معهد الدراسات الحربية في واشنطن يحذر من تداعيات “تنامي نفوذ حزب الله في سوريا وداخل لبنان ومناطق أبعد من ذلك”
التقرير الأسبوعي لمراكز الأبحاث الاميركية يشير إلى أن عدم مشاركة وزير الخارجية الأميركي للرئيس أوباما في زيارته الآسيوية ينهض دليلاً على تضاؤل حجم الثقة في قدرته على ادارة السياسة الخارجيةلبلاده . والتقرير يضيء على الأوضاع في عدد من دول الشرق الأوسط.
بينما تنشغل واشنطن بالأزمة الاوكرانية واقتصار الخيبات التي لاحقت وزير الخارجية جون كيري على طرفي التفاوض (السلطة الفلسطينية و”اسرائيل”) لانجاح جولة التفاوض على التفاوض، وغابت فعالية كيري عن الساحات المتوترة الاخرى في في الجانب الاخر من العالم ( الشرق الأقصى) وانحصرت في محاولة الاحاطة بتطورات اوكرانيا وسورية والمفاوضات النووية مع ايران. وصعد ملف الشؤون الخارجية إلى ايدي وزير الدفاع تشاك هيغل والرئيس اوباما نفسه، اذ يقوم الاول بجولة على بعض الدول الاسيوية، بينما يتأهب الثاني لبدء جولة زيارات رسمية لدول آسيوية خمسة تشهد تصاعد موجة التوترات الاقليمية مع الصين، والملفت الا يرافقه كيري. البعض قد يذهب لتفسير الأمر بانه يشكل دليلا على تضاؤل حجم الثقة في قدرة الوزير كيري ادارة السياسة الخارجية للولايات المتحدة.
سيستعرض قسم التحليل تنامي الازماتمنطقة الشرق الاقصى وخشية بعض الدول من النفوذ البارز للصين وبسطها سيادتها على مياه اقليمية قريبة او متداخلة مع شواطئها، وكذلك قلقها من استمرار كوريا الشمالية في لهجتها التصعيدية، مما يرجح اعادة تموضع الاستراتيجية الاميركية واتجاهها نحو منطقة الشرق من آسيا. يتناول التحليل كنه وجذور التوترات المستجدة وطبيعة رد الدول القلقة وحليفتها الولايات المتحدة، وكذلك التقرب من عناصر الاستراتيجية الصينية وافاق نجاحاتها في المدى البعيد؛ وفي الخلفية تداعيات كل ذلك على دور الولايات المتحدة في المنطقة العربية.
سوريا
أعرب معهد الدراسات الحربية عن قلقه من “تدخل حزب الله في سوريا منذ بداية الازمة وللآن،” في بحث اصدره بتناول طبيعة اشتراك الحزب منذ “اعلانه ذلك على الملأ .. وانخراطه العميق في العمليات الميدانية.” وسعى المعهد لسبر اغوار العلاقة التي تربط الحزب بكل من ايران وسورية، من ناحية ، ورصد ما أسماه “نشاطات حزب الله في سوريا لعام 2011 و2012 ..” من ناحية ثانية، وتصعيد دوره في “العمليات الميدانية على طول الاراضي السورية منذ بداية عام 2013،” من ناحية ثالثة.
وخلص المعهد بالتحذير من تداعيات “تنامي نفوذ حزب الله في سوريا داخل لبنان وسوريا ومناطق أبعد من ذلك”.
فلسطين والتسوية
وأبدى معهد واشنطن تفاؤلاً لسير المفاوضات بين السلطة الفلسطينية “واسرائيل .. على الرغم من وصولها طريقا مسدودا”. ودعم المعهد توجه رئيس السلطة الفلسطينية إلى هيئات الامم المتحدة “بدافع تعرضه لهجوم قاس من .. محمد دحلان بالإضافة إلى الضغوط الآتية من عناصر متشددة في فتح .. ووقوفه بوجه أميركا واسرائيل يعينه على استعادة شعبيته وشرعيته .. وكذلك مقدمة لاستئناف العودة لطاولة المفاوضات”.
واطلق المعهد على مسعى عباس “صفقة 431،” التي ترمز الى اطلاق “اسرائيل” سراح 400 معتقل حديث العهد و30 سجينا من القدماء “بينما يترتب على اميركا اطلاق سراح المتهم بالتجسس جوناثان بولارد”.
واستعرض المجلس الأميركي للسياسة الخارجية مسألة “اطلاق سراح بولارد،” مؤنبا الادارة الأميركية لمجرد سعيها “رشي المشاركين (في التفاوض) بغية احلال السلام في فلسطين.” وسخر المجلس من ان معادلة “الرشوة باتت عنصرا للتوجه الديبلوماسي”.
