلية للتشغيل التنسيقي بين السدود، حيث واصلت الدول الثلاث النقاشات حول نقاط التوافق والاختلاف.
وتم فى ختام الاجتماع، بحسب البيان، الاتفاق على استمرار المشاورات والمناقشات الفنية حول كافة المسائل الخلافية خلال الاجتماع الرابع المقرر عقده في أديس أبابا خلال الفترة (9-10) يناير 2020.
ويقول الجانب المصري إنه يسعى إلى التوصل لاتفاق بشأن ملء وتشغيل السد يحقق مصالح الدول الثلاث ويحقق التنسيق بين سد النهضة والسد العالى، بما يحافظ على استدامة النهر والمنفعة المشتركة، في حين يؤكد الجانب الإثيوبي أن المخاوف بشأن السد لا محل لها وأن فوائد السد ستعود على الدول الثلاث دون الإضرار بمصالحها المائية.