متی سیرد حزب الله علی الحرب السعودية؟!
منذ تحریر الجنوب علی ید المقاومة الاسلامیة عام 2000 اصبح القرار الامریكي – الصهیوني نزع سلاح حزب الله وتجرید العرب من قوتهم الوحیدة التي اذاقت العدو الغاصب للقدس مرارة الهزیمة.
وللاسف الشدید اصبح هذا الهدف الصهیو ـ امیركي غایة لدی بعض الانظمة العربیة وبعض الكیانات اللبنانیة التابعة لتلك الانظمة…
حینها في 2000 لم تكن الاوضاع تسمح بالافصاح عن هذا الهدف بسبب اجواءالتقارب الایراني – السعودي والسوري – السعودي، والتقارب القطري مع محور المقاومة وغیرها من الاسباب المتعلقة بالرأي العام العربي والاسلامي.
لكن الاحداث التي شهدها العالم والمنطقة كشف عن حقیقة نوایا من كانوا یتسترون بالاعتدال في الاقلیم وسلطة الدولة في الداخل اللبناني.. فهذه السعودية وأذنابها تبدأ حرباً مذهبیة علی خلفية الغزو الاميركي للعراق والذي ادی الی ظهور الشیعة كمكون اساسي في المعادلة العراقیة.. حرب سفكت فيها مئات الآلاف من الدماء…ثم تأتي مواقفها من العدوان الصهیوني علی لبنان عام 2006 والعدوان علی غزة 2008 – 2009.. والمؤامرة التي نفذتها احزابها في لبنان في الخامس من مایو/ایار عام 2007 والتي اقتضت رد السابع من ایار المعروف…
وآخر ما قامت به السعودية هو دخولها المباشر علی خط الاغتیالات والتفجیرات التي استهدفت معاقل حزب الله وقیاداته وسفارة الجمهوریة الاسلامیة في بيروت والامن داخل ایران، وان كان العالم لم ينس متفجرتها الشهیرة في بئر العبد عام 1985 بالتعاون مع السي اي ايه لاغتیال المرجع المرحوم السید محمد حسین فضل الله، الذي كان يوصف حينها بالمرشد الروحي للمقاومة الاسلامية.
كما انها (اي السعودية) واخواتها الخلیجیات ادرجت الحزب علی قائمة “الارهاب”!! استكمالاً لما قامت به امیركا وحلیفاتها الاوروبیات، وهي تتحدث كل یوم عن ضرب مصالحه في البلدان الخلیجیة…
والسؤال الاساس الذي لابد من الاجابة علیه، هو: اذا كان الحزب مستهدفاً بهذا الحجم.. واذا كانت السعودية هي من تقف وراء العدید مما یتعرض له الحزب، فلماذا لا یرد الحزب … واین وكیف سیرد؟
وفي الاجابة علی هذا السؤال یستذكرني تحلیل ایراني في كیفية الرد علی مواقف بعض الانظمة الاقلیمیة تجاه ایران والهجوم الاعلامي والحصار الاقتصادي والاستفزازات المذهبية والسياسية والمؤامرات الامنية التي تعرضت لها ايران على يديهم…
كان التحلیل یقول ان هؤلاء سیهرولون نحونا اذا ما حلت العقدة الاساسیة، لابد ان نتفاوض مع “الختیار!!”عندها سیأتي الصغار بأنفسهم… والحقیقة هذا ما حصل بعد الاتفاق النووي!!
في المقاربة اللبنانیة وما یتعلق بحزب الله، سیكون هذا التحلیل مفيداً ایضاً وستطبق نفس المعادلة بنحو آخر.. فبما ان الهدف من هذه الاعمال هو جر المقاومة الی نزاعات جانبیة والهاءها عن العدو الرئیس وبالتالي نزح سلاحها لمصلحة الكیان الاسرائیلي… فمن العقل والحكمة ان لا ینجر الحزب الی ردود الافعال والاعمال الجزئیة الصغيرة التي تضر بالاستراتيجية والخطوط العريضة…
وان اهم رد علی السعودية وأذنابها هو افشال مشروعهم في سوریا وفي البحرین وفي الیمن… وبعبارة اخری شل قدراتهم علی المناورة وحشرهم في الزاویة واسقاط جمیع الاوراق من ایدیهم.
وبما ان جمهور المقاومة ایضاً مستهدف نفسیاً بهذه الاعمال الاجرامیة فلابد من ان یعي هذا الجمهور(وهو واع بحمد الله) ان الرد بالمثل لیس دائماً هو الرد الامثل… هناك رد أهم سیدمر المؤامرة السعودية من الداخل وفي الاقلیم… وهو تدمیر مشروعها التكفیري وافشال مخططاتها في محاولة القفز على القرار العربي وحواضره التاريخية وضرب استقرار بلدان المنطقة عن طریق الارهاب.
مروة ابو محمد – موقع قناة العالم