“مرشح الحاجة”.. نمط جديد في السياسة اللبنانية
موقع العهد الإخباري-
د. زكريا حمودان:
لا شيء يُذكر اليوم في لبنان باستثناء ملف رئاسة الجمهورية، فملف حاكم المصرف المركزي رياض سلامة بات وكأنه متفق عليه دون اعلان الإخراج الأخير. في الرئاسة هناك شيء جديد يتم التحضير له، لكن هذا الجديد المخفي بات أشبه بمسلسل الضرورة بسبب الحاجة لاستكمال السيناريو وانهائه سريعًا لأنه يوجِد فراغًا في ساعات البث!
لم يتحدث معنا!
شاهدت عدة تقارير اخبارية لاحظت خلالها أن الحاجة لايجاد مرشّح لرئاسة الجمهورية دفعت بالإعلام للاعلان عن اتفاق مسبق دون وجود هذا الاتفاق. فمن اذًا اتفق مع من؟
هل اتفق أحدهم مع بعض القنوات الاعلامية للترويج لمرشح الحاجة؟ أم أنه فعلًا هناك اتفاق؟
الجزء الأول من السؤال لا يمكن الاجابة عنه، لأننا لا نمتلك معلومة حقيقية عن ذلك.
لكن فيما يرتبط بالجزء الثاني وبعد البحث والتدقيق، فالاجابة عنه باتت واضحة، وهي: حتى اللحظة لا يوجد اتفاق بين أحد على اسم مشترك، أو تحديدًا على الاسم المتداول والذي هو الوزير السابق جهاد أزعور.
المواقف السياسية أوضح مما يعتقد البعض
لن أغوص بتفاصيل وتكهنات غير دقيقة لكن سأحاول أن استعرض ما هو واضح للعلن، على الشكل التالي:
١-هناك مرشح لرئاسة الجمهوربة، مرشح لم يعلن أنه يرغب بأن يكون اسمه متداولًا ويدعى جهاد أزعور.
٢- “القوات اللبنانية” تنتظر تبني “التيار الوطني الحر” دعم أزعور.
٣- بعض نواب “التيار الوطني الحر” قالوا في الاعلام إننا لم نجتمع بعد لنقرر اذا كنا سندعم هذا الاسم.
٤- عدد من النواب الذين ينشطون تحت عنوان “التغييريين” يصرّحون ضمن تقارير اخبارية بأنه لم يتواصل أحد معهم لطرح فكرة تبني ترشيح أزعور.
٥- لم يُصرح أي فريق عن موقف واحد واضح حول الاسم المطروح جهاد أزعور، فالبعض يقول إنه اسم وسطي، والبعض الآخر يقول انه اتفق عليه بين من يسمون نفسهم المعارضة بالتفاوض مع التيار الوطني الحر، والبعض الأخير يقول إنه اسم مقبول لكي يتم فتح البرلمان!
هل وافق أزعور على طرح اسمه؟
حسابيًا، لن يقبل جهاد أزعور أن يكون مفتاحًا للبرلمان اللبناني ومدخلًا لمعركة عودة جلسات انتخاب رئيس للجمهورية. كما أن الارقام حاليًا لا تشير إلى وجود ثقل سياسي يسمح بخروجه برقم كبير ووازن يحقق له حظوظا رئاسية لاحقًا.
بالاضافة الى ما ورد اعلاه، لا يمكن اليوم لأي فريق أن يسير في اطار التحدي الرئاسي، بالتالي إن الحاجة للبقاء ضمن أجواء التوافق والاستقرار السياسي لا تسمح بأن يتم طرح اسم جهاد ازعور دون موافقته، وهو الذي حتى الآن لم يوافق على ما هو مختلف عليه بين القوى غير المؤيدة لترشيح سليمان فرنجية.
في الخلاصة، هناك حاجة مشروعة لمجموعة من القوى السياسية للاتفاق على اسم مرشح مقابل ترشيح سليمان فرنجية، لكن الشرذمة ما زالت تتقدم حتى اللحظة على مشروع الترشيح، دون أفق يُذكر، مما يُعتبر نمطًا جديدًا في السياسة اللبنانية.