مسؤول سابق في المخابرات الأميركية لـ “الأنباء” عاصفة الصحراء في سيناء ستحقق نتائج إيجابية
جريدة الأنباء الكويتية:
قال الكولونيل “باتريك لانج” الذي عمل لعقود سابقة في المخابرات العسكرية الاميركية في الشرق الاوسط ان الموقف العسكري في شمال سيناء «تدهور الى حد يفسر اسراع القوات المصرية الى القيام بالعملية العسكرية الكبيرة التي تقوم بها الآن لتطهير جبل الحلال من العناصر الارهابية».
وقال لانج في تصريحات خاصة ان انتشار منظمات الارهاب في شمال سيناء ليس ظاهرة جديدة.
غير انه اضاف «الا انها توسعت بصورة كبيرة للغاية في العام الاخير، لقد سبق ان شهدت سيناء اعمالا ارهابية في التسعينيات وحين تنحى الرئيس السابق حسني مبارك هوجمت كافة محطات الشرطة المصرية في تلك المنطقة ذات الحساسية الخاصة من الوجهة الجيوسياسية وكان ذلك في تصوري خطوة مدروسة لمنح المتطرفين حرية اوسع للحركة».
واوضح الكولونيل المتقاعد ان سقوط العقيد معمر القذافي في ليبيا اتاح لمتطرفين الاستيلاء على اسلحة نوعية بكميات كبيرة من مخازن الجيش الليبي وتهريبها الى سيناء واضاف: «الجيش المصري لا يواجه الآن ما واجهه في التسعينيات.
ان ما يحدث في شمال سيناء اخطر بما لا يقاس بما رأيناه قبل عشرين عاما».
واشار الكولونيل الى ان من الخطأ النظر الى ظاهرة انتشار المتطرفين باعتبارها نتيجة تسلل عناصر خارجية الى شمال سيناء، وشرح ذلك بقوله «كان لقبائل البدو في تلك المناطق شكاوى مشروعة واعتقد ان السلطات المصرية اهملتها تماما او تعاملت معها باسلوب امني فقط.
ان التربة المحلية كانت مهيأة لاستقبال المتشددين القادمين من خارج مصر».
وقال لانج ان عملية الجيش المصري التي اطلق عليها اسم «عاصفة الصحراء» في شمال سيناء ستحقق نتائج ايجابية غير انه اضاف «لا يمكن التعويل على ذلك الاسلوب وحده.
هناك احتياج لمخاطبة هموم السكان المحليين وهناك احتياج لتوسعة حصتهم في التنمية الاقتصادية بل هناك حاجة اولا لتنمية اقتصادية لتلك المنطقة التي تعرضت للاهمال».
وتابع القوات المسلحة المصرية مقبلة على قتال صعب في جبل الحلال، فتلك منطقة وعرة والسكان الاصليون يعرفون وحدهم دروبها ومسالكها وكهوفها، وفي تقديري فان تلك المنطقة ستظل صداعا امنيا لمصر لفترة طويلة مقبلة ما لم يعمل المصريون على تغيير المناخ العام في تلك المنطقة بحيث يصبح مناخا غير موات لنمو الارهاب».