مفاتيح تقوية شخصيّة طفلك
تعتبر السنوات السبع الأُولى من عمر الطفل الأهمّ في حياته، إذ يتمّ تكوين 90% من قيمه ومفاهيمه، وتتشكّل خلالها هويّته العاطفيّة والنفسيّة، ليعيش طفولته وفق مرحلة تكوين شخصيّته التي ستترافق معه طوال حياته، وبناءً على سلامة غرس هذه الشخصيّة، ومتى كانت شخصيَّة الطفل ضعيفة، فمردّ ذلك بالدرجة الأُولى إلى الوالدين، فسلوكهما اليوميّ معه في البيت يترك آثاره على شخصيّة الطفل، سلباً أو إيجاباً.
وتشير الدراسات إلى أنَّ شعور الطفل بقيمته وإحساسه بالأمان والرضا أمورٌ في غاية الأهمّية، وهي تتكوّن عند الطفل منذ السنوات الأولى من عمره فإمّا تُبنى على أساسٍ متين، أو تكون عرضةً للاهتزاز.
والطفل إمّا أنْ ينشأ قويّ الشخصيّة، ناجحاً في حياته، وإمّا أنْ يسيطر الجهل والشقاء على سلوكه، فتكثر لديه النزعة العدوانيّة أو العزلة الاجتماعيّة والانطواء عن النّاس.
ولتقوية شخصيّة الطفل وتعزيزها معنويّاً يجب مدح الطفل والثناء عليه أمام الآخرين، وهذا يقوّي ثقة الطفل بنفسه ويشعره بكيانه ووجوده، مع منحه حقّه في التعامل، بمعاملته كطفلٍ صغير، ودون إقحامه في حياة الكبار ومشاكلهم، وسلوكيّاتهم.
كما أنَّ مشاورة الطفل والأخذ برأيه في بعض التصرّفات والأعمال في المنزل، تجعل شخصيّته قويّةً، بالإضافة لتشجيعه على اتّخاذ قراراته لوحده وتحمّل تَبِعات هذه القرارات، مع تشجيعه على الخصوصيّة في المنزل، كمنحه غرفة ومكتبة خاصّة به، وتشجيعه على كتابة اسمه على بعض الأشياء، كالكتب وقصص الأطفال، وبعض الألعاب.
في المقابل يجب عدم توبيخه ودفعه لانتقاد نفسه دائماً حتّى لا يقف متردّداً أمام كلّ خطوةٍ يخطوها حتّى لو كانت صائبةً، وتعزيزه باستمرار عند كلّ إنجاز، سواء أكان هذا التعزيز ماديّاً أم معنويّاً، مع إظهار تميّزه في المناسبات، كاللباس وطريقة الكلام، واصطحابه في بعض الزيارات والرحلات، وتنمية رغبته في تكوين صداقات، مع المراقبة متى لزم الأمر، وتربيته على حسن التحدّث مع الآخرين وحسن التعامل مع أسئلته المتكرّرة بالإجابة عليها قدر الإمكان.
ولإظهار قوّة شخصيّة الطفل، يجب تعويده على كيفيّة الدفاع عن نفسه، بردِّ المعتدي، دون تعريضه للخطر، مع تدريبه على التصرّف السليم عند الفشل، وتعويده على بعض طرق الإسعافات الأوّليّة، بالإضافة لتعليمه السباحة وبعض أنواع الرياضة.
وتعتبر البيئة الإيجابيّة الحاضنة للطفل الحافز الرئيس في نموّ وتوسيع مداركه العقليّة وتفجير مواهبه وقدراته الكامنة وتعزيزها من خلال دعم الثقة وتقدير الذات لديه.
ولكلّ طفلٍ عالمه الخاصّ، ما يستوجب على الأهل الحرص على معرفة مفتاح الدخول لعالم طفلهم ليتمكّنوا من التعامل معه حسب شخصيّته ونفسيّته، والعمل على مدّ جسور التواصل معه دائماً وذلك بالإنصات له وقضاء وقت معه وإشعاره بالاهتمام والحنان والحبّ غير المشروط لتصله رسالتهم أنّهم بجانبه في كلّ الظروف.