ماليون يستخدمون الفيسبوك في البحث عن ذويهم الذين فقدوا في موسم الحج
في أحد الشوارع المزدحمة في باماكو عاصمة مالي تمضي كادياتو كيسوكو يومها في مركز صغير لمعالجة الأزمات تدخل بيانات على صفحة
على موقع فيسبوك للتواصل الاجتماعي قد تساعد الماليين في العثور على ذويهم واحبائهم الذين فقدوا أثناء موسم الحج في السعودية هذا العام.
ومازال 200 من سكان مالي في عداد المفقودين وفقا لبيانات شركات السياحة المالية بعد حادث قتل فيه أكثر من 700 حاج في سبتمبر أيلول الماضي لتصبح هذه أسوأ كارثة تصيب موسم الحج منذ 25 عاما.
يرسل الأقارب صور ذويهم إلى صفحة “ماليون في حادث منى” في حين يرفع متطوعون في السعودية صورا لضحايا الحادث الذين يعالجون في مستشفيات المملكة.
وتقول كيسوكو المتطوعة التي ترفع البيانات على الموقع الالكتروني في مالي “شكلت شركات السياحة لجنة لتسهيل البحث وجمعت معلومات استنادا إلى بياناتها الخاصة وقدمت لنا قائمة تضم 197 شخصا متوفى و237 شخصا مفقودا لكن بيانات الحكومة تفيد أن هناك 70
متوفيا. ما يضايقنا هو غياب التواصل من جانب الحكومة، لا نريد ان نتهم أحد، فقط نريد أن نبلغ (بما حدث).”
وتتوافد أعداد متزايدة من أقارب المفقودين على المكتب يوميا على أمل سماع أنباء طيبة عن ذويهم.
ويحضر الاساني توري إلى المكتب بانتظام على أمل سماع أنباء عن والدته التي مازالت في عداد المفقودين.
ويقول “حاولت الحصول على معلومات عن طريق شبكات التواصل الاجتماعي ومن شركات السياحة، لكن حتى الآن لم نتوصل لأي معلومات
عن ما حدث في منى. مر نحو شهر ولم نتمكن من إقامة عزاء. على أي حال هذه إرادة الله لكننا نريد معرفة الحقيقة ونريد من الحكومة ان
تتواصل معنا نريد من الحكومة أن تساعدنا.”
وتقول ديد سيسي التي تبحث عن جدها المحسوب في عداد المفقودين “أكثر من مئة أسرة في هذا الوضع، لا يمكنها الحصول على أي أنباء عن الآباء والأمهات والأبناء والبنات، لا تعرف إلى من تتحدث أو إلى من تتوجه. لا توجد مساندة. إنه أمر مروع.”
وشهدت مواسم الحج وهو أكبر تجمع سنوي في العالم عدة حوادث تدافع قاتلة وحرائق وأعمال شغب في الماضي لكن تواتر هذه الحوادث
تراجع بدرجة كبيرة في السنوات القليلة الماضية بعد ان أنفقت الحكومة السعودية مليارات الدولارات على تحديث البنية الاساسية وتوسعه الحرم للحيلولة دون وقوع تدافع.