معلومات جديدة عن تفجير بئر حسن.. والكشف عن وجود طرف ثالث في مسرح الجريمة
اكدت مصادر امنية مشاركة في التحقيقات الجارية ان الاجراءات الامنية المتخذة حول مقر المستشارية في بئر حسن، المسيج بحزام امني وعوائق لمنع الاقتراب منه او الدخول اليه،حالت دون اقتحام الانتحاري الاول للمقر ما دفعه الى تفجير نفسه عند النقطة التي بلغها، وقد توصلت المعلومات والتحقيقات الى تحديد الامور التالية:
– توصل شعبة المعلومات وبعد المداهمات والاعتقالات التي نفذها في الضاحية والمزرعة والطريق الجديدة، والتحقيقات التي اجراها مع احد الموقوفين من الحصول على اعترافه بأنّه كان مكلّفاً باستكشاف منطقة المستشارية الإيرانية وتلفزيون المنار من آل ابو علفة، الذي على ما يبدو ان اكثر من جهة متطرفة وضعته على لائحة بنك اهدافها بعد تجنيبه الاسبوع الماضي عملية كبيرة كانت ستنفذها الخلية التي يقودها عباس، ما يؤشر الى عدم وجود تنسيق بين هذه المجموعات، والاعترافات حصلت بالتزامن مع وقوع الانفجارين، ما حال دون منعهما، وبالتالي الوصول الى خيوط هامة مرتبطة بتفجيري الامس، مع الاشارة الى انه وللمرة الاولى يكلف القاضي صقر فرع المعلومات جمع الادلة والبراهين من مكان انفجار مرتبط بالضاحية، رغم عمله السري في السابق في المشاركة بالتحقيقات.
– تحديد التحقيقات لمسار السيارتين بعد تحليل عدد من كاميرات المراقبة في محيط المكان المستهدف، اذ سارت السيارتان في الاتجاه المؤدي من مستديرة «الغاندولين» الى خط الاوزاعي القديم باتجاه طريق الجنوب، لتتخطى سيارة الـ ب. ام. مبنى المستشارية وتقوم بنصف التفافة امام مطعم «كنانة»، على بعد 120 مترا، مقابل ثكنة هنري شهاب وملعب الغولف، في الوقت الذي وصلت فيه سيارة المرسيدس الى اقرب نقطة من المركز الايراني ويدوي الانفجارين في فارق زمني لا يتعدى الثواني، ما عزز فرضية ان يكون جهاز تفجير واحد قد تحكم بالتفجيرين، ما يعني وجود جهة ثالثة في المكان قامت بالتفجير، وتلفت المصادر في هذا الاطار الى ان تفجير سيارتين مفخختين بكميات كبيرة في المكان عينه يطرح اكثر من علامة استفهام حول المخطط الارهابي الاساسي.
– التحقيقات الأولية بينت أن عملية تفجير بئر حسن المزدوج هي الأولى من نوعها، كما يبدو وتم التخطيط لها بدقة وهي عملية ثنائية أو ثلاثية وهذا ما ستظهره التحقيقات في الساعات المقبلة.
– عدم توصل التحقيقات الى اي نتيجة فيما خص سيارة المرسيدس، التي بقيت مجهولة المواصفات، فلوحة تسجيلها مزورة، ورقم الهيكل غير موجود في القيود اللبنانية، اما سيارة «الاكس فايف» فقد استأجرها في حزيران الماضي شاب مختص بسرقة السيارات، ثم «باعها» بـ600 دولار أميركي ل ع. م من البقاع الشمالي، الذي نقلها بدوره إلى شخص من بلدة بريتال البقاعية، والأخير يمتهن تزوير الأوراق الثبوتية للسيارات، ويبيعها كما لو أنها شرعية. يصرّف «إنتاجه» لدى واحد من تجار السيارات المسروقة في البلدة نفسها مطلوب من الصف الاول لدى الاجهزة الامنية، اما الأخير فتربطه صلات قوية بجهات سورية منذ اكثر من عشر سنوات مختصة في تسويق السيارت المسروقة وبيعها، داخل الأراضي السورية وخارجها. وقد بينت سجلات مكتب مكافحة السرقات الدولية في المديرية العامة لقوى الامن الداخلي ان الـ«ب. ام» عبرت الحدود اللبنانية الى بلدة عرسال الورد في القلمون، حيث تم تعطيل جهاز التعقب الخاص بها.
– تبين ان الفلسطيني نضال هشام المغيّر، كان صديقاً مقرّباً من محمّد الموسى الذي فجّر نفسه أمام السفارة الإيرانية، ينتمي الى مجموعة سلفية مؤيدة للشيخ احمد الاسير معروفة من قبل اهالي المنطقة، توارى عن الانظار مع موسى عقب احداث عبرا حيث تردد انهما توجها الى منطقة القلمون، وبحسب المعلومات الامنية فان الاجهزة المعنية كانت تقوم بتحريات حول عدد من الافراد المتوارين وهو من بينهم،حيث توصلت المعلومات الى انه دخل الى مخيم عين الحلوة اكثر من مرة.
والى ذلك فقد سجل امنيا وفي ملف منفصل، توقيف لاعب «نادي الراسينغ» زهير مراد الذي كان على علم منذ أسبوعين تقريباً بإمكانيّة اعتقاله، دون ان يفكر بالهرب، بل تابع تدريباته بشكل طبيعي، بحسب مقربين منه،حيث قامت قوة من المخابرات باعتقاله أمام مدخل ملعب برج حمّود، حيث كان يقوم الفريق بتمارينه المعتادة، واقتادته على مرأى من أعين زملائه المذهولين، علما ان افادات الموجودين افادت ان مراد كان مصاباً وعاد إلى التمرين منذ 10 أيام فقط، وهو ملتزم بالتمارين بشكل متواصل، يصفه رفاقه بالخجول والمحترم، لم يصدر عنه يوماً أي شتيمة أو أذيّة لأحد، ورغم ان شكله الخارجي لناحية لحيته الطويلة وتدينه المعتدل لم يمنعاه من وضع صور على صفحة «الفايسبوك» الخاصة به مؤرخة بـ 16 شباط 2014 مع رفاق له يتناولون الخمر. المصادر الامنية افادت ان التحقيقات معه تتركز حتى الساعة على معرفة علاقته بالشيخ سراج الدين زريقات بعد ورود اسمه في اعترافات نعيم عباس، كما اثبت تحليل احدى شرائح الخليوي المضبوطة اتصالات بينه وبين احد افراد الشبكة، دون وجود اي دليل حتى تاريخه على مشاركته في تنفيذ اعمال ارهابية. وبحسب المعلومات فان مقر عمل مراد يقع في منطقة الطريق الجديدة.
المصدر: صحيفة الديار اللبنانية