محادثات غير مسبوقة حول سوريا اليوم بين موسكو وواشنطن والرياض وأنقرة
ومن المتوقع أن تشهد العاصمة النمساوية، طيلة النهار، لقاءات بين وزير الخارجية الأميركي جون كيري، ونظرائه الروسي سيرغي لافروف والسعودي عادل الجبير والتركي فريدون سنيرلي اوغلو.
وبعد الظهر، سيُعقد اجتماعٌ رباعيٌ مخصصٌ لبحث الأزمة السورية، يشكل سابقة دبلوماسية.
ومن المقرر أن يُعقد اجتماع غير مسبوق أيضًا، بين الولايات المتحدة وتركيا والسعودية، في فترة الصباح، يليه لقاء بين كيري ولافروف.
وقبل إيفاد وزير خارجيته إلى فيينا الخميس، أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تحدّث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن مجمل التطورات في منطقة الشرق الاوسط خاصة في سوريا والعراق والدور الروسي في إبعاد وكسر الارهابيين وخطرهم، موضحًا بأنه “رغم كل الصعوبات نرى تقدمًا في عملية محاربة الإرهاب”، ومجددًا التأكيد على تقديم روسيا “المساعدة لجميع الدول المهددة من قبل الإرهابيين”، واصفاً العملية الروسية العسكرية في سوريا بالـ”شرعية تمامًا وهدفها الوحيد إعادة السلام إلى هذا البلد”.
وفي كلمة له خلال مناقشات نادي “فالداي” الدولي الذي تستضيفه روسيا سنويًا بحضور نخبة من الخبراء الدوليين والسياسيين، وجّه الرئيس الروسي رسائل على أكثر من صعيد.
وأضاف بوتين: “أميركا دمرت أحد الأسس الرئيسة للأمن الدولي بذريعة الخطر النووي الإيراني”، وأضاف “التجارب على الدرع الصاروخية في أوروبا رغم حل القضية الإيرانية تؤكد أن أميركا حاولت تضليلنا”، وأوضح ان “الولايات المتحدة تتخذ من سياسة العقوبات وسيلة لقمع كل وجهة نظر تخالفها”، وخلص الى أن “الاخلال بالتوازن الاستراتيجي أمر خطير ولدى البعض أوهام بالانتصار في أي حرب عالمية قد تقع”.
كيري ولافروف
كما ندد بوتين الخميس بما اعتبره “لعبة مزدوجة” يمارسها الغربيون مع “الارهابيين” في سوريا.
وكان بوتين استقبل الاسد الثلاثاء الفائت واعلن انطلاق “عملية سياسية”.
ويترافق الدعم التاريخي والدبلوماسي غير المشروط الذي تقدمه موسكو الى دمشق بتسليم تجهيزات دفاعية ومنذ 30 ايلول/سبتمبر بشن اكثر من 800 ضربة جوية ضد أهداف إرهابية، بحسب قائد العملية العسكرية الروسية الجنرال أندريه كارتابولوف.
كما انتقد بوتين حملة الائتلاف الدولي التي شنت الاف الغارات منذ اكثر من عام ضد تنظيم الدولة الاسلامية في سوريا والعراق متسائلا “لماذا لم تحقق بعد اهدافا ملموسة؟”.
وتشدد واشنطن وحلفاؤها في المقابل على عدم وجود “حل عسكري” للحرب في سوريا وعلى ضرورة السعي الى مخرج سياسي.
وخلال قيامه بزيارة الخميس الى برلين قبل أن يصل خلال المساء الى فيينا، أشار وزير الخارجية الأميركي جون كيري أمام صحافيين الى ان “الشيء الوحيد الذي يقف في طريق الحل هو بشار الاسد”.
وعقب تراجع تركيا عن مواقفها بالمطالبة برحيل الاسد وموافقتها على بقائه لفترة انتقالية بظل الضربات الروسية وعقب انهيار مشروعهم للمنطقة العازلة، برز تطور آخر تمثل بتصريح وزير خارجية السعودية الاثنين وقال فيه “إنه يمكن للأسد البقاء في السلطة، الى حين تشكيل حكومة انتقالية”.