الخليج العربي
أما مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية فناشد الولايات المتحدة تعزيز “روابط الشراكة الأمنية مع دول مجلس التعاون الخليجي .. واستغلال ميزة تفوقهما المشترك عسكريا بغية ضخ اموال ضخمة للاستثمار في حيازة اسلحة حديثة وتقنيتها.” واشار المركز الى الخلافات والانقسامات داخل المجلس مما “حرمه من استخدام فعّال لمجموع قواته المسلحة وتسخير الموارد العسكرية المطلوبة .. وادت الى تصميم دولٍ رئيسة في المجلس على تعميق خلافاتها عوضا عن انشاء جهاز أمني فعال.
ايران
وفي دراسة اصدرها معهد واشنطن زعم أن المرشد الأعلى علي خامنئي “يتحكم بعناصر سلطة مركزية هائلة،” توطئة لبحث مسألة “نادرة التناول .. وهي آلية اتخاذ القرار في الدولة .. ويتاثر (المرشد) ببعض الحقائق وطبيعة الشخوص” ذات توجهات محددة.
واضاف أنه يتعين على الولايات المتحدة أن تحسن قراءة لوحة “الايحاءات التي تجسدها افعال المرشد الاعلى .. خاصة في ظل بروز (ايران) كدولة نووية.”
بدوره، فند معهد المشروع الأميركي مزاعم الادارة الاميركية بان لديها “رؤية واضحة المعالم للنظام (الايراني) والتزمت علنا بمناهضة سياساته،” مشيرا الى خلو المزاعم من حقائق مادية تدعمها. وناشد الادارة انتهاج سياسة “تثبت عزمها في التصدي للاستراتيجية الايرانية في المنطقة .. واستغلال القوة الناعمة” كاستراتيجية لتطبيق ذلك. وحذر المعهد من مضي الادارة قدما في التوصل الى اتفاق نهائي حول البرنامج النووي والذي “يخلو من اجراءات التحقق بتدمير برنامج الاسلحة النووية” وما سيترتب على ذلك من “تهميش الدور الاميركي في الشرق الاوسط ..”
تركيا
لفت معهد كارنيغي الانظار الى نتائج الانتخابات التركية وفوز حزب اردوغان “الذي سيكون لها كلفتها” السياسية يتصدرها “سعي الحكومة للبدء بالملاحقات القانونية لانصار غولن .. بيد أن خلق مناخ واسع لعقلية الحصار بغية رفع معدلات التأييد الداخلي تستدعي ايضا اختراع متآمرين مشاركين في الخارج”.
وأوضح ان حكومة اردوغان واظبت على استخدام وصف “التآمر” منذ احتجاجات العام الماضي. وحذر رئيس الوزراء التركي ان مكانة تركيا الدولية “اصابها اذى شديد من استراتيجيته في استقطاب الداخل .. وتلاشي آمال الانضمام إلى الاتحاد الاوروبي،” مشيرا إلى قرب اصدار لجنة الاتحاد الاوروبي توصياتها في شهر تشرين الاول/اكتوبر المقبل، التي يتوقع تضمنها “انتقادات حادة” للحكومة.
افغانستان
وأجرى مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية مراجعة للتحديات التي تواجه المرحلة الانتقالية في افغانستان، مشيرا إلى “عوامل التقصير من قبل الولايات المتحدة والحكومة الافغانية وقوى اخرى” لبناء مؤسسات تدير مرافق الدولة، محذرا ان مواقع الفشل السابقة “شكلت القاعدة وليس الاستثناء لتخطي المرحلة الانتقالية بنجاح،” وضرورة توفير قادة من نمط مختلف باستطاعتهم “تجاوز الخطاب الانشائي حول مكافحة الارهاب.”
الدور الجديد للقوات البرية
وأخيراً، ناشدت مؤسسة هاريتاج القادة العسكريين “الاستفادة من دروس حربي افغانستان والعراق” وتبني المقترحات المقدمة لاعادة هيكلة سلاح الطيران التابع للقوات البرية. متوسلة تكرار التجربة السابقة التي “استندت بقوة على تفعيل وحدات من الحرس الوطني” واشراكها في المهام القتالية والتي اثبتت قدرتها التقليدية الموقعة في الميدان، “وينبغي تطويرها لتماثل الوحدات العسكرية العاملة تسليحا وتدريبا.” وطالبت نواب الكونغرس على دعم الخطة المقترحة “والفرصة التي توفرت لمراكمة النجاحات” في معارك افغانستان والعراق.
الميادين نت