مصادر التيار الوطني لـ”الجمهورية”: جعجع عطّل الانتخابات الرئاسية لقطع الطريق على عون
أعربَ البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي عن أمله في “أن يتحرّر النواب من كل حساب رخيص، شخصّي أو فئوي، ويتصالحوا مع الوطن والشعب، بل ومع أنفسهم، بانتخاب رئيس جديد للجمهورية يُعيد الاعتبار لسدة الرئاسة، ويكون بكبر شخصيته وأخلاقيته وتجرّده، القائد الحكيم لسفينة الوطن في خضمّ هذا البحر الهائج سياسياً واقتصادياً وأمنياً”. وتساءل: “كيف نرجو انتخاب رئيس وباب المجلس النيابي مقفل خلافاً لِما ينص عليه الدستور؟”.
لكنّ محبّي الفراغ رفضوا، أيضاً، هذه الأمنية. ولست أدري كم هو كريم في أعينهم وطن مبتور الرأس! وكم هي محترمة عندهم سدة الرئاسة، وقد آثروا إقفال أبواب القصر الجمهوري”.
في المقابل، يبدو انّ دعوة الراعي الى النواب المقاطعين لن تلقى صداها لدى نواب “التيار الوطني الحر” الذين سيقاطعون مجدداً الجلسة التاسعة لانتخاب رئيس جديد للجمهورية، والمقررة بعد غد.
وإذ حرصت مصادر بارزة في “التيار” على تأكيد العلاقة الجيدة مع بكركي، قالت لـ”الجمهورية”: “إنّ سبب عدم انتخاب رئيس جمهورية جديد هو عدم إجراء الانتخابات النيابية في مواعيدها، ما يعني الحفاظ على مجلس نيابي قواه متقاربة.
ففريق 14 آذار يملك عدداً معيناً من النواب، وفريق 8 آذار يملك عدداً آخر، ما يعني انّ أيّاً من الفريقين لا يملك وحده الغالبية. لذلك، وفي غياب التوافق السياسي، لن يتمكّن هذا المجلس من انتخاب الرئيس حتى لو اجتمع كل ساعة”.
واضافت المصادر: “صحيح انّ الصورة ستكون افضل اذا نزل النواب الى المجلس لانتخاب الرئيس، لكن في الحقيقة هناك أمران أساسيان: الأمر الاول نحن لا نقبل بأن ينتخب رئيس يمدّد للفراغ ست سنوات جديدة، ويا للأسف كان الرئيس سليمان يملأ هذا الفراغ بفراغ. لذلك، نحذّر اليوم جميع اللبنانيين، خصوصاً المسيحيين، من الوقوع في هذا الفخ، أي من استعجال انتخاب رئيس يملأ الفراغ بفراغ.
والامر الثاني هو أنّ رئيس الجمهورية يجب ان يكون رئيساً قوياً وتوافقياً في الوقت نفسه، بمعنى انه يملك مشروعاً ولديه كتلة نيابية وفي الوقت نفسه لا يستفزّ احداً ويستطيع التحدث مع الجميع”.
وقالت المصادر: “نعتبر انّ مَن عطّل فعلياً إجراء الانتخابات الرئاسية هو مرشّح التحدي سمير جعجع الذي ترشّح، ليس للوصول الى الرئاسة، بل فقط لقطع الطريق على العماد ميشال عون، وقد صَرّح بنفسه عن ذلك أمس. اذاً، انّ جعجع هو الذي عطّل مسيحياً الانتخاب من خلال ترشحه لحَشر حلفائه اولاً، ولقطع الطريق امام العماد عون ثانياً، علماً انّ المسيحيين لا يتحملون وحدهم مسؤولية الفراغ”.